Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
حيرة. شعر: فؤاد زاديكه
حيرة أنا أحتارُ _ صدقاً _ في التعاطي مع أبناءِ جهلٍ، لا يعُونَ أمورَ الكونِ و الإنسانِ، حتّى تراهم كلَّ شيءٍ يجهلونَ. مجالُ الفهمِ يبقى في نطاقٍ وحيدٍ واحدٍ، لو تعلمونَ نطاقٌ يجعلُ الإنسانَ عبداً ذليلاً، و الملالي يحكمونَ. فتاواهم على مرِّ العصورِ، بيومٍ لم تفِدْ. لا يفقهونَ سوى شربٍ لأبوالِ البعيرِ، و أكلِ الخُرءِ، قد أفتوا جنونا. و مَصُّ النهدِ، مَرضوعاً، ثوابٌ على ما قالوا و احتالوا فنونا و حَرثُ الزوجِ في أنثاه شرعٌ له ما شاءَ، لو جاءَ المجونَ. فتاوى الفسقِ و الهزءِ السّخيفِ, فتاوى ولّدتْ عقماً قرونا فغابَ العقلُ عن شُغلٍ كسولاً، تراخى و ارتخى خوفاً لعينا. أنا أحتارُ، كيف العقلُ يُمسي سخيفاً هكذا، يحيا ظنونا كأنّ العقلَ محكومٌ بفتوى، و أنّ الفكرَ مَلزومٌ سكونا كماءٍ آسنٍ، لا خيرَ فيهِ. علومُ الفِقهِ لم تبلغْ أمينا لقومِ الجهلِ فالأمراضُ زادتْ، تفشّتْ، أرهبتْ جاءتْ أنينا. إلامَ بل علامَ ثمَّ فيمَ يكونُ الحلُّ، هل لم تسمعونا؟ أجيبوا ما الذي في ما ترون، و في ما باعتداءٍ تصنعونَ يعودُ اليومَ في نَفعٍ عليكم، و قد عشتمْ لسوءٍ ترضعونَ؟ أحارُ اليومَ، لكنْ لن يطولَ لكم عمْرٌ، و فوزٌ لن يكونَ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|