Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
أردوغان يقرع طبول الحرب .. والمعارضة السورية بنقطة أو بلا نقطة .. Tag: سياسة, تركيا,
أردوغان يقرع طبول الحرب .. والمعارضة السورية بنقطة أو بلا نقطة ..
Tag: سياسة, تركيا, سوريا, تعليقات, في العالم, إلياس مارديني 5.10.2012, 19:06 © EPA تقرع حكومة العدالة والتنمية في تركيا طبول الحرب مع سورية في خطوة لا يمكن وصفها إلا بمشهد جديد من الحرب النفسية كون أن اردوغان لا يستطيع إتخاذ قرار الحرب على دمشق، فهذا القرار يتخذه اللاعبون الكبار. وعلى خلفية التوترات على الحدود السورية التركية وتفجيرات حلب الأخيرة ومواقف المعارضات السورية منها يتجدد السؤال لمن ولاء هؤلاء ؟ بقلم إلياس مارديني أردوغان يقرع طبول الحرب لم ينتفض غبار التفجيرات الانتحارية التي شهدتها مدينة حلب حتى التهبت الحدود السورية التركية بنيران المدفعية وبدأت غيوم الحرب في سماء المنطقة. إن التفجيرات التي أودت بحياة عشرات السوريين كانت رسالة تركية إلى الشهباء بأن الوقت قد حان كي تقوم بتجارها واقتصادها ضد النظام السوري وتدعم مسلحي المعارضة المخترقين أصلا بمرتزقة أجانب بات يقدر عددهم بالآلاف في الشهباء وحدها، لكن توقيت التفجيرات التي تبنتها جبهة النصرة القريبة من تنظيم القاعدة واستهدافها للتجمعات المدنية تطرح أسئلة كثيرة لا سيما وأن بعض قيادات الجيش السوري الحر كانت قد بدأت الاعتراف بأنها خسرت معركة حلب وبأن مسلحوها بدأوا يتقهقرون عند أسوار قلعتها حيث يقال إن تعزيزات الجيش العربي السوري تقدر بثلاثين ألف جندي لحسم المعركة قد وصلتها، بعد أن كان يراد لها أن تكون بنغازي السورية لجهة موقعها القريب من الحدود السورية وثقلها الديموغرافي والاقتصادي وليس آخراً الجيواستراتيجي. رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي أوصلته سياسته في سورية إلى ما يعرف بسياسة حافة الهاوية، أعلنها بصريح العبارة أنه لا يريد الحرب مع سورية وذلك بعد مقتل إمراة تركية وأطفالها جراء سقوط قذيفة فوق بلدة أكجكاله كان مصدرها الأراضي السورية تبعه قصف تركي للمواقع السورية استمر طيلة ليلة الأربعاء وحتى صباح يوم الخميس. الطيب أردوغان نال إثر الحادث تفويض البرلمان التركي رغم رفض أحزاب المعارضة لتفويض يسمح للجيش تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود والسماح بإرسال قوات عسكرية إلى خارج تركيا - وفي هذا السياق شكك البعض بأن الحادث كان مصطنعا-، وعليه أردوغان الذي لا يريد الحرب قرع طبولها في حرب نفسية جديدة كتلك التي أعقبت إسقاط الدفاعات السورية لطائرة حربية تركية فوق المياه الإقليمية السورية لرفع معنويات الجماعات المسلحة التي لم تعد خساراتها سرا على أحد، لكن هذه المرة هناك قتلى مدنيين وحيثيات حلبية لجهة حسم الجيش السوري للمعركة وما سيترتب على ذلك شمالا وهي أوراق ومعضلات بيد زعيم العالم الإسلامي، بحسب وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مؤخرا، يحاول لعبها جيدا قدر المستطاع فمستقبله وأيديولوجية وزير خارجيته أحمد داؤود أوغلو على المحك السياسي، كما أن غموض الموقع الذي انطلقت منه القذيفة السورية وعدم معرفة الجهة التي أطلقتها من منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة المدعومة تركيا حيثيات لا بد من أخذها بعين الإعتبار. أما إذا نظرنا إلى تداعيات الحادثة إقليميا ودوليا فسنجدها على السياق التالي، مجلس الأمن الدولي يدين سورية بعد خلافات في أروقته بسبب عدم التعرض للتدخل التركي في الشؤون السورية بإحتوائه ودعمه للمعارضة المسلحة وتسهيل دخول الجهاديين، في حين اكتفى حلف شمال الأطلسي بالتضامن مع تركيا وهو الذي يستطيع التدخل عسكريا في سورية وفقا لميثاق الحلف بعد تعرض تركيا لنريان مصدرها سورية، أما الرسالة الأقوى فجاءت من إيران التي حذرت تركيا من لعبة أمم قد تطيح بتركيا قبل سورية ومن تدخل عسكري في بلاد الشام سيدفع طهران إلى خوض معركة استباقية على الأراضي السورية. وهنا يجب أيضا أن نتذكر الورقة الكردية والحديث عن حكم ذاتي في سورية والمفاوضات التي لم يستبعدها أردوغان مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وما قد تستدعيه الحرب على دمشق من مواجهات على الأراضي التركية ستطال حتما المدن الكبرى وكذلك المناطق السياحية في تركيا وستخلف أثرا كارثيا على الاقتصاد التركي. المعارضات السورية .. بنقطة أو بلا نقطة بات الحديث عن المعارضات السورية الشغل الشاغل للشارع السوري الذي يعيش دوامة عنف غير مسبوقة. معارضات داخلية وخارجية، وطنية وغير وطنية، برلمانية وغير برلمانية، التسميات عديدة لكن الواقع واحد وهو أنها جميعا تتقاتل فيما بينها وهي جميعها تقاتل النظام وتتهم بعضها البعض بالعمالة للاستخبارات السورية وغير السورية. بعض من هذه المعارضات شكل حكومات في المهجر وصل عددها غلى خمسة حكومات سورية في آن واحد بوزراء في الداخل السوري لم تعرف أسمائهم لدواعي أمنية كما قيل وقال، وبعضها يجلس في فنادق فاخرة ويقوم بجولات مكوكية بين عواصم صنع القرار الدولي دون نتائج تذكر حتى اللحظة، وبعضها يعقد مؤتمرات في دمشق يتأمل منها المواطن البسيط ان تضع حدا لجهود خارجية تهدف إلى تدمير الدولة السورية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. هذه المعارضات أو بعض منها لم تدين تفجيرات حلب الدموية وكذلك لم تصدر أي تصريح على خلفية القصف التركي للأراضي السورية. إنه لأمر غريب أن يذهب البعض حتى للتأكيد على أن الحراك في سورية ما زال يحمل طابعا سلميا في معظمه وأن عمليات الإرهاب ليست إلا أعمال جانبية لا تؤثر وأن الجهاديين قلائل لا يشكلون شيئا على الأرض، جميعنا مع الحراك السلمي ومع التظاهر ومطالب الشعب السوري، لكن هل هذا يعني أن نغمض عينينا على الجرائم التي ترتكب باسم الثورة السورية وكذلك باسم الدفاع عن الوطن السوري. حتى الآن ينتظر الشعب السوري من المعارضة أن تكون موضوعية في تقييمها للأحداث، أن تبتعد عن الأحقاد الشخصية وتعمل بمهنية سياسية وأن تضع مصالح الشعب السوري فوق أي مصلحة ذاتية أو داخلية أو إقليمية أو دولية. إن تفجيرات حلب إرهابية دموية لا يمكن تبريرها كما لا يمكن تبرير الكثير مما يجري على الأرض السورية، أما القصف التركي للمواقع السورية هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية، وإن كانت المعارضة لا ترى التدخل التركي في الحرب السورية لجهة دعمها وإيوائها للعمل المسلح، فعليها أن ترى أن تراب بلدها يقصف من الخارج، وعليها جميعا، أي المعارضة، بكل فصائلها أن تصدر بيانات واضحة من هاذين الحادثين وتحدد موقفا واضحا منهما، وإلى ذلك الحين فإن تشكيك النظام بوطنية المعارضة يبقى أمرا موضوعيا والسؤال يتجدد لمن ولاء هؤلاء السوريين ؟ الشعب السوري هو الفيصل كان بإمكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منذ سنة وتسعة عشر شهرا أن يجد عشرات الحجج للتدخل في سورية عسكريا، لكن القرار ليس قراره لذا هو مستمر في البحث عن أي سبب للتدخل المباشر المدعوم أطلسيا، بعد فشل مشروع إسقاط النظام السوري عبر الجيش الحر والمجموعات المسلحة وعلى رأسها القاعدة. جميعنا يدرك أن التدخل العسكري في سورية هو قرار يتخذ على مستوى الكبار وسيكون له تداعياته الكبيرة إقليميا ودوليا، وعليه لن يكون نزهة لأحد والجميع يدرك ذلك، وحتى اليوم لا يوجد أي شيء قريب حتى من التوافق حيال ذلك والأتراك يدركون ذلك جيدا وإكتفاء الأطلسي بالتضامن مع أنقرة رسالة واضحة، لذا فإن استصدرا أردوغان لمذكرة البرلمان هي للتسويق الداخلي لسياسته الخارجية وللتشويش على عمليات الجيش السوري ومعنوياته لا غير. كما أن الكثير سيبدو واضحا بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا منتصف الشهر الجاري لجهة الاقتصاد والطاقة وخطوط امدادها وتداعيات كل ذلك على الأزمة السورية وتداعيات الأزمة بدورها على العقود والصفقات والعلاقات بين الجانبين. إذا كان من الممكن تفهم التحركات التركية لجهة أن أنقرة تبحث عن مصلحتها وتحاول تعزيز نفوذها، إلا أن المعارضة السورية المترامية الأطراف والمتعددة التوجهات والولاءات والتمويل والتأثير وغيرها الكثير، فإن موقفها من الأحدث في حلب والحدود السورية التركية جدد خيبة أمل المواطنين فيها. لا يحق لي أن أوزع صكوك غفران أو وطنية، لكن ما يمكنني تأكيده هو أن الشعب السوري هو من سيضع النقاط على الحروف، وهم من سيحدد أي معارضة كانت بنقطة وأي منها كانت بغيرها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|