Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2015, 03:54 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي المطران يوحنا ابراهيم في ذكرى رسامته الاسقفية السادسة والثلاثين

المطران يوحنا ابراهيم في ذكرى رسامته الاسقفية السادسة والثلاثين
في الليلةِ الظلماءِ ... يُفتَقدُ البدرُ







التاريخ: ٤ آذار ١٩٧٩
المكان: حلب
الحدث: سيامة الربان يوحنا إبراهيم مدير إكليركية مار أفرام في العطشانة مطراناً على أبرشية حلب ، وذلك على يد المثلث الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث (1980+) بحضور ستة من أحبار الكنيسة الأجلاء وليصير اسمه الكامل مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم


التاريخ: ٤ آذار ٢٠١٥
المكان: حلب
الحدث: الذكرى السادسة والثلاثين لأسقفية مطران الأبرشية نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب ... الغائب


إن طريق الخدمة محفوف بالمخاطر دائماً، وأعداء الخير من الداخل والخارج موجودون دائماً، ومن يحاول أن يشوه الصفحة الممجدَّة بالأعمال والمواقف الجميلة بإيعاز من إبليس لا يدرك قول الكتاب : إذا كان الرب معنا فمن علينا.
هذه الكلمات جزء من تأمل كتبه سيدنا يوحنا قبل عامين في ذكرى اختيار الرب له راعياً ... خادماً ... ملاكاً ... ومطراناً لأبرشية حلب السريانية الأرثوذكسية


في الرابع من آذار من كل عام كان نيافته يختار نفس الدرب للاحتفال بحبريته بعيداً عن الأضواء بأن يعيش فترة صمت، وفي خلوة كاملة، إلى أن يُقيم قداس الشكر للرب الإله على ما أنعم به عليه وعلى الأبرشية من بركات ونِعَم وخيرات انعكست كلها على رسالة الخدمة التي من أجلها كرَّس حياته
في الرابع من آذار من كل عام لم يكن متروبوليت حلب بحاجة لأن يذكِّره أحد برسالته كراعٍ يقظ، وخادم أمين، ومسؤول تعهد على نفسه أن يكون دائم الحركة بما فيه خير الناس من ابناءه وأخوته في الكنيسة والمجتمع


كئيب هو الرابع من آذار هذا العام والعام الذي سبقه
فصاحب العيد غائب
ووجهُ القمرِ في حلبَ كئيبٌ وشاحب
وسوريا درّةُ التاجِ السرياني متشحةٌ بالسوادِ تلفُّها النوائب
عيدٌ... بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟


مع ماتمرُ بهِ سوريا من سنينٍ عجاف وحربٍ طاحنةٍ لم تترُك حجراً على حجر
ودوامةَ موتٍ وعنفٍ ازهقت ولاتزال أرواحَ آلافٍ مؤلفةٍ من البشر
تنعقدُ الألسنة وتموتُ الكلمات ويبقى الصُراخ هو الوحيدُ المُتاح أمامَ بشاعةِ الصور
والصمتِ المخزي لعالمٍ يدّعي التحضُّرَ والمدنية وعن مهدِهما سوريا يُشيحُ النظر
أما نحنُ فكلما تذكرنا يوحنا ابراهيم قُلنا ... في الليلة الظلماءِ يُفتَقدُ القمر


ما أحوجنا وأحوج كنيستنا في هذه الأيام الصعبة الى يوحنا ابراهيم ... من يدرك هذه الحقيقة يعي تماماً الغاية من تغييبه ( القسري) عن المشهد .
يوحنا ابراهيم من رجالات المسيحية المشرقية المعاصرين ممن يُشار إليهم بالبنان ... رجل ذو فكر متقد وحضور مؤثر وكاريزما متوهجة ... من عرف تلك الصفات عنه يستشعر ايضاً حجم الفراغ الذي كان يملأه حضوره.
يوحنا ابراهيم رجل دين مثابر وغيور ... صاحب مشروع نهضوي لكنيسته ومجتمعه
يوحنا ابراهيم قيادي كنسي فريد مزج الأدوات التي امتلكها مع إمكاناته الشخصية ليسخرهما في رسالته بأقصى الحدود المتاحة.
يوحنا ابراهيم شخصية عامة محلية ودولية اكتسبت احتراماً وتأثيراً كبيرين واستثمرت هذا وذاك لترسيخ مكانة الكنيسة السريانية وخدمة ابناءها كجزء من خدمة مجتمع بأكمله


منذ أربع سنوات والجسد السوري يتلقى كل يوم المزيد من طعنات السكاكين الغادرة التي حمل الكثير منها ولايزال "سوريون" إن اختلفت انتماءاتهم وغاياتهم إلا أن هناك ما يجمعهم في التفكير وتهيئة الظروف لاستمرار إجرامهم وفي المقدمة يأتي طمس الفكر الوطني النقي وإسكات الصوت المعتدل المخلص اللذين امتلكهما مطران حلب في أوضاعٍ استثنائية تتطلب إيماناً وحكمةً استثنائيين


سورية النازفة المطروحة كانت منذ اليوم الأول لهذه الأحداث المشؤومة ولاتزال أحوج ما تكون لسامري "صالح" يهرع لمساعدتها بتجرد وتفانٍ وإيثار ومطران حلب قدّم هذا النموذج وأراد تعميمه في مقابل نماذج اخرى من تجار الحروب والأزمات ممن لايردعهم وازع من ضمير أو دين أو أخلاق ولا يمتلكون أدنى حسٍ من الوطنية الجامعة غير الاستقصائية


لكل قوى الشر الظلامية هذه الظاهرة منها والمستترة كان المطران يوحنا ابراهيم عدواً مشتركاً تلاقت مصالحها على اقصائه.
يوحنا ابراهيم وهو يحمل صليبه في طريق آلام الوطن كان يعرف خصومه من أعداء الحياة ولم يتهرب من مواجهتهم أو يتوانى عن مجابهتهم لا بل وحتى التشهير بهم وتعريتهم بعدما ذبحوا سوريا وضرّجوها بالدماء


قبل شهر من تكالب اعداءه "الظاهرين والمستترين" عليه وتنفيذ مخططهم الإجرامي بخطفه وتغييبه نشر موقع مطرانية حلب الإعلامي على الانترنت كلمات المفكر والباحث جمال الدين الأفغاني التي أطلقها يوحنا ابراهيم صرخةً علت فوق أزيز الرصاص ودوي القنابل ووجهها الى اعداء الوطن واعداء الدين


ملعون في كل الأديان
من يسجن شعباً...
من يخنق فكراً...
من يرفع سوطاً...
من يسكت رأياً...
من يبني سجناً...
من يرفع رايات الطغيان
ملعون في كل الأديان


في الرابع من آذار هذا العام لو قُيّضَ لنيافة الحبر الجليل مار غريغوريس يوحنا ابراهيم المفقود والممنوع من مواصلة رسالته الروحية والوطنية التي ابتدأها قبل ستة وثلاثين سنة أن يوصل كلماته لابناءه وأخوانه في الكنيسة والمجتمع لكانت تلك الكلمات تعزيةً وتشجيعاً لهم من أجل أن لايحيدوا عن النهج الذي رسمه هو والطريق الصعب جداً الذي اختاره منذ استلم عصا الرعاية الاسقفية ومشى فيه قولاً وفعلاً ... صِرتُ كُلّاً للكُلّ


سيدنا ... كل عام وأنتم وسوريا بألف خير

__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2015, 10:01 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,997
افتراضي

مرثيتي للمطران يوحنا الغائب الحاضر

شعر: فؤاد زاديكه


ربّما يرثيكَ غيري خَيرَ مِنّي
أو يُوَشّي حرفَهُ الزّاهي التغنّي

مثلها روحُ ابتهالاتٍ تُناجي
وجهَكَ الصّافي بآمالٍ و لَحْنِ

ما نُسَمّي الفعلةَ الشّنعاءَ هذي؟
هل هُوَ الإجرامُ؟ أم هذا التجنّي؟

هل هِيَ الأحقادُ تغلي مِنْ عُقودٍ
في عُروقِ المجرمِ الجاني، تُغنّي؟

طَيشُها المعتوهُ و الأفعالُ وَقعٌ
فيهِ جَلاّدٌ و سلطانٌ يُمَنّي

نفسَهُ بالقتلِ و الإرهابِ حتّى
يعتلي أمجادَ أوهامِ التمنّي

كيفَ أرثي الفكرَ، و الأفكارُ روحٌ
في سبيلِ الحقِّ تُعطي كلَّ فَنِّ؟

منطقُ العقلِ انشقاقاتُ النهارِ
و انبلاجاتُ المعاني دونَ إذْنِ

عرفُها المحمولُ طَلٌّ عبقريٌّ
نافذُ المفعولِ لا يرتدُّ عنّي

كيف نطوي صفحةَ التاريخِ يوماً
و المدى المكتوبُ الاستشهادَ يَعني؟

إذ بهِ غنّتْ أمانينا و دامتْ
في تَلَقّيها الأذى، تعطي و تبني

هكذا المكتوبُ في سفرٍ جليلٍ
إنّنا الحِملانُ و المكتوبُ يعني!

لستُ أرثي قامةً عاشتْ سلاماً
نبضُها المِعطاءُ لم يُذِعنْ لِغبْنِ

كوكبٌ مِنْ كوكباتِ العلمِ خَرَّ
سوفَ يبقى الذكرُ و الأقلامُ تثني

غائبٌ عَنّا بجسمٍ لا بفكرٍ
لا بروحٍ، لا بِذكرٍ رُغْمَ أنِّ

رغبةُ الأوغادِ إفسادُ الحياةِ
منطقٌ فَجٌّ على وَهمٍ و ظَنِّ

كيفَ لي أرثي عميدَ الفكرِ حُرّاً
رُبَّما أبكي و لكنّي أُغَنّي!



غَرِّدْ يا صاحبَ النغم الأصيل و المعطي متعة خاصّة و خالصة من كلِّ شائبة. إنّي و كلّما قرأت لك أشعر بحضور أدبّي رائع و بفكر مبدع خلاّق للكلمة الجميلة و للفكر المعبّر و للعقل النافذ و الكبير، عدا عن نفس بمنتهى الجمال و الرقّة الإنسانية و الطيب المنسجم و المتوازن. سلم قلمك يا صديقي الأديب الراقي و المبدع فادي. إنك تستفزّ رغبة حرفي على الدوام و تضعه على محك التحدي للفكرة و النصّ و الموضوع، و بهذا فإنك تساهم على الدوام في خلق صور أدبية جديدة و تدفعني إلى أن أتفاعل مع نصوصك فلا أجد نفسي إلاّ ساجداً في محرابِ جمالها بابتهال عميق و شفافية محمودة. أتمنى حضورك دائما لأنه يعطي الجديد و يبوح بالعذب و تكون المحصلة تفاعلا حيويّا ينتج أدباً جميلاً و يخلق فرصةً للتعبير عن جماليات الحياة و تذوقها. إنّ الموضوع و على الرغم من مأساويته فهو حافز لكل صاحب ضمير كي لا يبقى نائما. يقبل بكل ما يجري في عصرنا هذا و ما جرى بالماضي و لا أظن بأن المستقبل سيحمل خلاف الاثنين معاً. تحية عميقة لشخصك الجميل و المبدع و كم أنا سعيد و محظوظ بصداقتك أيها الشهم و المتمرّد و الواثق ممّا يقول و يكتب دمت ذخراً للقلم و للكلمة الصادقة و الفكر الإنساني النبيل يا عزيزي فادي.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke