Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
خبزٌ و سمك. نص منثور. بقلم: فؤاد زاديكه
خبزٌ و سمك بضعةُ أرغفة من خبز ناشف. سمكتان صغيرتان أفواهٌ كثيرةٌ جائعة تنتظرُ ما تشتهيه من طعامٍ يسدُّ الرّمق و يملأ البطن. "ليس بالخبز وحدِه يحيا الإنسان" لكنّ للخبزِ مفعولَ السّحر لدى فقيرٍ و محتاج و لدى معدمٍ قستْ عليه الحياةُ مثلما قسا عليه الناس. "الناسُ بالناسِ، و الكلّ بالله" هذا ما سمعتُهُ كثيراً و قد آمنتُ به عندما يكون تطبيقاً لعدالةِ السماء لا لظلمِ الناسِ و طغيانهم و انعدام الرحمةِ منْ قلوبهم. أرغفةٌ قليلةٌ و آمالٌ عريضةٌ.. بطونٌ خاويةٌ .. عيونٌ حُبلى بالشهوة. لم ينتهِ بعدُ عصرُ صنعِ المعجزات و اجتراحِ العجائب. ها نحن نرى الأرغفة القليلة تتحوّلُ إلى مئاتٍ بل آلافٍ من الأرغفة الطازجة و المشهية و التي تنبعثُ منها روائحُ السماء. سمكتان أو أكثر بقليل تصيران طعاماً كافياً للآف الكثيرة بل يتبقّى الكثيرُ, الكثيرُ ملقى على الأرض لا أحد يهجم عليه فقد وصل الجميعُ إلى حدِّ الإشباع. يا إلهي! مَنْ كان يُخيّلُ إليهِ و لو للحظةٍ واحدةٍ عابرةٍ أنّ ما حصل كان ممكناً؟ كم أنت عظيمٌ يا ملكَ الملوك و ربَّ الأرباب. يا مُكثرَ الخيرات يا مُشبِعَ الجيّاع يا مسعفَ العطشى يا باسطَ رحمةً في القلوب يا مُنعشَ النفوسَ الحزينة بأمل الولادة الجديدة يا مُعطيَ الحياةَ معناها و كيانَها. يا مَنْ أعطيتَ لنفهمَ حقائق هذا العطاء يا مَنْ علّمتَ لكي نُزيلَ عن حياتنا غشاوةَ الجهلِ و ضلالَ الخيبة. كنْ يا ربّي يا يسوع المسيح مُكثراً مِنْ خيرات الناس كما أكثرتَ من خيرات خبزك كُن معنا حتّى لا نقعَ فريسةَ أوهامٍ مغريةٍ تغرقنا في متاهاتِ الألم. معجزةٌ، بل مُعجزاتٌ كثيرةٌ فعلها ابنُ الإنسان لأنّه أحبّ الإنسان "هكذا أحبَّ الله الإنسانَ، حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" محبّةُ الآب للإنسان
ليس لها حدٌّ و لا مقدار هي أكبر من كلّ كبير و أكثرُ منْ كلّ كَثيرةٍ. خبزٌ.. سمكٌ.. جياعٌ.. محتاجون و كان ما لم يكن بالحسبان تجلّى مجدُ الآب في ابنه الحبيب فكانت المسرّة لأفواهٍ جائعة الشبع لقلوبٍ عطشى الراحة لنفوسٍ مضطربة. كان كلُّ ذلك ليتمّ ما جاء على لسانِ الأنبياء ستلدُ العذراءُ مخلّصاً لشعبه فمنْ هو شعبُهُ؟ إنّهم الجميع أنا و أنت و هم و الباقون كلّهم إنّه لم يكنْ لخاصّةٍ بل لجميع الأمم لكي تُتُلمذ: باسم الآب و الإبن و الروح القدس إلى دهر الداهرين آمين. |
#2
|
|||
|
|||
كم أنت عظيمٌ
يا ملكَ الملوك و ربَّ الأرباب. يا مُكثرَ الخيرات يا مُشبِعَ الجيّاع يا مسعفَ العطشى يا باسطَ رحمةً في القلوب يا مُنعشَ النفوسَ الحزينة عاش القلم وهو ينبض بالحياة بين يديك تشكر ياغالي المحب فؤاد... |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|