Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
هل العرب و المسلمون شرفاء فعلاً؟ بقلم: فؤاد زاديكه
هل العرب و المسلمون شرفاء فعلاً؟ بقلم: فؤاد زاديكه إن من يقف على بعض ما يجري في العالم عموما و في العالم العربي و الإسلامي خصوصا, بما يسيطر على مجتمعاتها من جهل و أمية و خوف و عدم شعور بالأمان, يشعر بمدى ما تعانيه هذه المجتمعات من الجهل و التخلّف و الحجر على الفكر الحرّ و الترهيب الفكري و الجسدي. إن من أهم ما يتحدّى هذه المجتمعات هو ما تمّ التعارف على تسميته بالشرف هذه الكلمة المطّاطة و المفهوم الأحادي الجانب في هذه المجتمعات و ما نسمعه كل يوم من جرائم ترتكب باسم الشرف و الحفاظ على الشرف أو الدفاع عن الشرف و غيرها من التسميات الخالية من أيّ شرف. أقول هذا و أنا على ثقة تامّة من أنّ كثيرين يرون ما أراه و يؤيدون طرحي لكن الخوف المسيطر عليهم هو بعبع العادات و وجوب الخضوع لها و الاستسلام لإرادتها سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة و السبب في ذلك هو الخوف من حصول التغيير, لأنه و في حال حصول أيّ تغيير إيجابي و منطقي و عقلاني فإن عروش هذه المجتمعات ستنهار و سيبان ما ظلّ مستوراً من عيوب و مساوئ لا حصر لها.و هذا لعمري مسخرة المسخرات في هذه المجتمعات المتخلفة و الجاهلة إنْ بأميّة اللغة أو بأمّيّة العقل في عدم التحضر، و قبل أن نأتي على شرح الموضوع و تبيان مساوئه علينا أن نحدد مفهوما للشرف. فما هو الشرف؟ و هل هذا المفهوم للشرف أمر نسبي يختلف من شخص لآخر أو من مجتمع لمجتمع آخر؟ لقد كثر الحديث و يكثر منذ القديم على الشرف و معايير الشرف و انطباق هذه المعايير على ممارسة الناس الواقعية واليومية أم لا.
إن الشرف بالمفهوم الشرقي السائد و المتعارف عليه لدى الجميع هو أنه ينحصر في فرج المرأة, فمتى حافظت المرأة على فرجها كانت شريفة حتى ولو سرقت أو كذبت أو شتمت أو فعلت أي عمل آخر ليس من الخلق الحميد في أيّ شيء, أما الرجل في هذه المجتمعات كما يبدو لنا فلا شرف له, إذ يقال أن شرف الرجل هو أمه أو أخته أو زوجته!!!! كانت كلمة الرجل في وقت من الأوقات تعتبر شرفا له لذا كان يسعى المستحيل كي لا يضيع شرف الوفاء لهذه الكلمة أو الحفاظ عليها ثابتة محترمة حتى و لو أدى ذلك إلى أن يفدي نفسه من أجلها فلا يقال عنه أنه حنث بوعده أو هرب منه أو خانه. أما اليوم فماذا نرى؟ نرى أن الرجل يعتقد بأن شرفه يكمن في الحفاظ على بنته أو زوجته أو أخته أو أمه و كأن لا شرف شخصي له. فهل يكمن شرف الرجل في نساء عائلته فقط دون أن يكون له هو شرف؟ أظن أن مفهوم الشرف يختلف عندنا كثيرا عما هو عليه في الغرب المتحضر و الذي يحلو لجهل العرب أن ينعته بالانحلال فيما الانحلال في واقع الغرب يأتي من التخمة الاقتصادية و الاجتماعية و العاطفية و هو يمارس حريته بصراحة و علانية فيما عندنا يمارس كلّ ذلك و أكثر منه و على نحو أبشع بشكل مستور و خلف الأبواب المغلقة التي لا ترى شمسا لفكر حر أو ضوءاً لعقلانية في القرن الحادي و العشرين, و يكون ذلك ردّا على واقع الكبت و القهر و التمييز و عدم المساواة و انعدام العدالة أي بمعنى آخر على شكل احتجاج أو انتقام أو تمرّد على ما هو سائد في هذه المجتمعات المريضة. الشرف عند العرب و المسلمين و الشرقيّين عموما هو في غشاء البكارة أو عذرية المرأة أو انحراف المرأة أو شذوذ المرأة و الخ. المهم أنه لا يتعدى حدود كونه ينحصر فيما بين فخذي المرأة فقط في حين مهما فعل الرجل لا حرج عليه. أين هي العدالة؟ وأين هو الحق؟ نعود لنقول هل ليس للرجل شرف؟ يعتدي الرجل على المرأة فتذهب ضحية همجيته و شهواته الدنيئة ثم تعاقب بالقتل أو بالرجم فيما الرجل يبقى حرا طليقا و كأن المجتمع يشجعه على ارتكاب المزيد من هذه الفظائع و هذا العمل غير الأخلاقي بل والمنحط, فهو يستغل ضعف المرأة و خوفها من الفضيحة متأكدا من أنها سوف تسكت كي تتقي غضب الناس و هجومهم عليها. هل هذا هو الشرف عند الرجل و عدم الشرف عند المرأة و هي حالة الضحية و الجاني؟ إن المستهدف من عبارة الشرف و معياره و مفهومه هو دائما و أبدا المرأة, و المرأة وحدها باستثناء الرجل في المجتمعات الشرقية التي يعتبر بحكم كونه ذكرا فوق قوانين المجتمع. له ما يفعل دون حساب بإمكانه أن يزهق روح أخته أو ابنته أو زوجته بمجرد أنها تحدّثت مع شاب أو ضحكت. الحرية الشخصية معدومة للمرأة في هذه المجتمعات فهي خاضعة لسلطة الرجل الأب أو الأخ أو الزوج و ربما ابن العم أو ابن الخال و هكذا تدور دورة الزمن الفاعل للرجل و تستمر حياة المرأة المفعول بها و فيها دون أن يحق لها الاعتراض أو الرفض فعليها الخضوع كدابة لأمر أي ذكر في الأسرة. إلى متى سيبقى الفكر الذكوري العربي و المسلم يلزم خضوع المرأة و يشرّع للرجل كل ما يريد بعيدا عن المحاسبة أو المسئولية؟ هل يعتبر هؤلاء شرفاء بمجرد أن مجتمع أسرهم النسائي سليم؟ متى كان الشرف يتعلّق بعضو معيّن و محدّد في الإنسان؟ و إني لو اعتبرتُ أن هناك عضوا في الجسد البشري يدلّ على الشرف و يحدّده لقلت و بلا توانِ إنّه اللسان. نعم إنه اللسان و ليس ذكر الرجل أو فرج المرأة. فاللسان هو المعبّر عن ذلك و اللسان هو الناطق بالحسن و بالسوء. إنّ الشرف بنظري هو المعاملة و التعامل. نعم المعاملة الأمينة و الصادقة و المخلصة و الوفيّة مع الناس هي الشرف الحقيقي لكل شخص سواء كان ذكرا أم أنثى. حاجات الجسد طبيعيّة و يستطيع كل فرد أن يمارس ذلك بحريّة و وعي لأن الرب خلق له عقلا لكي يميّز ما هو لصالحه و ما هو لغير صالحه. من المعيب و من الخطأ القاتل أن نحدد عضوا محددا في جسم إي مخلوق لنعتبره مقياسا للشرف. إنّ العادات و الأفكار و التقاليد التي ترّبت عليها المجتمعات منذ 14 قرنا تجعل الكثيرين يتوهمون بأن الشرف له معيار محدد و هو يكمن في المرأة. لماذا لا يكون عضو الرجل أيضا شرفا له؟ إن الرجل في العالم الإسلامي و العربي يتباهى بفحولته و يفاخر بمغامراته و يكتم أنفاس النساء من عائلته تحت مسمّيات الشرف و الحفاظ على الشرف, هل أنت رجل شريف عندما تفعل كلّ هذا؟ إن القوانين السائدة و هي قديمة و مريضة و بالية و متخلفة هي التي تبقي على الأوضاع على ما هي عليه. يجب أن يتم تحرير الفكر البشري أولا من الخزعبلات و الأوهام التي تقمع إرادته في التحرر و من ثمّ يجب احترام شخصية الفرد ككائن عاقل له حرية التصرف بمصيره دون التدخّل في ذلك بالقمع أو التخويف أو الترهيب أو التخوين أو التكفير و إلى غير ذلك من أخوات هذه الأسطوانة المشروخة و المعروفة في هذه المجتمعات الإسلامية. إنّي أشكّ في أن هناك شرفاً حقيقياً في المجتمعات الإسلامية و العربية. إنّه شرف مبرمج و مقونن و متحرّك و هو خاص بحالات دون غيرها. ينطبق على البعض فيما نفس الحالة لا تنطبق على آخر. إزدواجية واضحة في المعايير و رؤى ظلامية معتمة و خوف فكري و قلق نفسي و أوهام يتمّ اعتبارها حقائق ثابتة لا تجاوز و لا تعدّي لحدودها فهي خطوط حمراء. و إلى أن تظلّ مثل هذه الخطوط الحمراء قائمة على هذا النهج و المنوال و المستوى الأخلاقي و الفكري فإني سأقول إنّ الشرف مفقود بين المسلمين و العرب و عليهم البحث عنه في غير المناطق التي حددوها من جسم البشر! فقد يرونها في شيء أكثر جمالا و روعة و صدقاً و مصداقية فتكون معاييره ثابتة واضحة عامة على الجميع دون استثناء. |
#2
|
|||
|
|||
يجب ألا نقارن بين مجتمعاتنا الشرقية والمجتمعات الغربية لأننا يلزمنا زمنا طويلا
لنتوصل إلى ما وصل إليه الغرب ولايمكن أن يتم ما ذكرته بين ليلة وضحاها شكرا لك يا أبو نبيل الموضوع قيم ومفيد ... |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
#4
|
|||
|
|||
الشكر على موضوع
الأخ فؤاد كتبت التعليق لكي أعلمك أن المنتدى صار جيد ولا مشكله الآن ولهذه كتبت لك مره ثانية . أعتزر على الرسالةالأولى وتشكر على هذه الموضوع . لأن لا مقارنه بين المجتمعات الشرقيه والغربيه أبداً . وهذا يستحيل . فلا الأنظمه ولا الأنتخابات ولا الطرق ولا الحجر ولا حتى البشر. تقبل تحيات الأب عيسى غريب
|
#5
|
|||
|
|||
موضوع في قمة الروعه أخي فؤاد وكما تفضل أبونا المبجل عيسى غريب وقال : لايمكن أن نقارن بلاد الشرق ببلاد الغرب في كل المجالات ولا يمكن أن تتوصل في أي يوم دول الشرق إلى التقدم الغربي يعني متل المثل الأزخيني ياللي يقول : راح يبقون هاك ياللي خلف الكلك ...
تشكر ياغالي لها الموضوع الممتاز تقديري ومحبتي ألياس
__________________
www.kissastyle.de |
#6
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|