Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
بعض عاداتنا و تقاليدنا القديمة (2) بقلم/ فؤاد زاديكى
بعض عاداتنا و تقاليدنا القديمة (2) بقلم/ فؤاد زاديكى 3 – الدقّ على الخشب: عادة أن يدقّ الناس على الخشب قديمة جدًّا و هذه الخرافة تعتمد على فكرة أنّ الأرواح الصالحة تسكن بين الأشجار, لهذا فعندما يتمّ الدقّ على الخشب مع التلفّظ بكلمات تبعث على التفاؤل و الأمل, فإن هناك اعتقاد بأنّ الخير سيخرج من هذا الخشب ليطرد الشّر. و تختلف التفسيرات حول نشوء هذه الخرافة فقبل ظهور الديانات الحديثة حين كان الوثنيون وغيرهم من الذين ينتمون لثقافات مختلفة حول العالم كإيرلندا و الهند و غيرها يعبدون آلهة معتقدين أنّ الأشجار عبارة عن وسيط روحي معها، بالإضافة لكونها مسكناً للأرواح و الآلهة. يقول ستيفان بيكتر في كتابه (الحظّ السّعيد) و ديبورا آرنسون في كتابه (الحظّ: الدّليل الساسي) ما مفاده أنّهلابد من وجود رابط بين النّقر على الخشب و بين هذه الأرواح. و على الأغلب هناك تفسيران لهذه الخرافة أولهما يقول:"إنّ سبب النقر على الخشب هو أنّ هذه العادة من اختراع الوثنيين الأوربيين قديماً، و ذلك لطرد الأرواح الشريرة بعيداً عن منازلهم لمنعها من مطاردة حظهم الجيد و تدميره" و ثانيهما يقول:" إن بعضاً من الذين كانوا يعبدون الأشجار كانوا يقومون بلمسها في حال أرادوا الصلاة للأرواح و الآلهة التي تعيش بداخلها، أو كنوع من الشكر و الامتنان لها بعد سلسلة من الحظوظ الجيدة، و على مر القرون تحوّلت هذه الطقوس و المعتقدات الدينية إلى خرافات ترتبط بالحظ و الحسد" حين كنّا صغارًا درجت عادة الدقّ على التنك لدينا عندما كان يحصل خسوف في القمر, و كانت الخرافة تزعم بأنّ الغول أكل القمر لهذا يجب الدقّ على التّنك(التّنَكة: خزَّان، وعاء من الصّفيح يُحفظ فيه البنزين أو الزيت و نحوهما) كي يخرج القمر من بطن الغول و كذلك الدقّ على الصحون. تعتبر خرافة الدقّ على الخشب الأكثر انتشارًا و الهدف منها طرد الحسد و المحافظة على استمرارية الحظّ الجيد. 4 خرافة الغول: الغول كائن خرافي يَرِدُ ذكرُه في القصص الشعبية و الحكايات الفلكلورية. يتّصف هذا الكائن بالبشاعة و الوحشية و الضّخامة، و غالبًا ما يتمّ إخافة الناس بقصصه. و هو أحد المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية في الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول, و قيل هو أحد أنواع الجن.كلمة (غول) كلمة رائجة في المجتمع العربي لوصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية لشيء مفترس، و عادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف، و في العادة اعتادت الأمهات أن يخفن به الأطفال ليخلدوا للنوم مبكراً قائلين الآن سيظهر الغول إذا لم تنَم. و بالطبع فإنّ لهذه الخرافة انعكاس سلبي للغاية على شخصيّة الطفل فهو سينمو و يكبر و يبقى هاجس الخوف من الغول ملاحقًا له من خلال التصاقه بذاكرته, و أذكر أنّ آباءنا و أجدادنا في آزخ كانوا يروون لنا حكايات عن رجل كردي اسمه (تَحلو) من قرية أوصر كان رجال آزخ قتلوا أخاه فكان يأتي في المساء إلى حدود آزخ في محاولة لقتل أيّ شخص من آزخ من باب الأخذ بالثأر, فكانت الأمّهات في آزخ تقول لأطفالهن: "إزا ما تنامون, تيجيلكِن تَحْلو" و كلمة (تَحْلو) هي كردية تعني المُرّ أو البشع. كما كانت نساء القرى الكردية, التي كانت بوقت من الأوقات في عداء مع بلدتنا آزخ الموجودة حاليًا في تركيا و اسمها اليوم (إيديل) تُخوّف أطفالها بحضور (پِطِه) إذا لم يكونوا ينامون و (پِطِه) هو تصغير لاسم بطرس من بيت شيعا (حَطَبو). 5 - الحذاء المقلوب: يتذمر كثيرون من الحذاء المقلوب ويطالبون من يشاهده بتعديله، معتقدين في خرافة توارثتها الأجيال دون أن تسأل عن صحتها، وهي أنّ هذا (الحذاء المقلوب) يجلب النّحس والشؤم والمشادّات بين أفراد البيت الواحد، و يمنع من دخول البركة إلى المنزل. و وفق الخرافة فهو دليل نحس و بلاء وعليك أن تقوم بتعديله، البعض وصل به الأمر إلى اعتبار عدم تعديله حرامًا. حين يكون الحذاء مقلوبًا تكون أرضيته متجهةً نحو السماء، و هناك من يتصوّر أنّ الأمر مجرّد خرافة تشير للحظّ النّحس، و أعتقد أنّ في ذلك مبالغات كثيرة و غير معقولة. تطوّرت هذه الخرافة في المجتمعات الإسلاميّة أكثر من غيرها حتّى أنّها باتت تُفَسّر من زاوية دينيّة حيث يعتقد بعضُ المسلمين أنّ الحذاء المقلوب يمنع الملائكة من دخول المنزل، أو أنّ الله لا ينظر إلى هذا البيت فيمنع عنه البركة، و سيتسبّب في مشادّة (خلاف) كبيرة بين أفراد العائلة, و يذهب البعض إلى أنّ الحذاء عندما يكون مقلوبًا قد يُصبح وكرًا لبعض الحشرات الضارّة ممّا سيضرّ الشخص الذي ينتعله (يلبسه برجله). 6 – القطّة السوداء: إنّ خرافة القطّة السوداء هي من أكثر الخرافات انتشارًا في كلّ أنحاء العالممنذ العصور الوسطى و تنتشر في أوساط جميع الطبقات الثقافية و الحضارية للشعوب، و يُرجّح أنّ بداية الأسطورة كان بسبب الساحرات اللواتي أحطن أنفسهن بقطط سوداء، و يقال إنّ الساحرة عندما تموت تتحوّل إلى قطة سوداء, و هي تُعتبر نذير شؤم و إشارة إلى حدوث أمر سيئ. في حضارة الفراعنة منذ خمسة آلاف سنة عرف القط بقيمته المقدسة و كان مَنْ يقتل قطًّا يُعاقب بالإعدام و لكنْ في عصور الظلام (عصور أوروبا الوسطى) ارتبط القط الأسود بالساحرات و المشعوذين لأنّ كلّ ساحرة كانت تصاحب معها قطًا. و الذي أدّى إلى تأكيد الاعتقاد بأنّ القطة السوداء جِنِّيّ متخفي هي قصة في القرن السادس عشر الميلادي لأبٍ وابنه كانا مُسافرين و مرّت قطةٌ سوداء من أمامهما فقذفها الولد بحجر فَجَرَتْ بعيدًا لبيتِ واحدةٍ من الساحرات و في الصَباح وجدوا الساحرة بها كدمات في وجهها فاعتقدوا أنّها كانت متشكّلةً في شكل قطة و أنّها جِنيّ. و مثلما تُعتبر القططُ نذيرَ شؤمٍ في بعض الأماكن فإنّها مبشرةٌ و دليل قدوم و حدوث خيرات كثيرة في مناطق و بلدان أخرى مثل اليابان و بريطانيا و روسيا.و يُقال إنّ الساحرة عندما تموت تتحول إلى قطة سوداء, و ذلك وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء (سبوتنيك) الرّوسيّة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|