جمرُكِ الطاغي. شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

جمرُكِ الطاغي

إنّنا أمسينا، في غمدِ الحنايا
أمسياتٍ، لم تعُدْ فيها بقايا

لم تعدْ فيها أحاديثٌ و شكوى
من شظايا الروحِ، قد ظلّتْ بقايا.

ما لوجداني فضاءٌ، مثلُ قبلٍ
حيثُ كان الكونُ بعضاً مِنْ سرايا.

لم تعد أوتارُ قلبي في حنينٍ
ينشدُ الذكرى، فقد عافتْ هوايَ

طيفُكِ في غربةٍ عنّي، بعيدٌ.
غادرتْ روحي، لكي تسعى مُنايا

ليسَ همسُ اليمامِ، يغري فؤادي
ليس وقدُ الوميضِ، يشفي أسايَ

قد توسّدتُ لوعتي، و احتراقي
و افترشتُ الأسى بساطَ الزوايا

كنتِ كالحلمِ في ربيعٍ تجلّى،
غامراً روحي و وجداني عطايا

لم تعودي حلمَ ذاكَ العمرِ، صرتِ
بعضَ أحلامٍ، و أوهامٍ، خطايا.

انظري في وجهِكِ القاسي، مليّاً
ثمّ هبّي حطّمي كلَّ المرايا

لم تعودي أنتِ، ما كنتِ، و هذا
بعضُ ما عندي. بعيداً عن سمايَ

جمرُك الطاغي، كواني، لستُ أدري
هل يطيقُ القلبُ إطفاءً، لظايا؟