في كَلِّ إشراقةِ شمسٍ و طُلُوعِ نَهارٍ, يتجدّدُ لَنا أملُ يومِ حياةٍ جديدٌ, يَدفعُنا رجاءٌ في أن ينقضِي بأقلِّ ما يُمكِنُ من خسائر, فما يحصلُ في أيّامِنا هذه, لا يَحسدُنَا عليه أيّ إنسانٍ يعيشُ على كوكبٍ آخرَ. إنّ كلَّ ما يجري مُقلِقٌ و مُفزِعٌ و مُزَعزِعٌ لِثقَتِنا بمبادئِ الحياة الإنسانية الكريمةِ و قيمِها الثمينةِ, التي كادت تصيرُ تحتَ رُكامِ المصالِحِ و المَنَافِعِ و الخُصُوماتِ. هل لَنا في مثلِ هذه الحالِ سوى أنْ نفتحَ قلوبَنا و عُقُولنَا, لِنصلِّي بخشُوعٍ و ببكاءٍ و دُموعٍ, راجينَ بابَ فرجٍ, و زَوالَ غيمِ غّمّةٍ؟ في هذا اليوم الجديدِ لكم جميعًا أتمنى كلّ السّعادةِ و الهناءِ و الصّحةِ, فنحنُ بشرٌ فقدنا الكثيرَ مِمَا كان من الواجبِ و المتوجّبِ علينا الحفاظُ عليهْ فهو كادَ يكون بِمصافّ المُقدّساتِ, مُقدّساتُ الحياةِ مُنتَهَكَةٌ و مُهانةٌ, فلم تَعُدْ لها أيّةُ قيمةٍ في وقتٍ كهذا. كلُّ ما تعلّمناه في حياتنا من دروس و ما اكتسبناهُ من خبراتٍ و ما استخلصناهُ مِنْ عِبَرٍ من أجل حياةٍ أفضلَ, صار في مَهبِّ الرّيح, حين جرفه الظلم وسحقه الغباء.
إنّي حزينٌ كلَّ الحزنِ لِما يجري في هذا العصر الأحمقِ, الذي يتحكّمُ فيه قُساةُ قلوبٍ و دُعاةُ إجرامٍ و مصّاصو دماء, عندما نسعى لأيّة مقارنة بين الماضي و الحاضر تكاد أنفاسُنا تختنقُ, و تفكيرُنا يعجز عن أيّةِ حركة تعبيريّةٍ, هكذا أصبحنا و على هذا النّحوِ تسيرُ أمورُ الحياةِ, فإلى متى؟