Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الغضبُ و مضارُّهُ على الإنسانِ بقلم فؤاد زاديكى [مشاركتي على برنامج الصديقة إنصاف أ
الغضبُ و مضارُّهُ على الإنسانِ بقلم فؤاد زاديكى [مشاركتي على برنامج الصديقة إنصاف أبو ترابي في مجلة أسرة قلم للفنون اليوم الثلاثاء بعنوان الغضب] الغَضَبُ هُوَ حَالَةٌ عَاطِفِيَّةٌ طَبِيعِيَّةٌ يَشْعُرُ بِهَا الإِنْسَانُ فِي مَوَاقِفَ مُتَنَوِّعَةٍ، إِلَّا أَنَّ تَأْثِيرَاتِهِ السَّلْبِيَّةَ تَكُونُ كَبِيرَةً عِنْدَ عَدَمِ التَّحَكُّمِ فِيهِ. يُعْتَبَرُ الغَضَبُ وَاحِدًا مِنْ أَكْثَرِ المَشَاعِرِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى تَدْمِيرِ العَلَاقَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ وَ الاجْتِمَاعِيَّةِ، وَ لَهُ تَأْثِيرَاتٌ نَفْسِيَّةٌ وَ جَسَدِيَّةٌ خَطِيرَةٌ. مِنَ النَّاحِيَةِ النَّفْسِيَّةِ، يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ الغَضَبُ المُسْتَمِرُّ إِلَى مَشَاكِلَ مِثْلَ القَلَقِ وَ الاِكْتِئَابِ، حَيْثُ يَجْعَلُ الشَّخْصَ يَشْعُرُ بِالضِّيقِ وَ الانْزِعَاجِ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ. الغَضَبُ يَعِيقُ القُدْرَةَ عَلَى التَّفْكِيرِ السَّلِيمِ وَ اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّائِبَةِ، مِمَّا يُسَبِّبُ شُعُورًا دَائِمًا بِالنَّدَمِ وَ الإِحْبَاطِ. أَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الجَسَدِيَّةِ، فَإِنَّ الغَضَبَ يَرْفَعُ مُسْتَوَى التَّوَتُّرِ فِي الجِسْمِ، مِمَّا يَزِيدُ مِنِ احْتِمَالَاتِ الإِصَابَةِ بِأَمْرَاضِ القَلْبِ وَ ارْتِفَاعِ ضَغْطِ الدَّمِ. الإِجْهَادُ النَّاتِجُ عَنِ الغَضَبِ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى جِهَازِ المَنَاعَةِ، مِمَّا يَجْعَلُ الجِسْمَ أَكْثَرَ عُرْضَةً لِلإِصَابَةِ بِالأَمْرَاضِ. وَ عَلَى الصَّعِيدِ الاجْتِمَاعِيِّ، يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ الغَضَبُ إِلَى تَدْمِيرِ العَلَاقَاتِ مَعَ الأَصْدِقَاءِ وَ العَائِلَةِ وَ الزُّمَلَاءِ. الشَّخْصُ الغَاضِبُ قَدْ يَقُولُ أَوْ يَفْعَلُ أَشْيَاءَ يَنْدَمُ عَلَيْهَا لاحِقًا، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى فُقْدَانِ الثِّقَةِ وَ تَدَهْوُرِ العَلَاقَاتِ الشَّخْصِيَّةِ. الغَضَبُ المُسْتَمِرُّ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ الشَّخْصَ غَيْرَ مَرْغُوبٍ فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ، وَ يَزِيدُ مِنْ عَزْلَتِهِ الاجْتِمَاعِيَّةِ. كَذَلِكَ أَنَّ الغَضَبَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى سُلُوكِيَّاتٍ عُدْوَانِيَّةٍ وَ عَنِيفَةٍ، مِمَّا يُسَبِّبُ ضَرَرًا كَبِيرًا لِلْمُجْتَمَعِ. الأَشْخَاصُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ السَّيْطَرَةَ عَلَى غَضَبِهِمْ قَدْ يَلْجَأُونَ إِلَى العُنْفِ الجَسَدِيِّ أَوِ اللَّفْظِيِّ، مِمَّا يَزِيدُ مِنْ مَعْدَلاَتِ الجَرِيمَةِ وَ التَّوَتُّرِ فِي المُجْتَمَعِ. لِتَجَنُّبِ مَضَارِّ الغَضَبِ، يَجِبُ تَعَلُّمُ كَيْفِيَّةِ التَّحَكُّمِ فِيهِ مِنْ خِلاَلِ بَعْضِ التِّقْنِيَاتِ مِثْلَ مُمارَسَةِ التَّنَفُّسِ العَمِيقِ، وَ التَّفْكِيرِ قَبْلَ التَّصَرُّفِ، وَ مُحَاوَلَةِ فَهْمِ وِجْهَةِ نَظَرِ الآخَرِينَ. يُمْكِنُ أَيْضًا الاسْتِعَانَةُ بِالعِلاَجِ النَّفْسِيِّ إِذَا كَانَ الغَضَبُ يَتَسَبَّبُ فِي مَشَاكِلَ كَبِيرَةٍ فِي الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ. بِالتَّالِي، يُمْكِنُ القَوْلُ إِنَّ الغَضَبَ، إِذَا لَمْ يُتَحَكَّمْ فِيهِ، يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ تَأْثِيرَاتٌ مُدَمِّرَةٌ عَلَى الفَرْدِ وَ المُجْتَمَعِ. مِنَ الضَّرُورِيِّ تَعَلُّمُ كَيْفِيَّةِ إِدَارَةِ هَذَا الشُّعُورِ بِطُرُقٍ صِحِّيَّةٍ وَ إِيجَابِيَّةٍ لِلحِفَاظِ عَلَى الصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ وَ الجَسَدِيَّةِ، وَ تَعْزِيزِ العَلَاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ السَّلِيمَةِ. المانيا في ٩ تموز ٢٤ |
#2
|
||||
|
||||
أتقدم بالشكر الجزيل و الكثير لمجلة أسرة قلم للثقافة و الفنون و لاكاديمية رياض الشعر و الأدب لمنحي شهادة شكر و تقدير لقاء مشاركتي على برنامج حديث الساعة و موضوع الغضب تقديم الصديقة الاديبة إنصاف ابو ترابي. و الشكر موصول للدكتورة مها يوسف نصر و الدكتور عدنان الطيبي و الف مبروووك للجميع
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|