إلى زميل المهنة وصديق الشباب ورفيق الدرب الغالي (عيسى كوري) الذي غادرنا على الأخدار ا

[fouadzadieke]

إلى زميل المهنة وصديق الشباب ورفيق الدرب الغالي (عيسى كوري) الذي غادرنا على الأخدار السماوية ولا يزال جثمانه الطاهر مُسجًى بانتظار الوداع الأخير. لقد كان الراحل شخصًا جميل الروح ولطيف الطبع وصاحب نكتة عرفها الجميع عنه. لقد فُوجئتُ اليوم بنبأ وفاته فلذكراه مَرثيتي هذه بالأصالة عن نفسي والوكالة عن زوجتي سميرة وكل آل زاديكى نتقدّم بأحرّ وأطيب التعازي القلبيّة لعموم آلب كوري راجينَ لهم الصبر والسلوان:

إلى روحِك الطاهرة

(صديقي عيسى أبو أحمد)

شعر/ فؤاد زاديكى


أيّها الماضي إلى دربٍ طويلِ ... زِدْتَنَا قَهْرًا كبيرًا بالرّحيلِ
لم يَكُ النِّسيانُ يومًا مِنْ قراري ... فالشّعورُ الحَيُّ في أبهى حُلولِ
رغمَ أنّ الحزنَ لم يتركْ مجالًا ... للحديثِ المُرتجى عندَ الذّبُولِ
قد يَغيبُ الشّخصُ عنّا ذاتَ يومٍ ... بيدَ أنّ الرّوحَ تَبقى في مُثولِ
اِرتأى فكري وإحساسي وعقلي ... أنْ يكونَ القولُ في فِعلِ الدّليلِ
ما رَحَلْتَ اليومَ عنّا يا صديقي ... ماثِلٌ بالقلبِ عنوانَ الجميلِ
لو تَذَكَّرْنا سِنينَ العمْرِ, قلنا: ... أظهرتْ طيبًا جميلًا في أصيلِ
يذكُرُ الأصحابُ كم نادَمْتَ ظَرْفًا1 ... واحتَويْتَ الحبَّ من دونِ القُفولِ2
عنْ حدودِ اللطفِ إتقانًا بديعًا ... نُكتَةٌ في إثْرِ أخرى يا خليلِي
قسوةُ الأيّامِ لم ترحمْ فؤادًا ... مُفْرِحًا فَابْتُزَّ مِنْ داءٍ وبيلِ
أرهقَ الأعصابَ جبّارًا عنيدًا ... زادَ في ضَغْطٍ ككابوسٍ ثقيلِ
لم تَزَلْ في خاطري (عيسى) وهذا ... إنّما مهوى عزاءٍ بالقليلِ
نَمْ قريرَ العينِ يا (عيسى) صديقي ... كنتَ سَبّاقًا بلا أدنى فُضولِ
ها أنا الواعي على عِلمٍ بهذا ... جئتُكمْ قولِي وصوتي بالكَليلِ3
أيُّها الرّحمنُ يا ربَّ البرايا ... أنتَ وجهُ النّورِ في هذا السّبيلِ
إنّكَ المُعطي رجاءً في حياةٍ ... اِمْنَحِ المرحومَ إذْنًا بالدّخولِ.

1- الظَّرْف: ظَرُفَ الرَّجُلُ : كانَ لَطيفاً ، كَيِّساً ، ظَريفاً ، بارِعاً ، حاذِقاً ، حسن العبارة
2- القُفول: الرّجوع
3 - الكليل: الضَّعيف أَو المُتْعَب