Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي وموضع سوء الظنّ بالآخرين في مجلة
مشاركتي على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي وموضع سوء الظنّ بالآخرين في مجلة أسرة قلم
بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى إنّ الإنسان عبارة عن مجموعة أحاسيس و مشاعر. و لهذا فهو يتأثّر بمعظم مواقف الحياة و بما يجري فيها من أحداث و تغيّرات في الأحوال و السّلوكيّآت و من الطبيعيّ أن يكون وقع هذا التأثير مقترنًا بقدرة هذا الشخص أو ذاك على التعامل مع الموقف بروح المسؤولية و الوعي و المقدرة على التحكّم بعواطفه و مشاعره دون أن ينقاد إلى تهوّر أو تصرّف أحمق غير مسؤول قد يعود عليه بضرر بالغ. من هنا وجب على الإنسان أن يتحلُى بالصبر و التانّي دون أن يطلق أحكامًا مسبقة على الأمور أو يتّخذ قرارات متسرّعة تكون سببًا في خلق خلل في تعاطيه و تعامله مع الوسط الذي يعيش فيه. العلاقات الاجتماعية التي تجمع الناس على بعض الرؤى المشتركة و بعض القيم الأخلاقية لا يجب أن تتعطُل بسبب حماقة تصرّف أو عدم مسؤولية طرف تجاه طرف أو أطراف أخرى. إذ من المفروض أن تسود هذه العلاقات روح انسانية تقوم على المحبة و الثقة و الاحترام المتبادل و التعاون الخ.. و الجميع بحاجة إلى بعض هذا أو إلى كلّه. ومن ضعف القول إنّ الإنسان قادر على العيش بمفرده دون وجود الآخرين في حياته لكونه كائن اجتماعي يحتاج لحياة مشتركة مع الآخر وفي هذه المشاركة تكون راحة فكرية و جسدية و نفسية. أمّا طبيعة هذه العلاقات و نوعها و اتجاهها فإنّ وعي الأفراد هو الذي يتحكّم بها و يسوقها في الطريق التي يراها مناسبة. لهذا علينا أن نعي تمامًا ما الذي يجب فعله و كيف يتحتّم علينا خلق أرضية حسنة صحيحة لهذه العلاقة المفروضة علينا بحكم المنطق و الواقع. و من هنا يمكن القول إنّنا مسؤولون أمام ضمائرنا في ما يخصّ طبيعة و نوعية هذه العلاقة فلا يجب أن نستغيب الآخرين و لا أن نسيء إلى سمعتهم أو نخسر ثقتهم بنا و هذا كلُه متوقّف على مدى فهمنا و وعينا و إدراكنا لروح هذه المسؤولية و العلاقة الإنسانية. بطبيعة الحال توجد في جميع المجتمعات البشرية أمراض و علل اجتماعية قد تخلق توترات و تشنّجات و انكفاء و تخاصم و عداوات في العلاقة بين البشر. فمثلًا عندما نحاول أن نرى كلّ سلوك أو تصرّف أو قول من شخص ما أنّه في موضع شكّ فإنّ هذا يأتي من باب سوء الظنّ به و بسلوكه و ربّما بمجمل ما يقوله أو يفعله. لا يجب أن نتسرّع في أحكامنا و في انخاذنا لخطوات فيها ردود فعل سلبية قبل أن نتأكّد من صحّة أو عدم صحّة ما نحاول اتّهام الآخر به فهنا يكون ظلم و إجحاف و تعدّ صارخ على ذلك الشخص دون وجه حقّ لهذا يُفضّل أن نعدّ إلى العشرة قبل النّطق بالحكم و أن نتبيّن بدقّة و أمانة مدى صوابية موقفنا هذا فإنّ بعض الظنّ إثم. إساءة الظنّ بالآخرين واحدة من أمراض اجتماعية كثيرة تنخر في مجتمعاتنا تسيء إلى روح هذه العلاقة التي من المفروض ان تكون مستقرّة و عادلة و سليمة خالية من جميع العيوب. قد نسيء الظنّ بشخص ما و لسببٍ ما لنتبيّن بعد ذلك أنّنا ظلمناه و تسبّبنا له بأذى نفسيّ قد لا يفيد في علاجه أيّ اعتذار فحينها ينطبق علينا قول الشاعر سبق السيف العذل. كم يكون جميلًا عندما نتحلّى بالصّبر و نتوقّف عن كيل الاتّهامات الباطلة لأناس أبرياء. ليتنا وضعنا أنفسنا موضعهم لنشعر بما تسبّبنا لهم فيه من ضيق و ألم و معاناة. الصبر ضرورة و الوعي حاجة و المنطق توجّه كي يصحّ مسار الحياة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|