Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
هل أنا خاطئة؟؟؟. شعر: فؤاد زاديكه
هل أنا خاطئة؟؟؟ حملتُ سريرَ حزني أبحثُ عن موضعٍ دافئ تحت صفاء الشمس جمعتُ آمالي في كيسةٍ خضراءَ فرشتُ عنائي بساطَ محبّة ودّعتُ معارفي و روّاد بأسي راغبةً في أن أشتمّ رائحةً فيها شيءٌ من الحنان! علمتُ أنّ الكونَ الواسعَ لم يعد يحتملني لا يدركُ معنى وجودي وأنّ المحيطَ لا يعي أفكاري المتألقة! فهو يتّهمني بالفسقِ والفجورِ و يرشقني بنظراتِ الاحتقار والتحقير و يشبعني قرعاً و هجاءً ذمّاً وبلاءً... كنتُ فتاةً يانعةً كوردةٍ حانيةٍ على رأس غصنٍ تأخذها الريحُ نحو اليمين تارة وإلى جهة اليسار أخرى! فتتعطّر بأريجها حنايا الوجود! تعثّرتْ خطاي أغمضتُ عقلي لحظةً واحدةً عن رؤية حقيقة الواقع أقفلتُ قناعتي عن سماعِ صوت "الجبروت" فصارت تدور رحاه لتسقطني في مستنقع الضّياعِ ففقدتُ رائحتي الذكيّة وذبلتْ نضارةُ "عفّتي" و تقصّفتْ وسامةُ شعري المتطاير من هبّات النّسيم أفقتُ لأدركَ.... بأنّني سقطتُ... سقطتُ في بركةٍ آسنةٍ يرجمني فيها المارّةُ بحجارة العادات و أوساخ الرياءِ والكذب المترسّخ في نفوسهم وأفكارهم... في عقولهم وحياتهم... في ممارساتهم وطغيانهم! فوقعتُ من جديد مرة أخرى ضحيّة الوهم والانخداع اعتقدتُ أنّ الحياةَ ستكونُ لها وجهٌ واحدةٌ و لن تختلطَ عليّ الألوانُ فعبثاً ما اعتقدتُ و هراءً ما توهّمتُه وآمنتُ به خلاصاً!!!! كلامٌ كثيرٌ كجعجعةٍ لا نهاية لها و وعودٌ معسولةٌ تحملُ في قرارها المرارةَ و تخشى من نور الشّمس ظلمةُ الماضي تخترقُ أحشاءَ حياتي! غدتْ فلسفةُ الحياة في نظري مسألةً تستحقّ أن تعاد دراستها و أن يجدّدّ تقويمها. لماذا أدفعُ ثمنَ غلطتي وغلطة الآخرين أيضاً؟ لماذا أعاقبُ وأساقُ إلى مشنقة الخضوع والذلّ فيما الفاعلُ والمسبّبُ القاهر و الغاصبُ والمحتقرُ لروعة أنوثتي لضعف جسدي يبقى بعيداً عن الشبهات يظلّ حرّاً طليقَ الحركات يفعلها مرة أخرى وأخرى وأخرى وتكثر الضحايا من أمثالي وتحرق جلودنا على جلجثة القيم البالية غير المتكافئة وغير العادلة وغير الواقعيّة والموضوعيّة؟ أنثى ضاعت بين ركام العادات البالية لأنها أرادت أن تختبر معايير الحياة فوجدتها فاسدةً مغلوطةً مجرمةً! أملتُ أن يكون لبهاء العمر وجهاً مشرقاً دفعتُ وسأدفع أثمان باهظة كما دفعت شهرزادُ من قبلي ثمنها غلطة الطاغوت الذي أرادني سلعةً و معي جميع بنات جنسي لنكون أداة طيّعةً بيده و نحيا متعة يتلذّذ بها كيفما شاء ومتى أراد! يريد أن يستهلك التاريخ في امبراطورية ذكورته ليزيد قهره و ظلمه و تعدّيه و جبروته وهو يخالُ بل هو كذلك أنّ الكون برمّته من صنع يده وأفكاره وأوهامه يصوغها قوانين ولوائح وتشريعات تخوّله حقّ السيطرة والتفرّد و التوغّل في وحشيّة ظلاميته. تعبتُ من شروق الشمس من جهة الغرب سأنتظر أن تعود لتشرق من حيث يجب أن تشرق و سأكتبُ سطري في سفر الزوّار لأقولَ: إنّي كنتُ هنا بائسةً محروقةً... مظلومةً مهجورةً... مقهورةً ومتألمةً على قارعة الطريق و فوق هامش الضياع أبحثُ عن نفسي أنثى تريد إنصافاً تريد أن تشعر بكينونتها تبحث عمّن يفهم التاريخ والماضي والحاضر ويعي نور المستقبل المشرق تريد إشارةً تعبّر عن مرورها إلى الضفة الأخرى فهل أنا خاطئةٌ أم أنّ هناك خاطئةً أخرى غيري؟؟؟؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|