Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
امرأة من ضبابَ. شعر: فؤاد زاديكه
امرأة من ضبابَ هل أنتِ خرافةٌ؟ أم حلمٌ؟ أم واقعٌ هزيلٌ بسطَ جناحَ إذلاله فأطاعَه القلبُ دون مقاومةٍ دون تمرّدٍ أو إعلانِ الشكوى؟ هل أنتِ طغيانٌ جرفَ في طريقه كلَّ إحساسي و أسقطَ من اعتباراتي جميعَ حيثيّاتِ المستقبل المشبعِ برؤىً ضبابيّةٍ غير واضحة المعالم؟ هل أنت مجرّدُ غيمةٍ عبرتْ أفقَ وجودي فجراً أينعَ بارقةً سرعان ما ذهبَ وميضها وتلاشى ضياؤها وغابَ ألقها؟ إنَ بحراً يتلاطمُ غليانُه الثائرُ في محيط تفكيري وتأخذني منه خيوط الوهمِ لتقذفني إلى عالمِ الضّياع الذي خلته يوماً حلماً جميلاً ملمساً ناعماً صدراً دافئاً! أحسستُ بوخز أشواكه تُغرسُ في لحمِ أملي فينزف خيبةً ويتلظّى فشلاً. مَنْ أنتِ؟ سؤالٌ يغرقُ في حيرةٍ لا متناهية في عمق تساؤله الموجع. شرودٌ لا يعي ذاته ذهولٌ يقتحمُ ذهنيّة المرارة ليقفَ خلف أبوابٍ موصدةٍ يئنُّ على وقعِ خطى الحزنِ القريبة ويشربُ رشفاتٍ من خمورِ الطينِ المنزوعةِ من قعرِ الوجع! أيّتها الأنثى القادمةُ من خلف أمواج الضباب. أيّتها المرأة المتحذلقةُ و المتحلّقةُ في هيكل الرّوح. لم تعدْ حيلك تنطلي عليّ ولم تعد أكاذيبُك تجد لها صدى في عالمِ هدوئي! ابتسامتُك جمعتْ عالماً كاملاً من الرياء وجهُك المغموس بالباطلِ حملَ زيفَ المكر و قرفَ القرصنة. لقد خطفتِ قلبي الحالمَ من صومعته البريئة لتغرسي فيه ألف قنبلةٍ وقنبلة وجلستِ على مقربةٍ من مكان جريمتك تجرعينَ دمي المنسكبَ بطهارةِ الورد وعفّة النّور ولأسمَعَكِ تطلقينَ آخرَ صيحاتِ نزقك وتعلنين الهزأ تطبعينه قبلة يهوذا التي سلّمتْ قلبي إلى صليبِ اليأس على جلجثةِ القدر هازئةً بهزيمتي مبتهجةً بانتصارك بكثيرٍ من المتعةِ والجنونِ وقليلٍ من الأخلاقِ والشعورِ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|