Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
آهِ منكَ يا زمنْ! شعر: فؤاد زاديكه
آهِ منكَ يا زمنْ! "من وحي غربتي عن بلدتي آزخ" آهِ منكَ يا زمنْ آهِ منكَ يا شجنْ قد تلاشتْ قوّتي جاءَ عينيّ الوسنْ! كنتُ أحيا هادئاً مثلَ عيشٍ في عدنْ! بلدتي في خاطري لم تكنْ إلاّ الوطنْ عاش أجدادي بها كلَّ أعباءِ المِحنْ عاشوا فيها و الرّضا يملأُ منهم بدنْ. آهِ من أوجاعنا فهي صارتْ في كفنْ بِعْنا أوطاناً لنا بالرّخيصِ المُمتهنْ إذ رحلنا رغبةً عنوةً كان العلنْ لم تُعنّا دولةٌ عشنا غيظاً يحتقنْ. هذا (أوشعيا) هنا ذاك (يعقوبُ) اندفنْ عينُ(كوركيسٍ) ترى (مريمَ) انهارتْ تئنْ تحتَ أعباءِ الضّنى هجرةً زادتْ دَرَنْ. أمّنا يوم الوغى حين غارَ المُلتَعِنْ حين هبّتْ ريحُه غدرُهُ فاق العفنْ (عذرتٌ) لم تستكنْ عزمُها لا لم يلنْ عاونتْ أبناءها في جهادٍ محتضنْ. هذا تاريخٌ قضى ليته لمّا يكنْ قد أسأنا فهمَه باحترامٍ لم نصنْ ذكرَه في وقفةٍ فيها وعيٌ متّزنْ. فيها صبرٌ مثلما شعبُ "مدّو" قد ضمنْ عزّه في داره رغمَ وضعٍ محتقنْ و هو جارٌ لم يكنْ في بعيدٍ يرتكنْ. لم نعِ وضعاً لنا أيّ أمرٍ لم نزِنْ خِلنا أنّ تركنا أرضها يأتي ثمنْ! هذه أحوالُنا هذا ما فينا سَكنْ لوعةٌ حزنٌ أسىً و اشتياقٌ مُرتهنْ (آزخُ) اغتيلتْ و قد كنّا مَنْ روحاً دَفنْ! أسماء الأعلام التي وضعت ضمن قوسين تشير إلى أسماء الأديرة وهي أكثر مما ورد في القصيدة. أما (مدّو) فهي أقرب القرى السريانية الطورانية على آزخ وهي الحد الفاصل بين آزخ ومنطقة طور عبدين فقد بقي أهلها فيها رغم كل الظروف القاسية وحين زرناها في سنة 2002 لم نجد فيها بيتا واحدا من بيوت المسلمين بينهم فقد بقيت خالصة ولم يهاجر أهلها عنها بالجملة كما فعل أهل آزخ وحيث كانت تلك الضربة القاضية لمستقبل وتاريخ البلدة الذي تكرّد مائة بالمائة, ولم تبق سوى عائلات مسيحية تعدّ على الأصابع في الوقت الذي حاول الأكراد طيلة سنوات طويلة النيل منها والسيطرة عليها وقد تحقق حلمهم بذلك ساعدناهم على تحقيقه بجهل كبير هربا من الموت. إني أذرف دموع الحزن والألم على بلدتي وقد زرتها فتألمت أكثر حين رأيت ما صارت عليه من حال يرثى له فكل شيء فيها أصبح غريباً له طعم آخر وذوق غريب. أقول آه يا زمن وكلّي حزن و وجع! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|