Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
طفولتي أعيشها مرّة أخرى! شعر: فؤاد زاديكه
طفولتي أعيشها مرّة أخرى!
لكلٍّ منّا شراعُهُ الّذي يُبحرُ به إلى بوّابةِ الزّمنْ. لكلٍّ منّا أحلامُهُ الّتي يقتاتُ بها في مواجهةِ المحنْ. لكلٍّ منّا شكواهُ الّتي تسترسلُ منْ وجدانِها عبراتُ الشّجنْ. لكلٍّ منّا لهفتُهُ الّتي تسوقُ رغبتَهُ إلى أقاصي المدنْ. لكلٍّ منّا عبيرُهُ الممتزجُ بصفاءِ الوردِ و ببراعمِ الوسنْ. أشرعتُ مركبي أُبحرُ من خلاله نحو رعشةِ الثّلج تعطّرني أفياءُ الوجدِ فأستحمُّ بصفاءِ النّور. بدأ قلبي الصّغيرُ ينبضُ بدفقِ الرّاحةِ فتأجّجتْ حرارةُ ضلوعي و تناغمَ انسجامُ فرحي فأبعدتُ عن خيالي صورَ الكفنْ. شئتُ أتيهُ في مرابعِ الذّكرى أستعيدُ أحلامَها أستدرجُ أمانيها أرمّمُ بقاياها. تراجعتْ حيرتي اشتدّتْ رقّةُ حياتي فوجدتني مستلقياً على ضفافِ راحتي حينَ لامستْ يدا أمّي شعرَ رأسي و حدّقتْ أمانيّ في بحيرةِ عينيها الصّافيتين حينها... أقفلتُ بوّابةَ جفني و تركتْ لمسات الفرح تأخذني إلى أيّام طفولتي و هي تسري رعشةً عميقةً تختزنُها مسامات جسدي! أحسستُ بأنّي عدتُ من جديد طفلاً يضمّني صدرُ أمّي! شعرتُ بخفقةِ قلبها و شاهدتُ بعيني إحساسي دموع صلاتها تسيلُ لأجل راحتي! شئتُ ألاّ أعودَ بشراعي إلى ميناء الحاضر الّذي انسلختُ عنه لحين! إنّها كانت زخّاتٍ ناعمةً من هدوءِ الماضي و سكونه تغمرُ قلبي و نفسي فرحاً. إنّه حبّي لأمّي هذا الضوءِ المنبعثِ من قلبِ القمر في ديمومةٍ أزليّةٍ لا تعرفُ الأفولَ بل تنتظرني على موعدٍ من الفرحِ يملأ عالمي سعادةً فأظلّ أناديها من سكونِ غربتي ماما... ماما... ماما لأعودَ من جديدٍ إلى طفولتي الّتي كانتْ ضاعتْ منّي في زحمةِ الشباب! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|