نصيحةُ إنسان بفصيح البيان. بقلم: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

نصيحةُ إنسان بفصيح البيان

بقلم: فؤاد زاديكه

على ورقِ النرجس و شقائقِ النعمان, و بحبِّ الفراشة لأريجِ الريحان و النحلةِ لرحيق الأقحوان, أسطّرُ لكم نفحَ همسي قدر الإمكان كنصيحة من أخٍ إنسان بمنتهى الفصاحة و البيان. إنّ الموضوعَ حسّاسٌ و شائكٌ و ذو شأن يتحدّثُ عن خرابِ البيوتِ و عن انعدامِ الأمان بين الأزواجِ و الزوجات بفقدِ الحنان و المطلوبُ يا إخوتي فتحُ العقول و تنوير الأذهان لا فتح مراصد الأذان و إطلاق العنان للسان في جهبذةٍ و في فلتان.
لكي تجيدوا الاستمتاعِ في الحياة الزوجيّة في جميع الأحيان و بلا همّ و بلا نقصان عليكم أن تفرّغوا نفوسكم من هموم الزمان في لحظةِ التواصل و الامتحان, و من مشاغل العمل و متاعب الخلاّن. نقّوا أفكاركم من غراس الشيطان بتقوية الإيمان و ابعدوا عن عالمكم صورَ المغرياتِ و الاحتقان, فكثيرٌ من الزيجات تذهبُ في مهبّ الريح و تعيش على حافّة البركان لانعدام التوازن و الثقة و الأمان.
مارسوا الجنسَ مع شريككم لا مع البدنِ التعبان المثقل بالأحزان, فنشاطُ البدن يبدّدُ المنغّصات في كلّ آن, و دعِ المجالَ للهمس و التقبيلِ و الكلامِ اللطيفِ المُصان من خلال قبلاتٍ مريحة و دفء الأحضان و مع خفّة الدم و رشاقة الأبدان و العنفوان فالزواج حق شرعي من الرحمن و ليس في ممارسةِ الجنس فيه أي عيب أو نقصان, لكن بدون سرحان و زوغان في متاهات الخيال مع الشيطان.
إنها دقائق تمضيها من السعادة و هو ما يتمناه الزوجان و يسعد به الشريكان. إحرص على احترام مشاعر الشريك و تقدير ظروفه النفسية و الجسدية بلا قهرٍ و بلا إذعان و عاملهُ بالكثير من الرفق و الهدوء و المحبة و الحنان و بهذا ستمنحهُ السعادة و تجدّد فيه الإنسان.
لا تكن قاسياً فظّاً كالحيوان, فالحبُّ فنٌّ و علمٌ فلتكنِ الفنّان المبدع بالريشةِ و الألوان. فالحياةُ قصيرةٌ لا تتحمّلُ الشقاءَ و الهوان, و لا تستوي بغير الاتحاد بنعمة المساواةِ و بنبذِ الطغيان.

عِشْ سعيداً و امنحْ شريككَ الإحسان و لا تُلزمهُ بأي مسعىً مُهان, بل بعطاء الاتّزان و إحساس حُسن الإتقان ففي هذا السعادة و الفرح و الأمان, و في هذا الخروج من الملل و انعدام الرغبة و العيش في عالم الأحزان. نصيحةٌ من أخٍ إنسان دون حياء أو خجل فالزواج مقدّس و غير مُهان و السعادة بين الزوجين تأتي من خلال الانسجام في الجسد و الروح و الكيان.