Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مؤتمرُ حوارِ الأديان بين المطرقةِ و السّندان.بقلم: فؤاد زاديكه
مؤتمرُ حوارِ الأديان بين المطرقةِ و السّندان بقلم: فؤاد زاديكه انتهى البارحة الخميس 13\11\2008 مؤتمر حوار الأديان, الذي انعقد في نيويورك مدينة العلم و مركزِ أمم هذا الزمان. انتهى بعدما سمع العالم كلّه الخطاب الرنّان و الكلام المعسول و المنافق بشتى الألوان. كيف ينطبقُ مؤتمرُ حوار الأديان على ما يجري من نشر العنف و الكراهية في بعض البلدان التي تغرسُ في أفكار الإنسان حقّ الانتقام و تدعو إلى تهميش الآخر و إلى نبذه بنشر الأحقاد و الإضغان, بحجة أنّه كافرٌ و إبليسٌ و شيطان؟
كيف سيأتي مؤتمرٌ كهذا بثمار الأمان مهما أصدرَ من قراراتٍ و من أشكالِ البيان؟ لن يكون هذا المؤتمرُ حواراً حقيقيّاً للأديان و لن يكون انفتاحاً لأنّ بعض المشاركين يعيشون التناقضَ بين صياغة الكلام المعسولِ و بين ما يجري على ساحة الميدان, في بلدانهم ذات الانغلاق التعبان و التعصب البالي المُدان. حوارُ الأديان لن يأتي بفائدةٍ و لن يفيض بالخير في فوران لطالما تُمنعُ حريّةُ ممارسة المعتقدات فيها للإنسان, و هي تكفّرُهُ و تحبسُهُ و تسعى لقتلهِ متى غيرّ دينه في كلّ آن. حوارُ الأديانِ كان حواراً للطرشان. وجوهٌ أمام الأضواء في لمعان و أقوالٌ تظهرُ فيها المحبّة و الحنان, لكنّ صدور بعضهم يخنقها الخوف و الوسواسُ و الأحزان إذ أنّ واقعَ شيوخها و ما يبدعونه من فنون الفتاوى في تحليل الحرام و إغضابِ الرحمن, تطلّ علينا في كلّ يومٍ و بالمجّان بأفظعِ صور الامتهان و أشكال الرذيلة و التكفير و الاحتقان و وجوبِ القتلِ لمن فقد الإيمان على حدّ زعم هذه العصابة و ما تأتيه من غباء مُدان. هل الإيمانُ هو في التفريقِ و في التمييز بعنصريّةِ العميان؟ و هل الإيمانُ هو التحريمُ على الغير ما هو لهم حقّ مشروعٌ و مُصان؟ ما هو الإيمان يا أصحابَ الجلالةِ و السلطان, و أنتم في بلدانكم تمنعونَ الكنائس و لا تسمحوا لها بالبنيان, و تجرّموا حملَ الأناجيلِ و الصّلبان, و تدمّروا بكلّ جبروتكم و كلّ ظلم الطغيان أساسَ الفكر المتسامح و تقطعوا شرايينَ القلب المحبّ الهيمان؟ تطالبونَ بوجوب تطبيق شرائعكم في بلاد الغرب و في بقيّة البلدان بينما أنتم في بلدانكم كالغربان لا تقبلون بذلك و تعبرونه خطراً و من المحرّماتِ و عصيان. أينَ هي كفّةُ الرّحمةِ و أين هو عدلُ الميزان و أنتم تشتمون المسيحيين و اليهود علانيةً في المساجد و على رؤوس الأشهاد و الأعيان و تسخرون منهم و تدعون إلى قتالهم في كلّ مكان و أنتم تعتبرونهم خنازيرَ و قذرين و تصبغونهم بما يطيب لكم من مقذعِ اللفظِ و البيان؟ كيف سينجحُ مؤتمرُ حوار الأديان و أنتم تطبّقون شرائعَ همجية لا يقبلُها الحيوان؟ كيف ستثمرُ لغةُ الحوارِ و أبناؤكم في المدارس يتعلّمون آيات القرآن التي تحضُّ على العنصريّة و الكراهية و تدعو إلى المقاطعة و تأجيجِ النيران؟ أينَ هو الكلامُ الموصوفُ بجميل العبارات كلوحة فنّان, فيما واقع بلدانهم يشهدُ على فظاعةِ الطغيان, و هي تعيشُ على شريعةِ الغاب لا قوانينَ إلاّ متى خدمتِ السلطان, و أنتم في قلوبكم نيرانُ حقدٍ همجيّ جبان؟ كيف سينجحُ مؤتمرُ حوارُ الأديان و أجهزتكم المعنيّة تسمح بنشر الآلاف من مواقع الدعارة و الإباحية و المجون و الفلتان و تحجبُ مانعةً القنوات الدينية الأخرى أو المواقع التي تطالب بالحرية و الانفتاح و الشعور بقيمة الإنسان؟ كيف سينجحُ مؤتمرُ حوار الأديان و فيكم مَنْ يعملُ ليلَ نهار على محاربة الآخر كما عمل أسلافُه في سابقِ الأزمان؟ كيف سيحقق هذا المؤتمر الأمان و أكثر هذه الأنظمة موّلت الإرهاب و لا تزال تحضّ على الجهاد الذي يتعارض مع شريعة الله و مع واقع الإنسان؟ لن ينجحَ مؤتمرُ حوار الأديان و سيبقى البعضُ غارقينَ في جهلٍ و في جهالةِ الأطيان, و هم يحملون في رؤوسهم و عقولهم و صدورهم من الكراهية أطنان. أيّها الأحبّةُ المشاركون كونوا شجعان, و اعترفوا بالحقيقة و التي هي واقع الخذلان. لا تزوّروا ما يصيرُ في هذه الأيام في مصرَ و الموصل و غيرها من بلاد العربان من قتل و تهجير المسيحيين و إذلالهم بكلّ الامكان. انظروا إلى ما يجري في الجزائر من أحكام ظالمة بحقّ المتنصرّين و العابرين إلى شطّ الأمان. غيّروا مناهجكم في المدارس و احذفوا من كتبكم آيات نصرةِ الشّر و الشيطان, تحاوروا مع الآخر بروح الحق و المصارحة و المكاشفة و الاعتراف الجريء بقلب و لسان. لا تلجئوا إلى التكفير و التخوينِ و إلى ممارسةِ سياسة القمع و الهذيان و ازدواجية في المعايير ليس لها من شأن, و أنتم تفاخرون بجرائم الأمس و تعديات سالف العصر و الأوان. أصلحوا نفوسكم من الداخل و بغيره لن يكون فلاحٌ و لا تقدّمٌ و لا عمران. أميطوا عن عقولكم الجهل و الأوهام و غادروا عالمَ النسيان, فأنتم في عالم جديدٍ فيه الحضارة و العلم و التطورُ عنوان لا الهمجيّة و الفكر الضلاليّ الخوّان. إنْ لم تُصلحوا ما بداخلكم أولاً, فإنّ ما تنادون به لن يكون أكثر من كذب و نفاق و بهتان. مؤتمرُ حوار الأديان لن يأتي بثمرٍ و لا بنتاجٍ مُصان, ما لم يتمّ الاعتراف بحريّة المعتقد و كذلك بالحقّ في تغيير الأديان لكلّ إنسان دون عنف أو قهر أو ضغوط و بالإحسان. لا تدخلوا السلطة الدينية على الخطّ في كلّ زمان و مكان. افصلوا الدين عن الدولة فالدين لله و الوطن للإنسان. سيظلُّ حوارُ الأديانِ حبراً على الحيطان ما لم يتم التعاملُ كلٌّ مع الآخر بتوازنٍ و بعدلٍ و بمساواة على غرار ما فعله (آل نهيان) بالسماح ببناءِ الكنائس و بممارسة الشعائر بحريّة الأديان و بالاعتراف بالقساوسة و بالرّهبان و لهم يجب تقديمُ الشكرِ و الامتنان. لقد سمعنا من بعض المنظمات الجهاديّة منشورات و بيان, تدعو إلى تحريم هذا المؤتمر و إلى عدم الإذعان, كما سمعنا مثل ذلك من دولة إيران و التي تقمع حريّة المعتقد و تجلدُ و تعدمُ المتنصرين و المرتدين خلافاً لشريعة الديّان. قال الرئيس الأمريكي بوش: إنّ الحريّة هي هبةُ الله لكلّ إنسان سواء كان رجلا أو امرأة أو طفلاً فسيّان. و قال: لا يجوزُ استخدامُ الدينِ للقتلِ و العنفِ و الإرهابِ و الطغيان. و قال: يحقّ لكلّ شخص تغيير دينه أو معتقده بلا موافقة أو إذنٍ من أيّ كان. تعلّموا دروسَ الكرامة و ساهموا في الحضارة و العمران, فحوارُ الأديان يبدأ في داخل الإنسان ثمّ يتوسّعُ على الأسرة و المجتمع و من ثم الأوطان. |
#2
|
|||
|
|||
شكراً أخ فؤاد على هذه المقال الصريح ....
ياريتهم ناقشوا في مؤتمرهم هذا المنشور الذي وصل لكل عائلة مسيحية في الموصل ... لكانوا عرفوا كيف يكون حوار الأديان على أصوله ... وبحسب الشريعة : http://ishtar-magazine.com/MY%20PAGE1.htm |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|