Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عودةُ القصيدة. شعر: فؤاد زاديكه
عودةُ القصيدة عادت قصيدتي إليّ شاكيةً، حزينةً بعدما أطلقتُها في خِضمِّ الواقع, قذفتُ بها إلى رحمِ المعاناة. تمرّدتْ على الواقع، و على المعاناة، و عليّ. كانت أنثى نديّةَ الخدّ رقيقةَ الهمس رشيقةَ النّظم. عادتْ إليّ تلومُني.. تهاجمُني ترجوني ألاّ أعيدها إلى حيثُ كانتْ، ألاّ ألقي بها مرة أخرى إلى هذا الجوف المحنّط, و حينَ سألتُها عن السبب كانت إجاباتها ألفاً و حججُها ألفاً و كانت صرختُها مدوية و كان عنفوانُها مُدمّراً. الكلُّ هناك كان أحمقاً! هذا كان ممّا قالته لي. الكونُ مجرّدُ وترٍ, متقطّعُ الأوصال ألحانُهُ ثقيلة الوقعِ, حزينةُ النبرة يائسةُ الرّجاءِ كليلةُ البصرِ مشوّشةُ البصيرةِ خاليةٌ من الرحمة، ممتلئةٌ عنفاً و كراهيةً. هناك بكاءٌ. دمٌ. قالتْ إنّها لم تلقَ قبولاً لم تجدْ أذناً صاغيةً رُجِمَتْ.. صُدَّتْ.. حُوربَتْ.. هُزِمَتْ. عادت خائبةً، مستسلمةً.. راجيةً، باكيةً. لم أكن أعلم كلَّ هذا. هل كانت تلك خيبتُها، أم خيبتي، أم خيبتهم؟ حاولتُ تعديلَ قوامها، تجميلَ وجهِها، صبغَ شعرها، حقن وريدها بدمٍ جديدٍ جئتُ به من عالمٍ آخر. لم ينفعني كلُّ هذا فالكونُ و على ما هو عليه ضياعٌ.. تخبّطٌ..فشلٌ.. حزنٌ..مرارةٌ.. دماء تسيل.. أرواحٌ تُزهق أمراضٌ تتفاقم.. حقودٌ تتناسخ و تُستَنسَخ.. جهلٌ.. مطامعٌ..حروبٌ و مآسي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|