Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
و يستمرُّ الجنون. شعر: فؤاد زاديكه
و يستمرُّ الجنون هكذا سيستمرّ جنون العبقريّة عبقرية العبث و جنون اللامبالاة. تنفسّت براعم الورد فجرحت أخاديد الأطفال أشرقَ إبداعُ الشمس فلفح وجه الكروم سكن الليلُ فماتت عصافير الحنين تبتعد عن أعشاشها. صرخَ الجنونُ مرة أخرى تنشّقت السّماءُ دماءَ الأرض صفع الألم وجهَ البوح تناثرت أقداحُ العشق ذبلتْ أكمامُ الفرح تهشّمت أخاديدُ الودّ. كلّ شيء صار مملاّ باهتاً غريباً محزناً شحيباً إلاّ شيءٌ واحد فقط هو الذي لم يتغيّر مع كلّ مراحل العصر و مع جميع تقلّبات الأزمان إنّه أخطبوط الشرّ إنّه ذلك القيثار الذي يعزف أنغام الدمار و ألحان الموت و أغاني الفجيعة. تبّاً لكَ أيها الزمن المائع تبّاً لكَ أيّها الإنسان الضائع تبّاً لكِ أيتها القيمُ الممسوخةُ تبّا لنا جميعاً لكوننا بشر!!!! آه كم أهفو مرات و أحنّ إلى صدر البشريّة إلى مفهوم هذا الصدر المعبّر لقد نضب وِردُه لم يعد ثدياه يعطيان حليبا بل خردلا و مراراً و لهيبا. أيّتها الجموع المكتظّةُ حول شموخ الجهل الأرعن أيّتها الفلول المنهزمةُ من أمام وجه الحقّ الواقعة بين فكّي الخزي. كم سيطول هذا؟
كم ستدوم المعاناة؟ كم سنبقى بلا نور للحقيقة؟ هل سنعود يوماً إلى بشريّتنا الضائعة؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|