احتراقُ القيم. شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

احتراقُ القيم

بنا في كلِّ حينٍ اِحتراقُ
لأنّ الناسَ صارتْ لا تُطاقُ.

طِباعٌ لم تعدْ، طيباً و خيراً،
يُحِسُّ المرءُ أنْ فيها اختناقُ.

مِزاجُ الناسِ قد أمسى زجاجاً،
سريعَ الكسرِ، و المسعى مُعاقُ.

جمالُ الماضي، كم يحلو اشتياقٌ
إلى ما كانَ فيه، يا رفاقُ!

يعزُّ اليوم أن تلقى صديقاً،
صَدوقاً، يستوي منهُ الوِفاقُ

فكلُّ الناسِ تسعى كي يكونَ
لها في الأفقِ نجمٌ أو بُراقُ

لهذا الأمرِ صارَ السّعيُ منهم
خطيراً، و اعتلتْ ظهراً مَشاقُ.

ضميرٌ باتَ يسهو عن صوابٍ،
فغابَ الذوقُُ، و اختلَّ المَذاقُ.

ترى أطماعَهم زادتْ, و زادتْ،
فزادَ الهمُّ, و البلوى التصاقُ.

ترونَ اليومَ إخواناً و أهلاً،
لأطماعٍ تولاّهم فراقُ

كأنْ ما كانوا إخواناً بيومٍ،
و لا أهلاً، و ذا الموتُ المُذاقُ.

حياةُ الناسِ باتت في عزوفٍ
عن الإيمانِ، يُغريها النِفاقُ

فصارَ اللهُ في أخبارِ كانَ،
و غاب الحبُّ ما عادَ اتّفاقُ

و ضاعَ العدلُ في جهلٍ و ظلمٍ،
و صارَ الحقُّ، يغشاهُ الخِناقُ

و أمسى المالُ، حُبُّ المالِ ربّاً
لهذا الكونِ، يشجيهِ انطلاقُ.

نرى في كلِّ يومٍ فاحشاتٍ،
فأينَ الخيرُ، و النهجُ الشِّقاقُ؟

و أين العدلُ بالإنسانِ يسمو،
بعقلٍ. حكمةٌ منهُ انبثاق؟

و كيفَ السّلمُ، في كونٍ يكونُ،
و شرُّ الكونِ للسّيفِ امتشاقُ؟