Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
حوار مع الأديب والفنَّان صبري يوسف، أجرى الحوار د. جبرائيل شيعا
حوار مع الأديب والفنَّان صبري يوسف أسرة موقعنا كولان سوريويي أجرَتْ حواراً مع الأديب والفنان السرياني صبري يوسف، المقيم في السويد/ستوكهولم. وكما هو معروف لمن يتابعه عبر الشبكة العنكبوتية وعبر موقعنا، أن الملفونو صبري يوسف هو كاتب وشاعر غزير الانتاج في الكتابة، حيث يكتب في الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية، في السويد وفي الوطن الأم سورية وفي الكثير من المواقع داخل العالم العربي وخارجه. أسرة كولان سوريويي ترحِّب بكَ أجمل ترحيب وتودُّ أن تجري معكَ الحوار التالي: 1. من هو صبري يوسف، قدِّم نفسك لنا وللقرّاء؟ ليس سهلاً أن يعرِّفَ المرءُ نفسه، أو أن يَعْرِفَ نفسه، أشعر كأنّي جمرة مشتعلة فوقَ أمواجِ البحار، أحنُّ إلى ربوعِ الطفولة، إلىأزقّة ديريك، عندما كانت في أوجِ فقرها وطينها وصفائها، ملتحمٌ شهيقي وزفيري بالكتابة، بالتأمُّل بالرسم، بالموسيقى، بالرقص، بالفكر الخلاق!! أضع نفسي بين حينٍ وآخر على محرقة النقد نقدي، كي أصفِّي الشوائب العالقة بين ثنايا حرفي ولوني، ينتابني فرح عميق لحظات الكتابة والرسم، لهذا تجدني أتأرجح منتعشاً بين عوالم الحرف واللَّون والعشق وكأني حفيف وردة غافية فوق أحلام الصَّباح. صبري يوسف، إنسان عادي، عفوي، جامح، رومانسي، حلمي، أشتعل ليل نهار في معراج بحثي عن عاشقة معرّشة في حبّات المطر، وبعد تجربتي الفسيحة في البحث،ما وجدت أجمل من الكتابة أتخذها عاشقة سرمدية تنعش ليلي ونهاري وتفتح لي آفاقاً متماهية مع حنين القلب إلى زرقة السَّماء، حيث تلألؤات النجوم تعانق بوح القصيدة. 2.ما هي المدارس التي تعلَّمْتَ فيها؟ درسْتُ الإبتدائية في مدرسة ناظم الطبقجلي، وفي الفصل الثاني من الصف الرابع انتقلت إلى مدرسة المأمون الريفية، ثم تابعت دراستي في إعدادية وثانوية يوسف العظمة. وهناك موقف طريف وبديع حصل معي، وهو انني عندما التحقت بالمرحلة الإعدادية، كانت العادة بفرز الطلاب الذين يدرسون اللغة الانكليزية والفرنسية آنذاك عن طريق القرعة، وكان هاجسي وهدفي أن أكون من عداد الطلاب الذين سيدرسون مادة اللغة الانكليزية كمادة أجنبية جديدة، وهكذا فكرت بطريقة أجتاز بها هذه المحنة التي كانت تراودني أثناء مشاهدتي لمن يسحبون القرعة، حيث أغلب الذين كانوا يسحبونها كانت فرنسية، فاقتربت من الطلاب وهم يسحبون قرعتهم، وراقبت الجوَّ العام، وكيفية سحب القرعة، ودقَّقت بالخطِّ وقصاصة الورقة الخاصة بالقرعة، ثم خرجت من الإدارة دون أن ينتبه إليّ أحد الموجِّهين، وكان في حينها الأستاذ الرَّاحل حبيب كوركيس هو الذي يشرف على سحب القرعة، دخلت أمانة السر وطلبت ورقة بيضاء على أساس أنها للموجِّه، أخذت الورقة وخرجت بعيداً عن أسوار المدرسة لتطبيق مخطَّطي في خوض أول تجربة في خلخلة القوانين الخنفشارية السائدة في فرز اللغات، حيث لم يكن لي دعماً ولا سنداً، وتبيَّن لي أن أغلب القصاصات الورقية هي فرنسية إلا ما قل وندر هي انكليزية، وتبيَّن لي أيضاً أنهم حسبوا حسابهم كي تكون أغلب نتائج القرعة فرنسية كي يحوّلوا عدداً كبيراً منهم فيما بعد إلى الانكليزية من خلال الوساطات وهكذا أحببت أن أخوض مغامرة فريدة من نوعها بالنسبة لطفل، وبهدوء تام بعيداً عن الوساطات، أخرجت الورقة وقسَّمتها إلى قصاصات ورقية بنفس حجم ورقة القرعة وبدأتُ أقلّد خطّ الموجِّه لأنني دقَّقتُ جيداً كيف كان يكتب انكيزي، فرنسي، ورحت استعمل قلم ناشف بيغ، أكتب انكليزي عدة مرات، مُقلِّداً خطَّ الموجّه ثم إخترت أكثر كلمة قريبة من خطِّه وطويتها ووضعتها بين الابهام والسبابة، ورميتُ ما تبقَّى من القصاصات، ثم دخلت غرفة الإدارة أنتظر دوري في القرعة، وعندما جاء دوري وضعت يدي في الكيس لاسحب قرعتي وهناك أخرجت الورقة التي كتبتها، وقلت يارب تطلع قرعتي إنكليزي يا رب تطلع انكليزي، أعطيتها للموجه، فنظر إليّ وهو يبتسم لي هل تريد أن تكون قرعتك انكليزي؟ فقلت له نعم أستاذ، لكن أخاف أن تكون فرنسي، فقال لي أنتَ وحظّك. أظهرت له أنني في غاية القلق تفادياً لأي شك، فتح الورقة، ثم قال عجيب! فقلت ماهو العجيب يا أستاذ، فقال طلعت إنكليزي، صرخت بفرح وقلت أبوس الله طلعت انكيزي، شكراً أستاذ، سجَّل اسمي في شعبة الانكليزي، وهو يتمتم حظّك يشقّ الحجر، فقلت له لماذا أستاذ، فقال لأنَّ أوراق القُرعة الخاصة بالانكليزي أقل بكثير من الفرنسي ومع هذا كانت قرعتك التي اخترتها انكليزي لهذا فأنتَ محظوظ، همستُ في قلبي لِما لا أكون محظوظاً وقد أدخلتُ "كولي" عليكم دون اللجوء إلى واسطة فلان أوعلان! تابعت دراستي وحصلت على الإعدادية، متقدِّماً على أقراني باللغة الانكليزية وحصلت على الترتيب الأول في المرحلة الثانوية باللغة الإنكليزية، وهكذا كان لتلك الحركة الطفولية منعطفاً رائعاً في حياتي الدراسية! كان هاجسي وشغفي ورغبتي العميقة آنذاك أن أتابع دراساتي في قسم اللغة الانكليزية وآدابها، ولكن الظروف الاقتصادية المريرة التي كنَّا نعاني منها، أحالت دون تحقيق رغبتي، فالتحقت بالصفِّ الخاص، نظام السنة الواحدة، اختزالاً للفقر، ووصولاً إلى لقمة العيش بأقصر الطرق، وبعدها ممكن أن أخطِّط للوصولِ إلى الأهدافِ البعيدة! حصلتُ على الصفِّ الخاص عام 1976، ثم اشتغلت موجّهاً في إعدادية يوسف العظمة، وحصلتُ على الثانوية العامة، قسم الأدبي للمرة الثانية، فيما كنتُ أؤدّي الخدمة الالزامية، لمتابعة دراساتي في الأدب الانكليزي في جامعة حلب، وبعد جهدٍ جهيد انتقلتُ إلى السنة الثانية، حيث كنتُ أعمل في سلكِ التدريس كموجّه ثم انتدبت كمعلم منتدب لتدريس اللغة الانكليزية في الحلقة الاعدادية، وشعرت أنني إزاء خيارين، إمّا أن أختار الاستمرار في التدريس أو الدوام بالجامعة، وبعد مقارنات بين الخيارين، عدْتُ إلى المربع الأول، مربّع البكاء على إيقاع شهيق القصيدة، فاخترت مضطّراً للمرة الثانية أن أتوقَّف عن متابعة الأدب الانكليزي والاستمرار في التدريس كلقمة عيش، والأنكى من كل هذا هو أنني عندما انتقلت إلى السنة الثانية، ما تمكَّنت قانونياً أن أغيَّر فرعي لأنني كنتُ منقولاً، ولو كنتُ راسباً كان يحق لي تغيير الفرع من القسم الانكليزي إلى أي فرع آخر شريطة أن يخوِّلني معدلي في الثانوية الثانية الالتحاق بالفرع الجديد، وهكذا أصبحت مرةً أخرى في خانة الاختناق بهدوء مرير!!! لا أستطيع تغيير الفرع، ولا أستطيع الدوام، فاضطررت أن أتقدم للثانوية العامة للمرة الثالثة! والمفلق في الأمر أنه صدر في ذلك الوقت قراراً وزارياً ينص بأنه لا يحق للطالب أن ينجح أكثر من مرتين في الثانوية من نفس القسم، وهكذا أُغْلِقَتْ كل الطرق في وجهي، لكني لم أقِفْ مكتوف الأيدي، وهكذا وضعتُ مخطَّطاتي لخرق القانون بالقانون لكن هذه المرّة استخدمتُ قانوني أنا! فتقدَّمتُ للثانوية العامّة للمرة الثالثة على أساس أنني طالب حرّ حصل على الإعداية فقط وليس كإعادة لتقديم الثانوية، كي لا يدققوا في أرشيفي ويكتشفوا أمري وهكذا قدَّمت أوراقي على هذا الأساس، وكنتُ قلقاً جداً أن يكتشف أمري، يا لطيف! أي أمر هذا الذي سيتم اكتشافه، الذي يسمعني سيظن أنني بصدد أن أنهب الدَّولة! كل ما في الأمر أن القانون الصادر من وزارة التعليم لم يعجبني ولم يستهوِني، بل كان سخيفاً إلى أبعد درجات السخافة وهو ضد العلم والتحصيل العلمي، فما الضرر لو تقدَّم الطالب عشرات المرات ونجح في الثانوية أو في أي مجال كان، طالما الطالب يريد أن يطوِّر مؤهَّلاته العلمية والثقافية، وطالما قانوني هو أكثر تحضراً من قانون الوزير نفسه! أصلاً لماذا لا يحق للطالب أن يتقدَّم بنفس وثيقته الثانوية الأولى لأي فرع جامعي لمتابعة وتحصيل دراساته بعد تخرّجه من معهد ما أو تخصص ما، طالما معدّله يخوّله بمتابعة دراساته الجامعية، أم أن القرارات الوزارية يتم وضعها لخلخلة أجنحة الطلاب والطالبات ومنصوصة بطريقة تصبُّ في تدمير الطموح الذي يراود بعض الطموحين ممَّن يريدون متابعة دراساتهم؟! وهكذا تقدَّمْتُ لامتحانات الثانوية للمرة الثالثة بشكل غير قانوني ونجحت بشكل قانوني، التحقت بجامعة دمشق قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية شعبة علم الاجتماع، وتخرجت بتقدير جيد كطالب حر، وبدون أن أتأخَّر سنة واحدة! 3.تحدَّث لنا عن فترة التدريس التي اشتغلتها في الوطن الأم، والآن ماذا تعمل في بلاد الاغتراب؟ اشتغلت في إعداديات وثانويات المالكية 13 عاماً، اشتغلت موجِّهاً، ومعلّما منتدباً لمادة اللغة الانكليزية، ثم مدرِّساً للمواد الاجتماعية والتربية القومية الاشتراكية، وفي السويد بلاد الاغتراب اشتغلت في ستوكهولم عدّة سنوات مدرِّساً لمادّة اللغة العربية كلغة الأم للمهاجرين. كما اشتغلت عام 1997 مع مجموعة من المهاجرين بتنظيم مهرجانات فنية ثقافية في ستوكهولم عندما كانت عاصمة أوربا للثقافة. واشتغلت عدّة سنوات في مجال الأعمال الحرّة، وأسسَّت دار نشر باسمي: [دار نشر صبري يوسف]، وأصدرتُ عدّة إصدارات عن الدار لي ولبعض الكتَّاب والشعراء. 4.قبل أن ندخل في تفاصيل حياتك الأدبية والفنّية، تحدّث لنا عن طفولتك، كيف كانت الحياة في تلك الفترة، وما هي الصعوبات التي مرَرْتَ بها؟ كانت طفولتي غنيّة بالألعاب رغم شظف العيش وقساوة الحياة التي مرَرْنا بها نحن الأطفال في حينها، كانت حياتنا مليئة في الألعاب التي كنّا نلعبها في أزقّة ديريك العتيقة، وكنَّا نسوح في البراري أيام الرَّبيع، نبحث عن الجراد الأخضر والفراشات، ونلملم الحرشف والحمحم والقيفارات والشولكة والشوقلّة والبيشّكات وأزاهير الخطمية، والعدس والحمص الأخضر، ولا أنسى أبداً باقات النرجس البري التي كنَّا نلملمها من "كفري حارّو"، وكنا نلعب بشغفٍ كبير (المختبوية/ البيبة، والبرّي والكيلافرّي والحين كاليو والداربلكة والصنم والطفش والقتيلة والخرز والحايط والطير نسر والزيلْجك والمزعار والكلل والتُّوش والبرو برفانو بريوا جاوايا)، طفولة معبقة بالفرح رغم شظف العيش الذي كان يكتسح حياتنا، طفولة متشرِّبة بالفضاءات المفتوحة، حيث تشبَّعت روحي بالألوان والبراري الفسيحة التي تشبه لوحاتي ونصوصي المفتوحة على وهجِ الاشتعال. الآن يتراقص أمامي مشهداً بديعاً من شطحاتِ الطفولة، حيثُ أنني كنتُ قد اخترعتُ لعبة سحرية من محض خيالي وأنا طفل وكنتُ أستعرضها لنساء الحارة، تتلخّصُ اللعبة أنني كنتُ آكل خمس حبات حنطة وأبلعها ثم أخرجها من بطني حبّة حبّة، بحركات سحرية طفولية، وأضعها تحت أصابع اليد اليسرى، ثم أنفخ فوق سطح يدي وأرفع أصابعي فتختفي حبَّات الحنطة، فيندهشن النساء ومَن حولي، قائلين سبحان الله ما هذا الولد الغريب العجيب، وكنتُ أحصل على "الحليلة والباستيق" وكمشات الزبيب من النساء لقاء عروضي السحريّة! وسرّ هذه اللعبة كان يكمن أنني أقرض حبّات الحنطة واحدة واحدة بحيث يسمعن صوت الحبات عندما أقرضها، وأترك حبة سليمة أخبئها في تجويف فمي، ثم أضع يدي على بطي وأقوم بحركات على انني سأخرج الحبات سليمة من بطني فأخرج الحبة السليمة وأبرزها برأس لساني فيراها الجميع ثم أظهر للجميع أنني أمسكها وأضعها بهدوء تحت اصبعي، ولكني في حقيقة الأمر لا أخرجها من فمي بل أعيدها، وهكذا أقوم بنفس الحركة خمس مرات فيرى الجميع حبات الحنطة وأنا أضعها تحت أصابعي ثم أنفخ فوق يدي على أساس انني سأطيرها بقدراتي الخارقة هاهاهاها! وهكذا كانت تنطلي حركاتي الطفولية على بساطة النساء والرجال وأحصل على كمشات الزبيب، وأتذكَّر جيّداً عندما شببتُ عن الطوق وأصبحت مدرِّساً، وأنا عائد إلى منزلي، تقدَّمَتْ نحوي إحدى النساء اللواتي كنتُ أقدِّم لهنَّ عروضي الطفولية، وقالت لي الله يخليك أستاذ صبري، قل لي كيفَ كنتَ تعمل لنا سحراً عندما كنتَ طفلاً، ضحكتُ وقلت لها الله يخليك اتركيني بحالي، ستفضحينا، فقالت والله ما أتركك إلا إذا قلت لي كيف كنتَ تعمل تلك اللعبة وأنتَ طفل، فقلت لها سأقول لكِ السر شريطة أن لا تبوحيه لنساء الحارة، فقالت لماذا؟ فقلت لها ربما أحنّ يوماً ما إلى تلك اللعبة وأقدِّمها لنساء الحارة مرّة أخرى ولكن هذه المرّة لن أرضى بكمشة زبيب أو قليلاً من الحليلة، فقالت ماذا تريد منا هذه المرة؟ فقلت لها جَنبة خِرْج جبش (جبس)، أو سلة عنب "بحدو"، ضحكتْ ضحكاً رائعاً وضحكتُ أنا الآخر، خرج زوجها غاضباً من المنزل على صوت قهقهاتنا وهو يبربر، الله يخرب "بيتكن وبيت بيتكن مو صوت ضحكن عم يصل لآخر الدنيِه"، فقالت له خلّي يصل أين ما يصل، تعا شرّف اسمع ما يقوله صبري وخلّي صوت ضحكك ما يصل إلى "باجريق"! عندما سمع تفاصيل ما حصل ضحك هو الآخر بأعلى صوته، لحظات ممتعة، جميلة فيها من الصَّفاء والفرح الشيء الكثير! 5.كيفَ تقيِّم المدارس والتعليم في ديريك، ومن كان من المدرِّسين الذين عملوا معك في حقل التعليم؟ كان مستوى التدريس في مرحلة دراساتي للمرحلة الإعدادية والثانوية مقبولاً، وشيئاً فشيئاً كان يتحسّن مستوى التدريس، واستمر التدريس يتحسن حتى في مرحلة اشتغالي في التدريس، ولكن لدي وجهة نظر أخرى بخصوص طريقة التدريس والمناهج الدراسية، فاسلوب التدريس هو حفظي، تلقيني، استظهاري، يبذل المدرس جهداً كبيراً في شرح الدرس، خاصة المواد النظرية واللغات، وهذا الاسلوب لا يستهويني منذ أن كنتُ هناك وحتى تاريخه، والمناهج الدراسية يجب أن تكون أكثر عصرية وحداثة وملائمة لتطورات العصر. الذين درّسوا معي أتذكرهم واحداً واحداً، لكنني لست في سياق الوقوف عندهم الآن، يستهويني أن أتوقّف عند أسماؤهم وبعض الطرائف التي كانت تقع معنا في تلك المرحلة عبر أعمال روائية أو ما يشبه السيرة الذاتية، لأنني لو أتوقَّف عند الأسماء وبعض التفاصيل، أحتاج إلى مساحة أكبر مما تتصوَّر بكثير، أحتاح إلى مساحة ووقت يكفي لعمل روائي أو ما يشبهه، وأودُّ هنا أن أقدِّم خالص المودّة والتحية لكافّة الزملاء والزميلات على مدى فترة التدريس التي اشتغلتها في إعداديات وثانويات ديريك، وهي مرحلة خصبة حافلة بالنشاط والعطاء، وعندما أتذكر تلك الفترة، تطفر عيناي بالدموع، دموع الحنين والمودة والفرح الآفل خلف ظلال المحبّة، حيث تتلألأ باقات الورود التي كنتُ أتلقَّاها من وردة متفتِّحة كأنَّها منبعثة من خدودِ الصَّباح، وردة ظلَّت مراراً تزورني في الحلم وأنا في أعماق غربتي، وستظلُّ على ما يبدو تزورني إلى أن أنهض يوماً ما من حلمي وأكتب عملاً روائياً عن حبقِ تلكَ الوردة وورودها التي كانت تلامس مرافئ روحي الخفيَّة! أيَّتها الوردة الغافية حول ظلال الرُّوح، انتظريني، سأفرش عبقكِ وورودكِ بين مرافئ غربتي إلى أن ينهض حرفي من فيافي الذاكرة البعيدة، كي أنقش فوق وجنتيكِ أسرارَ الانتظار! 6.ما هي أهم المحطَّات الحاسمة في مسيرة حياتك، عدِّد لنا بعضاً منها؟ لا يوجد محطَّات حاسمة في حياتي، لأنَّ أغلب محطَّات عمري ليست هامّة بالمفهوم الحسمي، كانت متقلِّبة ومشوَّشة ومرهقة ومتعبة، كأنَّها على كفِّ عفريت وما تزال، فلم أجد راحةً واستقراراً في حياتي على أي صعيد كان، لا في الوطن الأم ولا في دنيا الاغتراب، ولكنّي تحايلت على آهات عمري جملةً وتفصيلاً وحوّلتها إلى واحات للإبداع، حيث سخّرت محطّات عمري المحفوفة بالعذاب لرأس قلمي المدبَّب، ووجدتُ في عذاباتي واحة رحبة للكتابة، وكلّما تهتُ في مطبّات وسخافات الحياة، سخّرت قلمي لها بالمرصاد وحوَّلت فجائعي إلى نصوص منبعثة من الحلم الآفل خلف البحار! فأنا أرى الحياة، بمعزل عن الكتابة والإبداع، سخيفة ولا قيمة لها، وحده قلمي أنقذني من الانكسارات المتفاقمة فوقَ دكنةِ ليلي الطويل، فلم أجد نفسي مرتاحاً في أية مرحلة من مراحل عمري، وأكثر ما أغاظني ويغيظني في كل مراحل عمري أنني لم أتفرَّغ للكتابة والإبداع منذ زمنٍ بعيد، أشعر أن هناك طاقات إبداعية تغلي في كينونتي ولا بدّ من التفرّغ لها لتجسيدها واخراجها إلى النور، كي لا تبقى حبيسة تلافيف الحلم. حاولتُ أكثر من مرة التفرغ كلياً للكتابة وفشلت، مع انني قضيت وقتاً طيباً في السويد شبه متفرغ للكتابة، لكني مع هذا ما كنتُ مرتاحاً لأنني ما كنتُ متفرِّغاً بشكل نهائي، ولأنني كنتُ ملتزما ومكبَّلاً بمتاهات البحث عن العمل أو العمل نفسه، فلا يناسبني أي عمل مثلما تناسبني الكتابة والرسم والتحليق في سماء الفكر والكلمة، ولم يرتَحْ لي بال ما لم أتفرغ كلّياً للكتابة والإبداع وانعتق من كل التزامات العمل! 7.لماذا تعتبر يوم ميلادك هو يوم شَنَقْتَ السيجارة؟ وكيف تم ذلك؟ لأنه يوم طيِّب في حياتي ولأن قراري كان سديداً للغاية، وأصلاً من جهتي لا أحتفل بعيد ميلادي، ولا يعني لي عيد ميلادي أو يوم ميلادي شيئاً، بل يزعجني يوم ميلادي كما لا تفرحني أيضاً ليلة رأس السنة الميلادية، ولا أحتفل في هذه الليلة بالطريقة المتعارف عليها منذ أكثر من ربع قرن من الزمن، حتى عندما كنتُ في الوطن الأم بين ربوع الأهل، لأن مرور الزمن يزعجني جداً، وأندهش كيف يجن جنون البشر، يرقصون ويفرحون وهم يقتربون عاماً جديداً نحو حتفهم وموتهم، على ماذا يفرحون وهم يتجهون نحو القبر متراً آخر، أو عاماً آخر؟ البشرية غائصة بالفرح وأنا في كل ليلة من ليالي رأس السنة أفرش أوراق السنة الفائتة وأحاسب نفسي على تقصيري فيما كنتُ أخطِّط لتنفيذه ولم أنفذه، وأضع مخططاً جديداً للعام القادم. لا أفرح ليلة رأس السنة بقدر ما أحزن، مع أني لست ضد رأس السنة كليلة مباركة ولكني أحزن لمرور السنوات ونحن نرقص على إيقاع تواريها من مروجِ العمرِ! أعدمت السيجارة شنقا حتى الموت في ليلة 25 . 3 . 1987. وأحتفل من حينها حتى الآن بهذه الليلة، لأنني من حينها أقلعتُ عن التدخين ولم أدخِّن سيجارة واحدة، وقد كتبتُ قصة قصيرة ألخِّصُ فيها كيفية الاعدام، حملت القصة عنوان: (الذكرى السنوية)، لولادة موت السيجارة. 8.متى وكيف أتخذتَ قرار الهجرة، وهل كان هناك صعوبات للوصول إلى السويد وكيف؟ كنتُ أنوي عبور البحار والمحيطات منذ بداية الثمانينات، ولكني عبرت البحار في العام 1989، وحط بي الرِّحال في السويد عام 1990. نعم كان هناك أصعب من الصعوبات، ولكني ذلَّلتُ كل صعوبة من صعوبات اغترابي بصبرٍ كبير، إلى أن وصلت إلى الهدف المنشود، مملكة السويد! ولو أشرح كيفية الوصول إلى السويد، سيأخذ الأمر معي ما يعادل فيلماً سينمائياً متوسّط الطول! لهذا سأترك هذا الأمر لمعالجته دراميَّاً! 9.ينساب قلمك مثل السيل، لا يتوقف عن الكتابة، ماذا تعني لكَ الكلمة، منذ متى تكتب، وماذا تتوخّى من الكتابة، وما هو الدافع الذي يحرِّضكَ على الكتابة، وهل لديك طقوساً معيّنة في الكتابة؟ الكلمة ذهب مصفَّى من بوحِ السَّماء، الكتابة صديقة القلب والرُّوح، عاشقة شفيفة من لون الشَّفق الصباحي، معراج فرحي نحو مرافئ الأحلام، أكتبُ منذُ أن فتحتُ عيني على وجه الدنيا، منذ أن قمَّطتني أمّي بين سنابل القمح، منذ أن عانقتني الأعشاب البرية بأريجها الفوَّاح، منذ أن رأيتُ نجمة الصَّباح وهي تبتسم لي ابتسامة من وهجِ الضياء، ضياء الرُّوح في ليلة قمراء، أكتب منذُ أن توغّلتُ في أكوام الطين في أزقة ديريك العتيقة، بحثاً عن قلمٍ ودفتر، منذ أن عبرتُ مدارات الأحزان على مدى الأيام والشُّهور والسنين، منذ أن استقبلني المطر على آلام المخاض، مخاض قصيدة مفتوحة على أسرار الكون، منذ أن بكت العصافير وهي ترحل نحو قمم الجبال، بعيداً عن رعونة هذا الزمان. أكتب لأن الكتابة شهقتي التي أتنفَّسُها، هي أغصان دالياتي المعرّشة في هلالات السماء، أكتب على إيقاع المناجل أنشودة الفرح الآتي، أكتب لأن دمي محبرة مكتنزة بعشق الكون وهو يبتهل للشمس ترتيلة من نكهة المطر، أكتب لأن الكتابة خلود، تصارع الموت بحرفٍ لا يخشى هدير البراكين، الكتابة رسالة متهاطلة من ثغرِ غيمة منبعثة من ينابيع الإله! أكتب في أي مكان وفي أي زمان، لا يوجد لدي طقوس خاصّة في الكتابة، سوى حالة الغليان والتجلِّيات، أستلهم أفكاري، قصصي وأشعاري من مماحكتي وتجربتي في الحياة، تبقى الأفكار في واحات اللاشعور أو الشعور، إلى أن تنهض فجأة من الأعماق وأكتبها كمن يكون في رحالة عناق مع وهجِ حلمٍ مفتوح على شغاف الرُّوح، حيث تمنحني لحظات الكتابة متعة غريبة ولذيذة، ولا أريد التوقّف عن الكتابة. أكتب مباشرة على الكومبيوتر من دون أي تسويد، ثم أعود إلى النصّ لاحقاً وأعالجه وأبوّبه وأهذّبه وأصيغه صياغات نهائية، تبهرني عوالم الكتابة وتدفُّقاتها ولا أجد نفسي قادراً على الفكاك منها لحظة إنسيابية الحرف، أشعر وكأنني مختطف خارج الزمن، تتوارد الأفكار مثل سيل جارف، أشعر بصعوبة التقاط تفاصليها، فألتقط ما يمكن التقاطه وأترك ما تفلت منّي مسترخية في واحات اللاشعور إلى أن تحينَ لها فرصٌ أخرى، الكتابة فيها حالة عناقية مع مرافئ الحياة، والمبدع يحمل في عوالمه الخفيّة ذاكرة منقوشة على أزاهير الحياة! 10. تحدَّث لنا عن نشاطاتكَ المتعلِّقة بالأمسيات الأدبية والشعرية والفنية والثقافية في بلاد الاغتراب؟ الأمسيات الأدبية والفنية والثقافية لا تهمُّني كثيراً سواء كانت في الشرق أو في دنيا الاغتراب، ما يهمّني هو نصي ولوحتي كحالة إبداعية، وأمَّا موضوع الأماسي والمنتديات الأدبية فلا تعني لي شيئاً، هي مجرد ديكورات اجتماعية ونشاطات حياتية لا تضيف إلى نصِّي شيئاً، مع انني اشتركتُ بأكثر من ثلاثين أمسية شعرية وعدة أماسي قصصية، وبمهرجانات شعرية وقصصية في السويد، وفي 23 من كانون الثاني الحالي سأشترك في مهرجان فلسطيني في ستوكهولم، حيث سأقدم قراءات شعرية لمقتطفات من نصٍّ مفتوح: السَّلام أعمق من البحار، وسأكون الضَّيف الوحيد في القراءات الشعرية، ومع كلّ هذا لا أعتبر كل هذه النشاطات سوى ديكور يزخرف بعض تواصلاتنا في الحياة، أكتب نصي من وحي الحياة للحياة، فلا أحتاج منبراً ولا أماسي ولا منتدى ولا جريدة ولا مجلة، لا أحتاج سوى قارئاً في إحدى بقاع الدنيا يقرأ نصي وهو يرهف السمع إلى زخَّات المطر فيخيّل إليه أنه يقرأ قصيدتي وهي تتناثر مع حبَّاتِ المطر. 11.ما هي الكتب التي أصدرتها حتى الآن والكتب المخطوطة وما هو مشروعك المستقبلي في الكتابة؟ أصدرت مجموعة قصصية وستة دواوين شعرية .. 1- مجموعة قصصية بعنوان : "احتراق حافّات الروح" عام 1997 في ستوكهولم.- وهناك مجموعة قصصية مخطوطة، تتناول مواضيع كوميدية ساخرة، في طريقها إلى النور. - أسّست دار نشر خاصّة في ستوكهولم عام 1998، وأصدرتُ عبر الدار الدواوين التالية: 1 ـ "روحي شراعٌ مسافر"، شعر، بالعربيّة والسويدية ـ ستوكهولم 1998 2 ـ "حصار الأطفال .. قباحات آخر زمان!" ـ شعر ـ ستوكهولم 1999 3 ـ "ذاكرتي مفروشة بالبكاء" ـ قصائد ـ ستوكهولم 2000 4 ـ "السلام أعمق من البحار" ـ شعر ـ ستوكهولم 2000 5 ـ "طقوس فرحي"، قصائد ـ بالعربيّة والسويديّة ـ ستوكهولم 2000 6 ـ "الإنسان ـ الأرض، جنون الصولجان" ـ شعر ـ ستوكهولم 2000 - أعمل على نصّ مفتوح ، "أنشودة الحياة"، قصيدة شعرية ذات نَفَس ملحمي، طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط بنفس الوقت مع الأجزاء اللاحقة، أنجزت حتّى الآن الجزء العاشر، ما يعادل (ألف صفحة) من القطع المتوسِّط!، وأعمل على الجزء الحادي عشر، يتناول النص قضايا إنسانية وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان كمحور لبناء هذا النصّ. - تمّ تحويل الجزء الأوّل من أنشودة الحياة إلى سيناريو لفيلم سينمائي طويل من قبل المخرج والسيناريست اليمني حميد عقبي وقدّم السيناريو كإحدى محاور رسالة الماجستير في إحدى جامعات باريس .. ـ هناك نصوص أدبية نثرية سردية نُشرت بالصحافة الورقية والألكترونية تتأرجح ما بين الشعر والسرد في طريقها إلى النوّر. ـ لدي مقالات متنوعة نشرت أغلبها عبر بعض الصحف والمواقع الألكترونيّة. ـ حوارات أُجْرِيَتْ معي وأجريتها مع غيري من الكتاب والشعراء والشاعرات والفنانين نشرتها عبر الشبكة والصحافة الورقية. ـ دراسات متفرقة، أهمها دراسة موسعة عن دواوين الأب يوسف سعيد منشورة في موقع جهة الشعر ومواقع أخرى. مشروعي في الكتابة على المدى القريب والبعيد، هو التفرُّغ للكتابة بشكل كامل، وانجاز ما تبقَّى من نص أنشودة الحياة، ثم الوقوف مليَّاً عند كتابة نصوص روائية، لأن نفسي طويل ويجمح نحو الكتابة الروائية، ولدي توجّه لكتابة قصص قصيرة كوميدية فكاهية درامية ساخرة للشاشة الفضية الصغيرة، وقد أنجزت بعض القصص (ولم أنشرها نهائياً حتى الآن)، لأنني كتبتها خصيصاً للتلفزيون، وبصدد كتابة قصص أخرى ومن ثم تقديمها للجهات المعنية بهذا الفن الرفيع، لتحويلها إلى الشَّاشة الصغيرة! 12.هل لديك قائمة بأسماء الكتاب والشعراء السريان، كيفيّة علاقتك معهم، وكيف تصنِّفهم؟ نعم لدي تواصل وعلاقة طيبة مع أغلب الكتاب والكاتبات السريان وغير السريان، كما لدي تواصل عبر الشبكة العنكبوتية مع مئات الشعراء والشاعرات والمبدعين والصحافيين، وأغلبهم من غير السريان، لأنني لا أتوقف عند الكاتب أو الشاعر السرياني فقط، وأنا أنظر إلى الشاعر كشاعر بغض النظر عن كونه سرياني أو آشوري أو عربي أو كردي أو فارسي أو تركي، شرقي أو غربي، ما يهمُّني هو إبداع الشاعر، إبداع المبدع، وليس عرقه وجنسه وقوميته، ولا يستهويني نهائياً التصنيف القطري والقومي والعرقي والمتفرعات الأخرى، بقدر ما يهمُّني الإنسان كإنسان، ولستُ هنا في وارد تصنيف أو تقييم أي شاعر أو شاعرة أو أي مبدع آخر في أيِّ مجالٍ كان. 13.أعرفكَ كاتباً وشاعراً منذ زمنٍ بعيد، لكني تفاجأت مؤخراً أنَّكَ ترسم، حبذا لو تحدّثنا عن تجربتكَ في الرسم، منذ متى ترسم وكيف ترسم ولماذا ترسم؟ نعم، أنا نفسي تفاجأت أنني أرسم، ولكني بعد أن تمحَّصْتُ في تجربتي الغليانيّة اللونية، تبيَّنَ لي أنني كنتُ أرسم قبل أن أرسم، حيث انني كنتُ أخزّن منذ أيام الطفولة ألوان البراري الفسيحة التي عشتُ فيها، أقطف الزُّهور البرّية، ذاكرة معبّقة بألوان الحياة، وقد ظلَّت تلكَ الألوان معشَّشة بين جنبات الرُّوح إلى أن حان ميلاد ظهورها إلى النور، ومَن يقرأ نصوصي القصصية والشعرية، سيجد أنني رسمت مراراً من خلال الحرف والكلمة المندلقة من عبق الأزاهير، وتلألؤات نجيمات الصباح. وأنا أرى أن الرسم والشعر، كما قلتُ في لقاء تلفزيوني مع قناة عشتار، وجهان لعشقٍ واحد هو الإبداع! بدأت أرسم تخطيطات خفيفة منذ أكثر من عشرِ سنوات ونشرتها على أغلفة دواويني وفي داخل الدواوين على مرافيء بوح القصيدة، ثم بدأتُ أرسم لوحات تشكيلية بالاكريليك منذ عام 2004 حتى الآن، ولدي شغف كبير أن أكتب وأرسم، لأنني أرى أن الرَّسم هو الجزء المتمِّم للقصيدة التي لم أكتبها بعد، والقصيدة هي الجزء المتمِّم للوحة! 14.كل فنان له هدف معين وريشة معيَّنة يصقلها فكره، فهل هناك بصمة لصبري يوسف وهل نستطيع أن نسمِّيها بصمة يوسفية خاصَّة؟ نعم، كل فنَّان له هدف وأسلوب معيَّن في الرَّسم، من جهتي لا أفكر نهائياً فيما إذا سيكون لديّ بصمة يوسفية خاصة أو لا، لأن ما أفكر به الآن في هذه المرحلة هو أن الرسم كحالة إبداعية يمنحني متعة لذيذة ومنعشة لحظة ولادة اللوحة وهي حالة انتعاشية تتماهى مع عوالم ولادات القصائد، وبعد أن أمرّ في تجربة طويلة، سيأتي بعدها دور النقَّاد ومَن لهم باع كبير في مجال الفن والنَّقد الفنِّي، ليقولوا كلمتهم في لوحتي، فأنا أكتفي بالمتعة التي تصاحبني لحظة ولادة العوالم اللَّونية. 15.ما هو هدفك من وراء الرَّسم، هل ضاقت بكَ الكلمة فلجأتَ إلى الرَّسم؟ هدفي من الرَّسم هو المتعة كما قلت آنفاً، أرسم لأنني أتمتّع جدّاً أثناء اللعب بالألوان واكتشاف عوالم لونية جديدة، تبهجني ألوان اللَّوحة، تناغماتها، هي أشبه ما تكون قصائد شعرية منبعثة من حنين الروح إلى قبة السماء، لا أرسم لأن الكلمة ضاقت بي، بالعكس لأن الكلمة تمنحني وهجاً مجنّحاً وتحرِّضني على عبور عوالم اللون لعلِّي أنسج بهجة القصيدة فوق خميلة اللون، فكم من مرة كنتُ أرسمُ ، وفجأة توقَّفتُ وبدأتُ أكتبُ نصاً شعرياً، أو أتممُ نصاً عشقياً، أو كنتُ أكتبُ نصاً وتوقَّفتُ فجأةً وبدأتُ أرسم ما تبقَّى من شهيق القصيدة عبر اللَّون، وهكذا القصيدة واللَّون خيطان منعشان لتجلِّيات الإبداع. 16.هل شاركت بمعارض فنِّية، متى وأين؟ نعم شاركت في معرض فردي وفي معرض مشترك في ستوكهولم في غاليري الفنان ابراهيم قطّو مع مجموعة من الفنَّانين، كما قدَّمتُ ثلاثة معارض فردية في المنزل، عرضت خلال كل معرض من المعارض التي أقمتها في المنزل أكثر من مائة وخمسين لوحة. 17.كيف تقيِّم فن الرَّسم بشكل عام عند الفنانين السريان؟ هناك الكثير من الفنانين الذين برزوا وقدَّموا الكثير عبر مسيرتهم الفنية ولستُ في موقع تقييم تجاربهم الفنية، ويستحسن أن يوجّه هذا السُّؤال إلى نقَّاد فنيين مهتمين ومتخصصين بهذا الجانب. 18.هل لديك إطلاع على تجارب أهم الفنانين السريان، ومن هم الأكثر إبداعاً برأيك؟ لا ليس لدي إطلاع على تجارب الفنانين السريان بشكل عام، ولكن لدي تواصل وإطلاع على تجارب بعض الفنانين التشكيليين البارزين كالفنان كبرئيل ابراهيم، والفنان يعقوب ابراهيم، والفنان عمر اسحق، والفنان جاك إيليا، والفنان النحّات عبدالأحد برصوم والفنان طليع صليبا، والفنان الكبير يوسف عبدلكي الذي حقَّق حضوراً وشهرة كبيرة في باريس والغرب والشرق أيضاً، والفنان التشكيلي حنا الحائك الذي حقَّق هو الآخر حضوراً وشهرة في السويد وخارج السويد، والفنَّان والنحّات المعروف نينوس شمّو الذي يستوحي لوحاته البديعة ومنحوتاته من التراث والتاريخ، كما حقَّق الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي ابراهيم قطّو شهرة كبيرة من خلال فوزه بالجائزة الذهبية العالمية في التصوير الفوتوغرافي، فحصل على لقب الفنّان الماستر بجدارة. وهناك من شقَّ طريقه من الفنَّانين في الرَّسم على النحاس أمثال الفنان أفرام عازري، والفنان جان ستيفو، ومَن اهتم برسم البورتريه كالفنان سردانابال أسعد، ومن اهتم بالنحت كالنحّات جبرائيل كارات وغيره، وهناك من اهتم برسم الايقونة كالفنان المعروف جوزيف آحو والفنان يعقوب بلقو، وبرزت مؤخراً الفنانة سميرة إيليا ترسم لوحاتها بحميمية دافئة، وتنمُّ عن موهبة واعدة . وهناك الكثير من الفنانين في الوطن الأم وبلاد المهجر لهم حضورهم وبصمتهم، ويصعب الوقوف عندهم بهذه العجالة. 19.هل لك علاقات مع مؤسساتنا الثقافية والأدبية السريانية؟ وما هي المؤسَّسات التي تتعامل معها؟ وكيف تقيِّم أعمالها وبرامجها في السويد وفي العالم؟ لم أجد في مملكة السويد مؤسسة واحدة من مؤسساتنا لها علاقة بالثقافة والأدب والفن بشكل فعّال وهادف وجاد، لهذا ليس لدي علاقة وطيدة مع مؤسَّساتنا! لأنها لا تولي أية اهتمامات بالفن، فلم أجد فناناً أو كاتباً أو مبدعاً في مجال ما، نال التشجيع والدعم والمساندة من قبل مؤسَّساتنا، لا بل تبدو لي أحياناً أنها تتغافل طاقات المبدعين والمبدعات! أين هي مؤسساتنا التي ترعى الأماسي الشعرية والمعارض الفنّية والعروض المسرحية والندوات الأدبية والثقافية؟! لدي الكثير ممَّا أقوله لمؤسَّساتنا في هذا السياق، ولكن يبدو لي أن مؤسَّساتنا منهمكة بقضايا أخرى، ولا تتقبَّل النقد البنّاء، ولا تنهج منهج التطوير والتغيير والتنوير، ولا تنوي أن تركِّز على الجانب الفني والثقافي والأدبي. 20.أنت عملت في التلفزيون السرياني سورويو تي في، متى عملتَ فيه ولماذا توقَّفتَ عن العمل فيه؟ نعم، اشتغلت في صورويو تي في، بدعوة من الملفونو يوسف بيت طورو، وكان قد التقاني قبل أن يكون لدينا فضائية بسنين، في إحدى الندوات السريانية في ستوكهولم، بعد أن وجّهتُ بعض الانتقادات والمقترحات البنّاءة إلى الذين قادوا الندوة، وشدَّدت في حينها على ضرورة أن يكون لدينا فضائية سريانية خاصَّة بنا، وأيضاً أكَّدت على ضرورة الاهتمام بالموسيقى والفن والمعارض والمسرح والسينما والأدب والثقافة ودور النشر على أن تكون خاصة بنا، لا أن نركّز على مؤسَّسات تنطح بعضها بعضاً، وتعارض بعضها بعضاً، وبعد المحاضرة تقدَّم نحوي الملفونو يوسف بيت طورو وقدَّم نفسه إلي، فقلت له أعرفك يا عزيزي يوسف من خلال برامجك في الفضائية الكردية ميد تي في، فقال فعلاً اشتغلت في القسم السرياني في الميد تي في، ولكننا نريد أن نؤسس فضائية سريانية تخصنا، لهذا نحتاج إلى الامكانيات التي عندك في القسم العربي، فزوَّدته بإرقام هواتفي، وبعد حوالي سنة اتصل معي كي يلتقيني في منزلي، بلّغت الصديق الفنان كبرئيل ابراهيم عن الموعد كي يحضر اللقاء، وفعلاً جاء على الموعد وقد صوَّر اللقاء الصديق كبرئيل على كاميرة الفيديو الخاصة به، وبلَّغني بيت طورو أنه قد تمَّ شراء مقر الفضائية، وهم بصدد شراء أجهزة التكنيك، وأكَّد لي أنهم بحاجة إليَّ كي أعمل معهم في القسم العربي جنباً إلى جنب مع من لديه كفاءات في هذا المجال. ثمَّ اتصل معي بعد فترة قائلاً أن تجهيزات التكنيك وكل ما يتعلق بالفضائية جاهز، وهم بصدد البث التجريبي قريباً، ودعاني إلى مقرَّ الفضائية لترتيبات البدء بالعمل! ذهبت أنا والصديق كبرئيل، وقال لي بيت طورو، أننا نقوم بتسجيلات تجريبية داخل الاستوديو لنعرف مدى إمكانية كل واحد منكم، فما رأيك ملفونو؟ فأبديت استعدادي لتسجيل حلقة تجريبية كاختبار لنا، فقلت له ما رأيكَ أن أجري حواراً تجريبياً مع كابي كفنان تشكيلي، فقال من دون تحضير، فقلت له يوجد لدي أسئلة كنتُ قد حضّرتها له لحوار صحافي، فلا بأس أن أعتبرها لحوار تلفزيوني، فأبدى كابي استعداده وبيت طورو موافقته! بدأت التسجيل مباشرةً، قدَّمت كابي كفنان وبدأتُ بحواري على مدى نصف ساعة، وأقفلت البرنامج وشكرت الجمهور والضيف، مركِّزاً على توزيع الوقت والحوار والتقديم واقفال البرنامج، جاء بيت طورو من غرفة الكونترول قائلاً، أنني شاهدتُ التسجيل من غرفة الكونترول وشعرتُ كأنني أحضر برنامجاً على قناة العربية أو الجزيرة! سلَّمت عليه وقلت له، أنا لدي الاستعداد العمل معكم، ما هي شروطكم وعلى أي أساس سأعمل؟! قال لي، في البداية لا يوجد لدينا أية إمكانية أن نقدِّم لكَ أجراً مقابل البرنامج الذي تقدمه، فقلت له ماذا تقصد؟ فقال لي بعد سنة ممكن أن نقدِّم لكَ راتباً مقابل عملكَ، وهكذا بدأتُ العمل على هذا الأساس، وقد كنتُ أوَّل مَن ظهر على الشاشة الفضية السريانية (صورويو تي في) في القسم العربي، وقدَّمتُ 22 برنامجاً حوارياً بعنوان بطاقات ثقافية، والذي حصل أنني إشتغلت قرابة ثمانية شهور ثم توقفت عن العمل، لأنني عرضت عليهم أن أتفرغ للعمل بعد مضي سنة، ولكني لم أتلقَّ منهم أي ردّ إيجابي، حيث كانوا على ما يبدو يريدون أن أعمل معهم مجاناً إلى أجل غير مسمَّى، وربما هناك آلاف الناس والمتابعين يتساءلوا قائلين ولِمَ لا تعمل مع فضائية تخصُّ شعبك مجاناً حتى ولو إلى الأبد؟ الجواب، ولماذا لا يكون منبر شعبي مثل منابر الكون يتألف من كادر يتمتَّع بحرفية عالية كي يقدِّم أفضل البرامج والحوارات والمعلومات والغناء والموسيقى والبرامج الترفيهية والفنية والإبداعية والمنوعات، وبأجور تليق بمدراء البرامج، وتليق البرامج وكل ما يُبث بالجمهور. انتظرتُ ولم أتلقَّ ردَّاً منهم، ثم عرضتُ عليهم أن مكتب العمل يدفع 85 بالمائة من راتبي والفضائية متكفلة بدفع 15 بالمائة ومع هذا لم يتمكَّنوا من تبنّي هذه الفرصة لأنهم وعلى حد قولهم أن هناك الكثيرين ممن هم على هذه الصيغة عن طريق مكتب العمل فلا يوجد لديهم شاغر، وهكذا ودَّعتهم بكل مودة متمنِّياً لهم النجاح والانتشار الكبير. 21.كيف تقيم تلفزيوناتنا السريانية المتعددة، وبماذا تنصحهم؟ تلفزيوناتنا في بداياتها، لهذا تحتاج إلى كادر وحرفية، وإلى المزيد من الانفتاح والتعاون فيما بينهم وتقبل الرأي والرأي الآخر. ويستحسن أن تركِّزَ الفضائيات على المبدعين والفنانين والكتاب والشعراء والموسيقيين والمسرحيين والمثقفين والمختصين والسياسيين والمتفتحين كي يقدِّموا على الشاشة الصغيرة ما يُحتذى به. ولكي تواكب الفضائيات تطور العصر، عليها أن تركِّز على كادر حِرفي لكل برنامج من برامجها ومنوَّعاتها، خاصة ما يتعلق في البرامج الحوارية والثقافية والندوات. 22.ما هي الانجازات التي استطعتَ أن تخدم عبرها شعبنا السرياني من خلال قلمك وريشتك؟ لا أعلم فيما إذا شعبي يهتم بما أقدِّمه من انجازات، لأن نسبة كبيرة جدَّاً من شعبنا لا تهتم بالكتابة واللوحة والفن والإبداع، وما تعتبره ويعتبره الفنَّان أو الأديب إنجازاً، لا يعتبره الآخرون انجازاً مهمَّاً! عزيزي، كتبتُ قرابة عشرين كتاباً، أصدرت 7 كتب وهناك أكثر من 13 كتاباً مخطوطاً ومنشوراً عبر الشبكة العنكبوتية، قدَّمت هذا ليس لشعبي فقط بل للقارئ العزيز، كائناً مَن كان هذا القارئ، وأنا بدوري أتساءل، ماذا قدَّم شعبي مع كلّ مؤسَّساته وتياراته للمبدعين بشكل عام؟! 23.ما هو دور الكاتب والشاعر والفنان السرياني في توحيد الصف السرياني وتقوية اللوبي السرياني؟ لا يوجد له أي دور يستحق الذكر في توحيد الصف السرياني، لأن صوت المبدع مطموس، لا يصل إلى الشعب السرياني بشكل صحيح ودقيق وفعَّال، لأن المؤسسات والمنابر نادراً ما تروِّج نتاج المبدعين، لهذا صوت المبدع ضعيف للغاية، ويكاد يكون معدوماً. أي لوبي سرياني تتحدَّث عنه يا صديقي؟ لنتصالح مع بعضنا بعضاً وبعدها نفكِّر بما يجول في خاطركَ من أحلامٍ لازوردية شفيفة وبديعة! 24.كيف ترى مستقبل السريان؟ لا أرى أيَّة مؤشرات تلوحُ في الأفق لبناء مستقبل السريان على الصعيد السرياني! لماذا؟ لأننا نمرُّ منذ زمنٍ بعيد في حالة خلخلة وتفتُّت، يغلب على توجّهاتنا الانقسام والتشرذم، ولا يوجد لنا قائد سياسي يقودنا إلى برِّ الأمان! وكل ما لدينا مجموعة من القادة الروحيين، وجلّ تفكيرهم ينصبُّ على أن تكنزَ الرعيَّة لها كنوزاً في السَّماء، وقد نسوا أننا بأمس الحاجة إلى ربّانٍ يقودُ سفينتنا من خضمِّ البحر إلى إخضرار الأرض، حيث ملايين السريان في انتظارِ عطاءٍ من أبهى أنواعِ العطاء. 25.ماذا تقول لأبناء شعبنا عن قضية أمتنا السريانية؟ أقول لهذا الشعب الذي كان له حضارة تضرب جذورها في أعماق التاريح والعطاء والإبداع، أنني حزين لما آلت إليه الأمور، حزين لواقع الحال حالكم، أقول لهذا الشعب لو تريد أن تنهض مثل سائر شعوب الدنيا عليك أن تمسك أيها الشعب في زمام الأمور. أقول له، قم أنهض وأسِّس أحزاباً ومؤسسات متفتحة الرُّؤى، تحمل برامج خلاقة وتتواصل مع باقي تيارات شعبنا، ومن خلال التواصل والتوحيد والتعاون فيما بيننا ممكن أن نحقق رويداً رويداً أهدافنا المنشودة. 26.ما هو دور الهجرة في مستقبل أمتنا السريانية؟ الهجرة جاءت تحصيل حاصل لواقع الحال حالنا، ويبدو واضحاً من خلال الهجرات التي تمت أننا غير مهتمين منذ زمنٍ بعيد في قضية أمتنا السريانية، لأننا شعب غير مسيَّس والاهتمام بالأمة يتطلب رؤية وتفكير سياسي وليس تفكيراً دينياً فقط، وعندما غاب الفكر السياسي في أغلب مراحل السريان، غاب الاهتمام بمصير الأمة وانحصر التركيز على مصير الطائفة السريانية، ويخيل للبعض أن كنيسة الطائفة السريانية حافظت على سريانيتنا وطائفتنا، بالفعل حافظت على الطائفة ولكنها قضت قضاءً مبرماً على الأمة السريانية، لأن الكنيسة لم تتبنَّ برنامجاً يصب بمصير الأمة بقدر ما كان تفكيرها منصبَّاً على الحفاظ على هذه الطقوس السريانية التي نردِّدها في الكنيسة منذ آلاف السنين دونَ أن يفهم أغلبنا معناها، لهذا عندما كان يهاجر أي مهاجر سرياني إلى بلاد الاغتراب، ما كان يقلقه أي شيء سوى أنه سيترك هذا الدير أو تلك الكنيسة، وما كان يفكر بأرضه وبيته وأهله بقدر ما كان يفكر بالكنيسة التي سيتركها خلف ظهره، ولو كان لديه منذ البدء برامج سياسية لما هاجر ولما سمحت له برامجه السياسية بالهجرة بهذا الشكل الاعتباطي، ومن هذا المنظور أقول أننا الآن أحوج ما نكون لتأسيس أحزاب وتنظيمات ومؤسسات كي نضع اللبنة الأولى لبناء مستقبل السريان، وإلا فإننا في طريقنا إلى الانقراض كأمة سريانية، ولكن ممكن أن نظل طائفة إلى أبد الآبدين طالما نستطيع أن ننقل الطقوس الكنسية من جيل إلى جيل ومن شماس إلى آخر، وهذا ممكن أن نحققه فيما لو أسسنا لنا أمة مبنية على مؤسسات، ولكن الطائفة مهما ظلت مستمرة لا يمكن أن يقوم لها قائمة وتحقق أهداف الشعب وتبني مؤسسات وتحقق طموحات الأمة بدون برامج سياسية وتنظيمات سياسية ومؤسسات علمانية مواكبة لتطورات ومستجدات العصر. هذه الأفكار أشبه ما تكون بأحلام، ولكن هكذا أحلام ممكن أن تتحقق عندما نسعى إلى تحقيقها. 27.كيف ترى دور مؤسَّسات ومنظمات شعبنا في القضية السريانية، وماذا تنصحهم بهذا الخصوص؟ لا أقول لهم أكثر مما قلته في سياق ردِّي على السؤال السابق، وأضيف مؤكِّداً لهذه المؤسَّسات والمشرفين على قيادتها، عليكم أن تسلِّموا قيادة المؤسَّسات للأجيال الصاعدة والواعدة وعليكم أن تتركوا للأجيال القادمة حرية اختيار كيفية توجيه المؤسَّسات، فيجب أن نغيِّر كل ما هو قديم بكل ما هو جديد وحديث لأن الأفكار العتيقة أصبحت عتيقة للغاية، ولا بدَّ من تجديدها فنحن أبناء اليوم ولا بدَّ من مجاراة متطلبات العصر والغد الآتي. 28.ماذا تقول عن تشكيل برلمان سرياني عالمي؟ وكيف ترى ذلك؟ لا أقول شيئاً، لأنَّه لا يمكن تشكيل أي برلمان بمعزل عن دولة، فهل للسريان دولة كي يتم تشكيل برلمان لها؟! لهذا لا نحتاج إلى برلمان بقدر ما نحتاج إلى المزيد من التعاون والتضامن والوحدة. 29.ما هي طموحاتك في المرحلة القادمة؟ طموحاتي كثيرة، رسم مئات اللَّوحات الجديدة، كتابة أعمال روائية، التفرغ للكتابة والفن ... ! 30.أخيراً، كيف تقيِّم موقعنا كولان سوريويي، وماذا تقول لأبناء أمتنا السريانية من خلال هذا الموقع ؟ موقع كلنا سريان موقع خاص بالسريان، فيه بعض المساهمات والفعاليات التي غالباً ما تصب في الجانب السرياني والديني، وقد حقَّق الموقع انتشاراً جيداً في فترة قصيرة بين أوساط بعض جالياتنا السريانية المنتشرة في أنحاء العالم، خاصة في زاوية التعازي والتهاني، وبعض الزوايا والأقسام المتعلقة بالهموم السريانية الأخرى، وهذه خطوة جيدة. من جهتي تستهويني الكتابة في مواقع أدبية وثقافية منفتحة على التعدُّدية الثقافية والفكرية، لأنني لا أكتب نصِّي للشعب السرياني فقط، بل لقارئ مهتم بالأدب والفن والثقافة والإبداع، لهذا أقول لقارئي كائناً مَن كان، أهلاً بكَ في موقع كولان سوريويي وفي كلِّ المواقع التي أكتب فيها، سواء كنتَ سريانياً آشوريِّاً كلدانياً، عربيَّاً، أرمنيِّاً، كرديِّاً، فارسيَّاً، تركياً، غربياً شرقياً. أجرى الحوار الدكتور جبرائيل شيعا عبر الانترنيت
ألمانيا: كانون الثاني 2010 التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 23-01-2010 الساعة 06:36 PM |
#2
|
||||
|
||||
رحلة شيّقة عبر أفكار و هموم شاعرنا الصديق المحب صبري يوسف. إنني استمتعت أيّما استمتاع بطريقة طرح الأسئلة التي جاءت وفق تحضير دقيق. أشكر الصديق دكتور جبرا على هذه الفكرة و هذا العمل الجميل الذي فتح علينا نوافذ كانت شبه غامضة من عالم صديقنا العزيز صبري. أتمنى لعزيزنا صبري كل الصحة و التوفيق ليقدم لنا المزيد من إبداعاته و من روح فكره و آرائه. قمتُ بتثبيت المقابلة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|