Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
لماذا صرتُ مسيحيّاً؟ و كيف آمنتُ؟ 2 بقلم: أثناسيوس الرسولي
لماذا صرتُ مسيحيّاً؟ و كيف آمنتُ؟ 2 بقلم: أثناسيوس الرسولي ذهبت إلى كنيسة كبرى أعرفها في مدينة كفر الدوار،وقابلت القمص:مينا منصور،وعرضت عليه رغبتي في أن أكون مسيحياً؛ فسألني عن السبب،فقلت له : أنني قد درست الكتاب المقدس
وقدمت له الأدلة بما كنت قد حفظته من معلومات عن المسيح،فأقتنع تماماً وأرسلني مع فراش الكنيسة إلى كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بأسبورتنج الإسكندرية،وهناك تقابلت مع كاهن الكنيسة وكان شابا رفيعا هادئا رقيقا يدعى القس:بيشوى كامل إسحاق ولما رآني سألني عن سبب حضوري إليه،فكلمته عن رغبتي في أن أكون مسيحياً،فسألني بفرح وقال: هل رأيت رؤيا؟ فقلت له: ما هي الرؤيا؟ قال:هل كنت تجلس بغرفتك ثم شاهدت شخصاً يرتدى ملابس بيضاء يهبط أمامك من سقف الغرفة ويكلمك؟! قلت : لا قال: لماذا تريد أن تكون مسيحيا؟ قلت:لأنني قد درست الكتاب المقدس،وآمنت بما قرأت قال:هل معك بطاقة شخصية؟ قلت:نعم ولما عرضتها عليه ، أخرج من جيبه مفكرة ووضع فيها أسمى وعنواني وقال لي : تعال لي هنا بعد ثلاثة أيام حتى أكون قد سألت عنك وأثناء خروجي من الكنيسة ، قلت لنفسي : أن هذا الكاهن لن يعمدني أبداً،لأنه سوف يسأل عنى القمص حنا) في بلدتي، وهو لن يقل له عنى كلمة طيبة واحدة ويعرف إنني متألق في الإجرام منذ طفولتي،وعندما سرقته قبل ذلك،قال عنى: إنني الفساد في البر والبحر والجو،وأينما كنت !!! وقلت في نفسي إن القمص حنا سوف يخبره كم من الشرور فعلتها بالمسيحيين في بلدتي،وهذا وحده كافيا لان يجعل القس بيشوى يكرهني ويرفض عمادي،وقررت الذهاب إلى كنيسة أخرى لتنفيذ خطتي، وذهبت إلى لصاً خطيراً يدعى رزق التركي)كان مسجوناً معي ويقيم في شقة فاخرة شارع بجوار الكنيسة،وكنت ضيفاً عليه وعلى زوجته الشهيرة في عالم الإجرام والجريمة وفى يوم ما كنت أتجول بالمنطقة،وسرت أمام الكنيسة لحظة خروج القس بيشوى منها، فنادى على وأخذني إلى داخل الكنيسة وهو فرحان كطفل،وقال لي: المسيح يحبك فقلت في داخلي: إن كان المسيح يحبني حقاً،يكون المسيح لا يعرفني مطلقا! ولم أصدق إن المسيح يحبني، لأني لا أحبه ولا أحب أحدا،ولا أحد يحبني ولما شعر إنني لا أصدق محبة المسيح لي،قال: أن المسيح يحب الخطاة الذين مثلنا فقلت له بدهشة : هل أنت كنت مسلماً وأصبحت قسا؟! فصمت لحظة؛ثم قال:لماذا قلت ذلك؟ قلت:لأنك قلت:إن المسيح يحب الخطاة الذين مثلنا فأغرقت عينيه بالدموع وقال: يا ليتني كنت مسلماً وآمنت بالمسيح حتى أتألم من أجله ثم قال: كلنا خطاة وأخذ يحدثني عن محبة المسيح الذي جاء ليخلص الخطاة الذين أولهم (هو) وكلمني عن محبة المسيح الخاصة إلى اللصوص،وكيف مات بدلا عن لص يدعى (بارا باس)؛ولماذا صلب مع اللصوص على الصليب وحدثني عن اللص الذي اعترف به على الصليب،في الوقت الذي أنكره فيه تلاميذه،وكيف دخل هذا اللص إلى الفردوس وكان ينطق كلمة لص ومحتال بطريقة تزعجني، فأردت إنهاء اللقاء وقلت له: هل سألت على؟ قال: نعم وقدم معلومات تؤكد انه يعرف عنى كل شىء،فأردت الخروج من الكنيسة قبل أن يطردني منها،ولكني فوجئت به يقول:المسيح يحبك،ويريدك ليظهر فيك عمل نعمته، وهذه قوته وأخذ يروى لي قصصا عن محتالين ولصوص وقتلة وزناة ومجرمين أحبهم المسيح،وهم أحبوا المسيح من كل قلوبهم وصاروا مسيحيين قديسين،وتكلم كثيرا عن إنسان كان أسود الوجه،وكان لصاً ومحتالا وزعيما لإحدى العصابات ثم صار مسيحيا قديسا يدعى القديس القوى الأنبا موسى الأسود ) وبعد أن أنهى كلامه أخذني من يدي وأراني كنبة (أريكة ) بغرفة داخل الكنيسة وقال لي: سوف تنام هنا وأعطاني الكتاب المقدس،وطلب منى أن اقرأ إنجيل القديس لوقا فقط؛وأعطاني كتابا بعنوان أسرار الكنيسة السبعة،وانصرف ونظرت إلى هذه الكنبة،فوجدت فوقها سجادة قديمة جدا تقوم بدور المرتبة وفوقها بطانية قديمة قذرة متآكلة الأطراف ومخدة (وسادة) قديمة يفوح منها روائح كريهة وبعد أن نمت فوقها فترة وجدت إن جسدي غير مستريح،ولما كشفت عن سقف الكنبة وجدت إنها خالية من بعض الألواح الخشبية ولذلك كنت أنام فترة،وأقوم فترة أخرى حتى ترتاح ضلوعي من الألم،وكنت استغل هذه الفترة في القراءة بهدوء في سكون الليل وفى الصباح الباكر جدا،وجدت القس بيشوى أمامي وأنا أقرأ إنجيل لوقا،فأبتسم فرحا وقال لي: هل نمت جيدا ؟ فقلت:لا،إنها كنبة متعبة قال:عليك أن تتعلم من الآن الاحتمال والصبر،وحياة الرضا،لان المسيحية آلام وقال أيضاً : إن الشياطين سوف تحاربك في فكرك،وحتى ينشغل فكرك سوف تكنس الكنيسة وأعطاني ملابس قذرة قديمة ممزقة لارتدائها أثناء العمل في الكنيسة وكانت صدمة مريعة لكرامتي التي كانت عالية ومنتفخة و تثور لأتفه الأسباب ولم يكتفي بذلك بل زاد في تعذيبي فكان يرسلني إلى كنائس ومكتبات وأنا احمل فوق كتفي كر تونة مليئة بكتاب قد ألفه هو أسمه صلاة يسوع )وكان يرسلني سيراً على أقدامى،ويقول لي : إنها فرصة جيدة حتى تحفظ المزامير أثناء الطريق ولما علم إن نقودي قد نفذت مني؛أعطاني جنيهاً لكي أتناول به طعامي وشرابي لمدة أسبوع وحدثني عن حياة الرضا والقناعة والتقشف وكانت الذات تصرخ في وتطالبني بالانتقام من هذا القس القاسى الذي يتفنن في عذابي بطرق متنوعة ولكني احتملت حتى أتمكن من خداعهم،واحصل على أموالهم،وأهرب من وجوههم،وكان القديس الراحل القمص بيشوى كامل يعطيني كل يوم كتابا مختلفا ويطلب منى قراءته،وتلخيصي له،وتعليقي عليه،وكان يعيين لي مزاميراً خاصة،وآيات معينه لحفظها وترديدها أمامه غيباً،هذا إلى جانب القراءة اليومية لانجيل القديس لوقا،وكنت قارئ جيد،سريع الفهم،قوى الذاكرة،أقبل على القراءة بشراهة ونفس مفتوحة، وكنت أول من يحضر القداسات في الكنيسة وآخر من يخرج حسب أوامره وكان ينظر إلى ليراني هل أنا موجودا في المكان الأخير الذي حدده لي أم لا ؟ وكان يرسل إلى شبانا مؤمنين يحدثونني عن المسيح،وكان يأخذني معه في جميع خدماته المختلفة ويدربني على الخدمة العملية،وكان يحدثني عن الصليب بحب وهيام وعشق وغرام حتى ظننت إن الصليب عشيقه !!! وبعد عدة شهور لاحظت إن بداخلي هدوء في قلبي وفرحا في نفسي وراحة في ضميري وسمواً في تفكيري. فلم أعد محباً للمال،وماتت في الرغبة في حصولي على الشنطة،وتلاشت أشواقي نحو كل ما كنت أحبه سابقا: وقامت في أشواق جديدة هي،محبة الصلاة والصوم،محبة قراءة الكتاب المقدس،محبة الترانيم،محبة حضور اجتماعات الكنيسة،وكنت أحزن حين انتهاء القداس؛وانتظر القداس القادم بشوق ولهفة وأصبحت شديد الإعجاب بالرب يسوع المسيح الذي ولد من العذراء القديسة الطاهرة مريم،بدون احتياج إلى بذرة حياة من رجل ما مثل كل المولودين فآمنت برسالته وصدقت محبته،حيث كان يطبق على نفسه ما كان يعلم به،قال أحبوا أعداءكم،ورأيته يحب أعدائه حتى الموت موت الصليب فلقد قال المسيح:اغفروا ؛ وغفر لصالبيه وهو ينزف دماً،طلب من كل من يريد أن يتبعه أن ينكر ذاته بعد أن أخلى هو ذاته،قال أعطوا،وأعطى نفسه،كان رحيما قبل أن ينادى بالرحمة ووديعا قبل أن يتحدث عن التواضع،ومحبا قبل أن يطالب بالمحبة،وقدوسا قبل أن ينادى بالقداسة وأصبحت مبهوراً بهذا المسيح العجيب الذي غير نظرتي للحياة وكثف القديس الراحل من إرشاداته لي،وسمح لي بقراءة إنجيل يوحنا،الذي من شدة محبتي له حفظت منه الإصحاحات الثلاثة الأولى عن ظهر قلب،وأعطاني كتبا عن أبطال الإيمان،وكتبا عن حياة الطهارة، وكتبا عن الذات وصلب الذات وحمل الصليب ومن العجيب إنني قد أحببت الصليب جداً بقدر ما كنت أكرهه جداً،وحملت على صدري ميدالية كبيرة بها صورة الرب يسوع المسيح مصلوبا لقائي بالقديس البابا كيرلس وفى يوم ما طلب منى القديس الراحل القمص بيشوى كامل،مرافقة معلم الكنيسة ويدعى: ( بطرس حنا ) إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية،وهناك رأيت القديس الراحل البطريرك : البابا كيرلس السادس واقفا ببساطة واتضاع،وأمامه (طابورا) من الرجال والسيدات وكان كل من يقف أمامه ينحني له ويقبل يده،فخرجت من الطابور،واقتربت منه حتى أرى أفضل وقد لاحظت إن عيون قداسة البابا تنظر إليّ بشدة، ثم فوجئت به بشير بيده نحوي ويقول : يا زكريا تعالى عندي !!! فقلت في داخلي:إن المعلم بطرس حنا هو الذي اخبره بأسمى. فنظرت إلى من يقف أمامه فوجدته رجلا آخر،ثم نظرت إلى (الطابور) فوجدت المعلم بعيدا،فاندهشت، وذهبت إليه،وفوجئت به : يحتضنني ويضمني إلى صدره بحب وفرح وسعادة كأني حبيب له لم يراه منذ سنوات ثم وضع صليبه على رأسي وصلى باللغة القبطية البابا كيرلس السادس يدهن زكريا بالميرون المقدس !!! ثم قال لي قداسة البابا ثلاث مرات:المسيح يحبك وفى كل مره كنت أشعر إن محبة المسيح تنسكب في قلبي بغنى للتمتع وببراءة شديدة ضحك كطفلاً صغيراً بريئاً ممتلئاً بالسعادة وقال لي: أنت اللص الذي سرق ملكوت السموات !! وأخذ يضحك مع نفسه،وكان بعينيه بريقا لامعا،ثم اخرج زجاجة بها زيتاً كان يأخذ منها بإصبعه ويرسم بها صلبانا على أماكن متفرقة في وجهي ورأسي ويدي ورقبتي وجسدي،وكان يقول كلاما لا أفهمه وفى النهاية شعرت بالبهجة والسعادة والفرح والراحة زكريا ينال سر المعمودية وينضم إلى الكنيسة المنتصرة وبينما كنت أمسك يد المعلم لكي أسير به لأنه فاقداً لبصره،اكتشف أن في معصم يدي مادة سائلة،فسألني عن مصدرها،فقلت له إن قداسة البابا قد (مسحني) بها،فأرتبك وتغير صوته،وأخذ يسألني عن الأماكن التي مسحنى فيها،وكنت أحددها له ثم قال بدهشة: انه زيت الميرون وطلب منى عدم مغادرة الكنيسة،وعرض على القديس الراحل كل ما سمعه،ثم طلبني القديس الراحل وأخذ يطرح الأسئلة: ماذا قال لك البابا ؟ وماذا فعل ؟ وماذا قلت ؟ وبماذا شعرت ؟ ثم كشف عن الأماكن ورأى آثار الزيت عليها ثم قال لمن حوله : املئوا جرن المعمودية بالماء والتفت إلى وقال : سوف تتعمد وتصبح من الآن مسيحياً تشهد للمسيح وأخذني إلى الهيكل،وخلعت كل ملابسي ونزلت عرياناً في مكان ضيق به ماء،وكان يقول كلاماً من كتاب في يده وهو يضع الماء على رأسي في المرات الثلاثة،ثم خرجت من الماء وأخذ يدهنني بالزيت في أماكن متفرقة من جسدي،ويقول كلاما يجعلني أردده من بعده وكان هذا يوم الأربعاء 4-1- 1961 يتبع التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 25-04-2010 الساعة 09:30 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|