ألم الأقدار !!

[الياس زاديكه]

ألم الأقدار !!
سبحانك ربي خلقت كل شيء كالطفل الرضيع يكبر مع الأيام وينمو ويزدهر ومن ثم يتلاشى . فقط الحزن خلقته كبيرا فوق طاقتنا وماردا جبار وهو الوحيد الذي يصغر مع مرور الأيام ويصب في عالم النسيان . عندما نفقد عزيزا أو حبيبا على قلوبنا إن كان بحادث أو بمرض أو بموت طبيعي نفقد السيطرة على أنفسنا ونستسلم للحزن والكآبة ويسود عالمنا الظلام وكأن الدنيا طبقت علينا من كل الجهات ونعتقد بأننا نحن فقط من يعاقبنا الله بهذه المصائب بينما يجب ألا ننسى بأنها سنة الحياة وكما نفرح عندما يعطينا الرب من أنعامه هكذا يجب أن نتقبل منه مايأخذه مننا إن كان برضانا أم غير هذا .
سرعان ماتشرق شمس جديدة بحياتنا وتغير مجرى حياتنا وننسى ماكان أسمه حزنا ونعود لواقعنا ونراجع أنفسنا بأننا كنا نعيش وهما من الحزن الذي كاد أن يضمر كل شيء جميل في عالمنا .
الحياة لابد أن تسير وتأخذ مجراها الطبيعي إن كنا محزونيين أم فرحانيين . ولاننسى بأن الرب وضع في طريق الأنسان الموت والحزن كي نتعلم المعاملة مع الناس ونفهم بأن كل شيء قابل للزوال .
إنهالت على رؤوس آل زاديكه خلال شهرين مصيبتين تنهار أمامها الجبال الراسخة فقدان عامودين من عواميد وآساس عائلة زاديكه وهما في ريعان الشباب المرحوم أبن عمي الشاب عزيز حنا زاديكه الذي لم يتجاوز عمره على 52 عاما ووردتنا الفواحة التي قطفها القدر من حدائقنا داني فوزي زاديكه بحادث مؤلم وهو بعمر لايتجاوز 28 عاما رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته .
لكن رغم هذه المآسي والمصائب إيمان آل زاديكه برب العالمين زادهم قوة وإيمانا بمن هو المسؤول على هذا الكون الوسيع وأستقبلوا تلك العطايا من الرب بصدر رحب فلتكن مشيئتك يالله ونحمدك ربي على كل عطاياك .
يجب ألا نستسلم لمرارة الأيام ولابد أن نعلم وراء كل حزن فرح ووراء مصيبة فرج ولابد للشمس أن تشرق من جديد إنا لله وإنا إليه لراجعون !

تقديري ومحبتي
الياس زاديكه