Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الملاك الثائر جبران خليل جبران. شعر: فؤاد زاديكه
الملاك الثائر
جبران خليل جبران يا ملاكاً أنعشَ الدنيا نشيدَا و اصطفى النايَ، لكي يرقى قصيدَا أيُّ إكسيرٍ روى الأشعارَ طَلاًّ ساقياً نظمَ القوافي ما أُريدَ؟ أورقَ الصفصافَ في غاباتِ عشقٍ ينتشي ظِلٌّ، تعدّاهُ بعيدَا و ارتقى بالسّروِ و الإبداعُ حرفٌ خالدُ الأفكارِ، مُخْضَرٌّ وَريدَا. إحتفى بالنّايِ و النّايُ الغِناءُ مُطْلِقاً أسرارَهُ، تَرقى خُلُودَا في أنينٍ ساحرٍ عَذْبِ المعاني لَيّنِ الألفاظِ لا يَفْنَى وُجُودَا إبتنى بالغابِ داراً ليس قصراً من أماني شاعرٍ فَلَّتْ حَديدَا فَلسفاتُ الكونِ زادَتْهُ انتشاءًا فاغتنى فِكْراً و إبداعاً جَديدَا عَطّرَتْ أنفاسَهُ زهراً بَديعاً لَوّنَتْ لوحاتِهِ سحراً فَريداً خَلّدَتْ آثارَهُ فَنّاً و شِعْراً فلسفاتٌ كوّنتْ هذا الوليدَ. إنْ بغاباتٍ ذراعاها ترامتْ فوقَ صدرِ الكونِ تستجلي صمُودَا أو عناقيدٍ، سكونُ الليلِ أثرى قَطرُهُ جَفْنَاتِها، استرختْ سُجُودَا. يا ملاكاً ثائراً حُرّاً تصدَّى لا بتزازِ الدينِ، لم يقبَلْ بَلِيدَا واجهَ التجّارَ باسمِ الدّينِ فَضحاً كاد أن يقضي كَمَرْدُودٍ شَهِيدَا لم يَخَفْ يوماً لأنَّ الفكرَ حرٌّ ليس يرضى مُطلَقاً إنْ شُدَّ قَيْدَا حَطَّمَ الأغلالَ إبداعاً جريئاً أذهلَ الإنسانَ فينا و الوُجُودَ لم يرَ الإنسانَ مخلوقاً ضعيفاً لم يرَ في الناسِ أسياداً، عَبيدَا. يا ملاكاً قد نصبتَ الخيرَ شَرْعاً حامِلاً حُسْنَ النوايا و المَجِيدَ اتّخذتَ الغابَ مِنْ دونِ القُصورِ و التحفتَ الغيمَ سِتراً كي تزيدَ منْ عطاءِ السّحرِ إبداعاً رشيقاً أطلقَ التعبيرَ موصوفاً جديدَا فانبرى يحلو كلامٌ فلسفيٌّ في غنى الأفكارِ يتلوها نشيدَا. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|