Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مشكلة المسلمين بقلم: فؤاد زاديكه
مشكلة المسلمين بقلم: فؤاد زاديكه إن مشكلة بعض المسلمين أو لنقل المتأسلمين، هي أنهم يتمترسون خلف الدين و حين تطرح فكرة حرة تتعارض مع نصوصهم الجامدة و غير المنطقية و لا المعقولة و المتحجرة فإنهم يحاولون جهدهم حشرك في زاوية دينية و اتهامك بأنك تشتم دينهم. يحشرون الدين في كل صغيرة و كبيرة و يريدون أسلمة سلوكياتنا و أفكارنا و أحلامنا لن أتوانى في فضح كل فكرة متخلفة و متعصبة و غير منطقية و إلا فما مهمة العقل؟ و ما عمل القلم؟ هل خلقا للخضوع و لإحالتهم على الرف أو الالقاء بهم في المتاحف؟ لكل مسلم و غير مسلم أقول: عندما تشعرون بأن ما ننشره من مصادركم مخزٍ لكم و تخجلون منه، فلا عليكم أن تلومونا، بل أن تلوموا نصوصكم، و أكثر هذه النصوص لا يمكن تبرير استمرار العمل بها لأنها لم تعد صالحة، و مهما حاول البعض الدفاع عنها و زخرفتها و تلميعها و إعطاء أسباب و مبررات لوجودها، فإن أكثرها غير مقنع أو لا يمت إلى الفكرة بصلة. هناك أسلوب لدى هؤلاء فإما أن توافقهم على فكرتهم، و إما أنهم سوف يتهمونك بسب دينهم و الإساءة إليه، و من ثم يوسعون دائرة هجومهم لتصير عليك شخصيا، أي محاولة شخصنة الموضوع في محاولة يائسة للتغطية على إفلاسهم الفكري في الرد و تقديم الحجة و الدليل و البرهان. و بعد هذا يحاولون شتمك بما تعلموه من تراثهم و من ثم يشهّرون بك على أنك شخص عنصري و حاقد و تنشر فكر التعصب الديني. و أقلها أنهم يكفّرونك و يخوّنونك و يلصقون بك صفات و اتهامات معظمها موجود في حياتهم العملية و في ممارساتهم مع الآخرين. عندما لا تملك القدرة على النقاش فلا تقحم نفسك به، و متى أقحمت نفسك به، فعليك أن تظلّ ضمن حدود الفكرة المطروحة و لا تقفز إلى فكرة أو أفكار أخرى للتوهان و بقصد الهروب من الفكرة، و معظم الأحيان يقفزون إلى مواضيع لا تمتّ بأية صلة إلى الفكرة التي تم عرضها. أعتقد بأن العقل هو زينة الإنسان و من خلال نوره يستطيع الإنسان رؤية الصالح من الطالح و تمييز الصائب من الخائب. لم يخلق العقل ليبقى جامدا و يخضع بالتالي لمليات ابتزاز ترهيب فكري لثنيه عن التفكير و العمل، أما اللسان و هو عنصر النطق فلا يجدر بك أن تتركه صامتا في حالة خمول، لأنه سيصبح مع الزمن عسير النطق! منذ ظهور حركات التحرر الفكرية و التي قادها أعلام عرب و غير عرب، وجب على كل عاقل و حر و مفكر أن يستخدم عقله و يشارك في النهضة التحررية الفكرية، لأنه واجب ضميري و أخلاقي. لهذا فإنني لا أستغرب أبدا تعرضي لمحاولات التهجم غير المبرر كلما طرحت موضوعا له هدف إنساني نبيل كالدفاع عن حقوق المرأة أو عن حرية الرأي و المعتقد أو فضح بعض الأفكار الأصولية العنصرية التي تخرّب المجتمعات، لأن مثل هذه الخفافيش المهاجمة تخشى على فضح فكرها الجاهل و المتخلف و الجامد. و من المثير للسخرية أن بعضهم يزعم أنه يدافع بهذا عن الله، هل الله بحاجة إلى أن يدافع عنه البشر؟ إذا كان كذلك فهو ضعيف و لا يستحق أن يعبده الناس. الله يرى و يسمع و ليس بحاجة للبشر كي يدافعوا عنه. ثم إنني كشخص أنشر بحرية و لذا فلا أحب أن يأتي شخص ما هنا ليقول لي هذا ممنوع و هذا مسموح. لا حياء في العلم و أنا أقدس حرية الفكر و الرأي و أحترم الآراء الأخرى عندما تكون قادرة على التعاطي المسؤول مع لغة الحوار المتحضرة لا التهجم على شخصية المحاور لضعف حجة الطرف الآخر أو اتهامه بالكفر و معاداة الأديان. الفكرة بالفكرة و الرأي بالرأي أما الإقصاء و لغة التخوين فهذه لا تعجبني لأني لا أسلك سبيلها. أنا صريح و واضح عندما أطرح أية فكرة أعرضها للنقاش فهي ليست منزلة و لا مقدسة أولا يجب المساس بها متى ثبت بطلانها بالحوار فأهلا و سهلا، و هذا ينطبق على الجميع بدون استثناء. على ضوء هذا التوضيح و هذه الرؤية أستطيع المشاركة و لي الشرف أن تتفاعل أفكاري مع أفكار الغير في جو ديمقراطي و حر نتعلّم من خلاله ممارسة العمل الديمقراطي الذي حرمنا منه طول هذه السنوات و لم نتعلّم ممارسته في البيت و لا في الأسرة فكيف بالمجتمع و على صعيد الوطن؟. ديمقراطية الفكرة و الرؤية و معالجة الرأي بالرأي الآخر هذا ما أراه ناجعا يفيد الجميع. و كلنا تلاميذ علم و معرفة في الحياة هذه المدرسة الواسعة و الغنية، علينا أن نستفيد من خبرات و تجارب بعضنا لنغني معارفنا فهي سلاحنا في مواجهة مصاعب الحياة و أمورها و قضايانا الهامة و المصيرية. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|