Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
إلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق؟ بقلم: فؤاد زاديكه
إلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق؟ بقلم: فؤاد زاديكه إنّ أمريكا تسعى إلى خلق بؤر متفجرة في كل مكان من العالم العربي كي لا تستقر الأوضاع و لا تهدأ الأمور, بل تبقى هناك صراعات و حروب و مشاكل تسيطر على هم المواطن, فلا يعودُ يفكر بطعامه و شرابه لأن الأمن هو الأولى من لقمة العيش. أظن بأن أمريكا و غيرها من الدول نجحت إلى حد كبير بخلق ظروف لحصول مثل هذه الانفجارات غير المنفجرة حينا و المنفجرة أحيانا هنا و هناك. لهذا نراها تدعم الإخوان في مصر حتى بالمال كي ينقسم المجتمع المصري و تتعمق الخلافات و تتيه البوصلة. و هكذا فعلت في تونس و في ليبيا و في العراق التي سلمتها إلى إيران على طبق من ذهب, لم يكن النظام الإيراني يحلم بيوم من الأيام أن تصير له هذه الميزة في العراق. أمثال المالكي و مرسي و المرزوقي و بشار و غيره لا يشكلون خطورة على المجتمعات الغربية و أمريكا التي تغضّ الطرف عن جميع تجاوزاتهم و ظلمهم و عدم إيمانهم بالحرية و لا بالديمقراطية, بما فيها أيضا دول الخليج و على رأسها السعودية و قطر و البحرين و الإمارات و غيرها, فهي أداوت طيّعة بيد أمريكا و الغرب. كل ما نسمعه من تصريحات من هذا المسؤول العربي أو ذاك ما هو إلا كذب و خداع و نفاق و ضحك على العقول. أمريكا و إسرائيل تخططان معا لآفاق بعيدة مستقبلية و لرؤى قد لا يعرفها العرب إلاّ بعد مائة سنة. إنّ أمن إسرائيل هو حجر الزاوية في كل تحرك أمريكي, فبعد القضاء على النظام الشيوعي في روسيا و أخواتها من بلدان الكتلة الشرقية ظهر على الساحة عدو جديد و خطر جديد و هو الإرهاب فتوجهت إليه جميع الأنظار, و حطّت على شواطئه كل سفن العداء و النقد و التعرية الإعلامية و التضخيم الواجب لكي يتم خلق المبرر للقضاء على هذا البعبع الكبير و المخيف للدول الديمقراطية و الحرة. يجب أن نكون منطقيين و إلا فلن نكون قادرين على فهم ما يجري من حولنا. أمريكا و إسرائيل و من خلفهما الغرب تلعبان بالعالم العربي كما يلعب القط بالفأر, فهما تعلمان أماكن الضعف و المواضع التي يمكن منها خلق البؤر الساخنة و هما تتفرجان على جميع ما يجري بحيث أنها تحرك هذه الدمى كما ترتأي. و حين يستفحل الخطر و تخشى أمريكا و إسرائيل من اتساع رقعة امتداده لتصل بخطورتها إلى مرحلة تشكيل خطورة على الأمن القومي لهما فهما تقومان بعمليات جراحية استئصالية محدودة بين الفينة و الفينة كي تبقي كلّ شيء تحت السيطرة. أمريكا و إسرائيل هما اللاعبان الرئيسان في كل هذه المنظومة و ليس روسيا و إيران اللتان تلعبان على فتات مائدة إسرائيل و أمريكا. من راقب و واكب محاولة تركيا بفك الحصار عن غزة و ما تبعه من رد إسرائيلي شرس على المحاولة التركية و ما آلت إليه الأمور, توهم أن حربا وشيكة الوقوع بين هاتين الدولتين الحليفتين لأمريكا, و سبق ذلك حرب إعلامية من الطرفين لكننا رأينا كيف أن أمريكا احتوت الموقف و اعادت الأمور بهدوء إلى بعض حالتها و في الخفاء تكاد تعود إلى حالتها القديمة حين كان تعاون استراتيجي كبير بين تركيا و إسرائيل. بمختصر الكلام إن إسرائيل لا تريد - على الأقل في الظروف الحالية- أن يرحل الأسد فتورط إيران و حزب الله عدواها في هذه الحرب بشكل مباشر و كثيف حقق لإسرائيل أهدافا كثيرة منها فقدان حزب الله و حسن نصر الله الشعبية التي كانت لهما و تحولت نظرة التقدير و الاحترام من الشعوب العربية و خاصة السوري إلى كراهية و حقد و عداء لنصر الله و حزب الله, و إيران تخسر الكثير جدا في سورية ماديا و معنويا, مما يجعلها أضعف في مواجهة الغرب بسبب برنامجها النووي. كل هذه الأمور و أمور أخرى كثيرة منها تخاذل القادة العرب - الدمى الأمريكية المتحركة - و غيرها تجعل من المستحيل أن يتم اي تغيير في أي مكان من العالم العربي إلا بإذن أمريكية و موافقة إسرائيلية. فإلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق و يغفو على معسول الكلمات؟
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|