Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2013, 10:58 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,997
افتراضي إلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق؟ بقلم: فؤاد زاديكه

إلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق؟


بقلم: فؤاد زاديكه

إنّ أمريكا تسعى إلى خلق بؤر متفجرة في كل مكان من العالم العربي كي لا تستقر الأوضاع و لا تهدأ الأمور, بل تبقى هناك صراعات و حروب و مشاكل تسيطر على هم المواطن, فلا يعودُ يفكر بطعامه و شرابه لأن الأمن هو الأولى من لقمة العيش. أظن بأن أمريكا و غيرها من الدول نجحت إلى حد كبير بخلق ظروف لحصول مثل هذه الانفجارات غير المنفجرة حينا و المنفجرة أحيانا هنا و هناك. لهذا نراها تدعم الإخوان في مصر حتى بالمال كي ينقسم المجتمع المصري و تتعمق الخلافات و تتيه البوصلة. و هكذا فعلت في تونس و في ليبيا و في العراق التي سلمتها إلى إيران على طبق من ذهب, لم يكن النظام الإيراني يحلم بيوم من الأيام أن تصير له هذه الميزة في العراق. أمثال المالكي و مرسي و المرزوقي و بشار و غيره لا يشكلون خطورة على المجتمعات الغربية و أمريكا التي تغضّ الطرف عن جميع تجاوزاتهم و ظلمهم و عدم إيمانهم بالحرية و لا بالديمقراطية, بما فيها أيضا دول الخليج و على رأسها السعودية و قطر و البحرين و الإمارات و غيرها, فهي أداوت طيّعة بيد أمريكا و الغرب. كل ما نسمعه من تصريحات من هذا المسؤول العربي أو ذاك ما هو إلا كذب و خداع و نفاق و ضحك على العقول. أمريكا و إسرائيل تخططان معا لآفاق بعيدة مستقبلية و لرؤى قد لا يعرفها العرب إلاّ بعد مائة سنة.
إنّ أمن إسرائيل هو حجر الزاوية في كل تحرك أمريكي, فبعد القضاء على النظام الشيوعي في روسيا و أخواتها من بلدان الكتلة الشرقية ظهر على الساحة عدو جديد و خطر جديد و هو الإرهاب فتوجهت إليه جميع الأنظار, و حطّت على شواطئه كل سفن العداء و النقد و التعرية الإعلامية و التضخيم الواجب لكي يتم خلق المبرر للقضاء على هذا البعبع الكبير و المخيف للدول الديمقراطية و الحرة. يجب أن نكون منطقيين و إلا فلن نكون قادرين على فهم ما يجري من حولنا. أمريكا و إسرائيل و من خلفهما الغرب تلعبان بالعالم العربي كما يلعب القط بالفأر, فهما تعلمان أماكن الضعف و المواضع التي يمكن منها خلق البؤر الساخنة و هما تتفرجان على جميع ما يجري بحيث أنها تحرك هذه الدمى كما ترتأي. و حين يستفحل الخطر و تخشى أمريكا و إسرائيل من اتساع رقعة امتداده لتصل بخطورتها إلى مرحلة تشكيل خطورة على الأمن القومي لهما فهما تقومان بعمليات جراحية استئصالية محدودة بين الفينة و الفينة كي تبقي كلّ شيء تحت السيطرة.
أمريكا و إسرائيل هما اللاعبان الرئيسان في كل هذه المنظومة و ليس روسيا و إيران اللتان تلعبان على فتات مائدة إسرائيل و أمريكا. من راقب و واكب محاولة تركيا بفك الحصار عن غزة و ما تبعه من رد إسرائيلي شرس على المحاولة التركية و ما آلت إليه الأمور, توهم أن حربا وشيكة الوقوع بين هاتين الدولتين الحليفتين لأمريكا, و سبق ذلك حرب إعلامية من الطرفين لكننا رأينا كيف أن أمريكا احتوت الموقف و اعادت الأمور بهدوء إلى بعض حالتها و في الخفاء تكاد تعود إلى حالتها القديمة حين كان تعاون استراتيجي كبير بين تركيا و إسرائيل. بمختصر الكلام إن إسرائيل لا تريد - على الأقل في الظروف الحالية- أن يرحل الأسد فتورط إيران و حزب الله عدواها في هذه الحرب بشكل مباشر و كثيف حقق لإسرائيل أهدافا كثيرة منها فقدان حزب الله و حسن نصر الله الشعبية التي كانت لهما و تحولت نظرة التقدير و الاحترام من الشعوب العربية و خاصة السوري إلى كراهية و حقد و عداء لنصر الله و حزب الله, و إيران تخسر الكثير جدا في سورية ماديا و معنويا, مما يجعلها أضعف في مواجهة الغرب بسبب برنامجها النووي. كل هذه الأمور و أمور أخرى كثيرة منها تخاذل القادة العرب - الدمى الأمريكية المتحركة - و غيرها تجعل من المستحيل أن يتم اي تغيير في أي مكان من العالم العربي إلا بإذن أمريكية و موافقة إسرائيلية. فإلى متى سينخدع الشارع العربي بالكلام المنمّق و يغفو على معسول الكلمات؟
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke