Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أقوال فاشلة و أفكار باطلة. بقلم: فؤاد زاديكه
أقوال فاشلة و أفكار باطلة
بقلم: فؤاد زاديكه نعيشُ اليومَ في عصرٍ مختلفٍ عمّا سبقهُ من عصور فهوَ عصرُ العلمِ و المعرفةِ و التكنولوجيا, عصرُ العلومِ و النهضةِ الفكريةِ بكلّ جوانبّها و توجّهاتِها و اتّجاهاتِها, عصرُ الفضائياتِ و النتِّ و الفيسبوكِ لذا فصار لزاماً على عقولِنا أن تتفاعلَ مع كلّ هذه النهضة و أن تستجيبَ لمتطلّباتِها و أنْ تساهمَ بها بما لديها من طاقةٍ إبداعيّة, إذْ ليسَ بمقدورِنا أن نعيشَ بمَعْزِلٍ عن كلِّ هذا فنتجالُهُ أو نتنكّرُ لهُ و كأنّهُ غيرُ موجودٍ في حياتِنا أو أنّهُ لا يهمُّنا في أيِّ شيء. لم تعدْ هذهِ الفكرةُ صائبةً و لا هذا المنحى ممكناً, فنحن بحكم حياتِنا ضمنَ واقعٍ فيه كلُّ ما نرى من منجزاتِ العلمِ و الإبداعِ و مخترعاتِ العصرِ المتقدّمةِ لا يمكنُنا إلاّ أنْ نتأثرَ بكلِّ هذا, فالسيارةُ و الطائرةُ و السفينةُ و الإنترنتُ و الراديو و التلفازُ و المصباحُ الكهربائيُّ و الكومبيوترُ و التلفونُ و القطارُ و غيرُها و غيرُها باتتْ مِنْ مستلزماتِ الحياةِ اليوميّةِ التي لا بُدَّ منها. مع جميعِ نتائجِ هذه الأفكار المبدعةِ الخلاّقة تقفُ عقولُنا في مكانِها مترددةً وَجِسَةً خائفةً مِنَ التفاعلِ كحركةٍ حياتيّةٍ مع كلّ هذا المحيطِ منَ المخترعاتِ, تبقى أفكارُنا حبيسةَ أعرافٍ و عاداتٍ و تقاليدَ لم تعدْ قادرةً على الحياةِ و الاستمرارِ لأنّها لم تعدْ مِنْ هذا العصرِ, فهيَ فقدت صلتها بالحاضر و ظلّت جذورُها تعيشُ في تُربةِ الماضي تستقي منها أسبابَ حياتِها. الإنسان هو ما يحملُهُ مِنْ فكرٍ و ما يمارسُهُ مِن فعلٍ و نحن نستطيعُ بسهولةٍ أنْ نحكمَ على هذا الشخصِ أو ذاكَ مِنْ خلالِ سلوكيّاتٍ يقومُ بها هي مستندةٌ بالأصلِ إلى مكوّنِهِ الثقافيِّ و مَوروثِهِ الفكريّ و حينَ نرى في مجرى حياتِنا أنّ ممارساتٍ معيّنةً غيرَ معقولةٍ لا يزالُ العملُ بها جارياً بحكمِ التناقلِ و الإرثِ الفكريّ فهذا ما يجعلنا نقفُ وقفةَ حائرٍ لا بدَّ لهُ مِنْ أنْ يصرخَ بقوّةٍ في وجهِ هذا الموروثِ الباطلِ و الذي لم يعدْ مقبولاً و لا صالحَ الاستخدامِ في حياةِ الناسِ و المجتمعاتِ. و إنّي و منْ خلالِ تجربتي المتواضعةِ في سلكِ التربيّة و التعليمِ و منْ خلالِ ما نهلتُهُ من بحور المعرفةِ و الثقافة من مدرسةِ الحياةِ بالمطالعةِ و المقارنةِ و التحقيقِ و التدقيق و البحثِ عمّا يزيدُ من ثروتي الفكريّةِ لتكونَ لي رصيدَ قوّةٍ و ثباتٍ و مقدرةٍ على تحمّل تَبِعاتِ المسئوليّةِ و بالطبعِ فلكلٍّ منّا مسئوليةٌ ضمنَ حدود عملِهِ و حياتِهِ أقلّها مسئوليةُ بناءِ الأسرةِ بناءًا سليماً و تربيةِ أبنائنَا كما تجبُّ التربيةُ و تستوجبُ ضرورةُ الحياة. كيفَ لي أنُ أقومَ بتربيةِ نشئٍ و أنا أمارسُ بفكري مغالطاتٍ و أستندُ بوعيي لأفكارٍ لا تحترمُ قيمةَ الحياةِ و لا تلبّي طموحاتِ العقلِ و النفسِ و الجسدِ؟ كيف لي أنْ أمارسَ دوري كأبٍ أو مربٍ و أنا أحملُ بيدي عصا الترهيبِ و التخويفِ و القمعِ و أحملُ برأسي ترسّبَاتِ عقليّةٍ همجيّةٍ تسلطيّةٍ أو عنصريّة إقصائيّةٍ فاسدةٍ؟ كيفَ لي أنْ أعيشَ بشخصيتينِ اثنتينِ مختلفتينِ و متناقضتين؟ لقد بحثتُ منذُ بعضِ الوقتِ في أقوالٍ كانتْ مأثورةً و أفكارٍ كانتْ صالحةً و أمثلةٍ كانتْ ذهبيّةَ الوزنِ و القيمةِ و أشعارٍ كانتْ حكمةً و صارتْ اليومَ نقمةً, فرايتُ أن أضعَها بينَ يديكم لتروا كم نحن على بعدٍ كبيرٍ مِنْ رقيّ الفكرِ الإنسانيّ و كم نحنُ بممارستِها نكونُ قد حطّمنا كلّ قيمَ الحريّة الإنسانيّة و أسأنا لروحِ العدالةِ الاجتماعيّةِ و هي أمثلةٌ و شواهدُ كثيرةٌ اخترتُ بعضَها كعيّنةٍ لِما نحن عليهِ و ما لا يزالُ البعضُ مؤمناً بهِ و يطبّقُهُ في حياتِهِ اليوميّة إنْ في بيتِهِ و بينَ أسرتِهِ أو في المجتمعِ الذي يعيشُ فيهِ. العصا لِمَنْ عصى (التأديب القمعي بدل النصح و التوعية و الرعاية بمحبّة) لا تشتري العبدَ الاّ والعصا معهُ ... إنَّ العبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ (فكرة العبد و السيّد بدل المساواة) بينَ الأحباب تسقطُ الآداب (عدم احترام الخصوصيّة) السجن للرجال (التشجيع على ارتكاب الغلط أو تبرير الجرم) المرأة عورة (احتقار للمرأة بنظرة دونيّة لها) المرض النفسي لا يشفى منه أحد (إقرار بالعجز و الحدّ من المحاولة) ما التقى رجلٌ و امرأةٌ إلاّ و كانَ الشيطانُ ثالثَهما ( فرضٌ لحتميّةٍ غير حاصلة و إقرارها حصولها مسبقا – خلق فكرة الشكّ و نظرة الخبث) الأقارب عقارب (تجنٍّ غيرُ دقيق) سأكتفي بهذا القَدرِ مِنَ العيّناتِ التي نمارسُها في حياتنا اليوميّة كأفكار مسلّمٍ بها أو كأقوالٍ غيرِ قابلة للجدلِ أو لأخذِ و الرّدّ. أنماطُ ثقافتِنا هي التي تحدّدُ سلوكيّاتِنا و أسس معرفَتِنا التي نواجهُ بها الحياةَ و نخوضُ من خلالِها معتركَ الوجودِ و المصيرِ. الخوفُ من الجديدِ و الذي لابدّ منه للتطوّرِ هو العقبةُ الكأداءُ في طريقِ تقدّمنا كما أنّ فكرةَ التخوينِ للآخر لإقصائِهِ هي الأخرى ذات أهميّة كبرى في ممارسةِ الفكرِ و تطبيقِهِ على الواقع. و لكي نحيا حياة سليمةً معتدلةً لا يجب النظرُ إلى الناسِ مِنْ خلالِ أديانِهم و لا قوميّاتِهم و لا أجناسِهم لأنّ جميعَ هذه فُرِضَتْ علينا دونَ إرادتِنا بحكم الولادة في الأسرة و التواجد في المجتمع فهو توريثٌ و تَوارُثٌ بكلّ ما تحملُ هذه الكلمةِ مِنْ معنىً إنْ شئنا هذا أم أبينا, كما ينبغي علينا أن نتخلّى عن الكثيرِ مِنَ الموروثِ غيرِ الصحيح و الذي يعيقُ عمليّة تطوّرنا الفكريّ و نموّنا الثقافي المعاصر. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|