من المثير للضحك و السخرية معاً أنّ الذي يقرأ كتب الإسلام بدءاً من القرآن فالأحاديث فالسنة و جميع كتب التراث الأخرى يُخّيّل إليه بأن إله الإسلام لم يكن له أي اهتمام بأي شعب من شعوب العالم الأخرى أو أن المسلمين كانوا لوحدهم في هذا العالم دون سواهم. لقد انصبّ اهتمام هذا الإله على محيط شبه جزيرة العرب حيث يقيم المسلمون و ظلّ معتكفا بكل حواسه و تفكيره و ميوله بين خيام هؤلاء البدو يعيش معهم متنقلا من خيمة إلى أخرى و يرافقهم من غزوة إلى غزوة و كأنّ العالم كلّه فرغ من الشعوب الأخرى فهي لم تكن بموجودة.
لقد تجاهل إله الإسلام و المسلمين جميع شعوب العالم الأخرى و تفرّغ لمشاكل المسلمين و غزواتهم و خرافاتهم و لحياتهم و لنكاحهم و لأحاديثهم و أقوالهم و أفعالهم و أخبارهم و ضرطهم كذلك حتى أنّه أنزل آياتٍ خاصة بأسماء معيّنة أو لها و آيات بحالات معيّنة وقعت ليعلن هذا الإله أن هذا الشعب هو الشعب الوحيد من بين شعوب العالم التي تستحق أن يهتم بها كلّ هذا الاهتمام و أن يقضي معظم أيامه و سنواته يجوب آفاق صحرائه و يتسلّق جباله و يتفيأ بظلّ أشجاره.
ألم يكن لدى إله الإسلام مشاغل أخرى و اهتمات غير الإسلام و المسلمين؟ أم أنّ هذا الإله صُمّمَ على مقاس المسلمين و كان لهم دون غيرهم؟ لا أستغرب أن يكون التساؤل الثاني صحيحاً لأن إله المسلمين يقول في قرآنه: الدين عند الله الإسلام. لماذا لم يقل: الدين عندي هو الإسلام؟ لماذا يتكلّم إله المسلمين عن نفسه دائما بصيغة الغائب و ليس الكائن الحاضر و الموجود؟ و متى صحّت المقولة فهذا يعني أن جميع شعوب العالم الأخرى بأديانها و بفلسفاتها و بتاريخها و بكل وجودها ليست من عند إله المسلمين لذا فهي مغضوبٌ عليها و مكتوبٌ عليها النار الأبدية. فقط المسلمون لهم هذا الإله الذي احتكروه و استأجروه و لكن بكل أسف فقد استغلوه و ضحكوا عليه طويلا, فهو إله مضحوكٌ عليه.