Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2014, 12:56 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
افتراضي دهاليزُ الأبالسة بقلم: فؤاد زاديكه القسم السادس

دهاليزُ الأبالسة

بقلم: فؤاد زاديكه

القسم السادس

كان الصمتُ سلاحي خلالَ رحلة العذاب و المعاناة هذه، رحلة تأنيب الضمير أو الندم على ما فعلت أو الشعور بالاحباط لكوني وجدتُ نفسي وحيداً في بحر تلك الرحلة المُتعِبة، و ربّما لم يكنْ بدٌّ من ذلك، فالسياسة في بلد يستغلها أصحاب النفوذ أبشع استغلال لتنفيذ مآربهم و تحقيق أطماعهم و الوصول إلى مبتغاهم، ستكون بالتأكيد بلا أبٍ أي ابنة زنا تناوب على عفاف أمها رجال ماهرون و مقتدرون و متحكمون أجادوا لعبة الدعارة فمارسوها في أجلّ صورها فكانت عاهرة مُشاعة بليدة طوعَ يد هؤلاء البغاة المستبدين و المتحكّمين بقرار المصير و بإرادة الفعل، لهذا لم يكن قانون يضبط إيقاعها و لا عُرفٌ أخلاقي أو إنسانيٌّ أو اجتماعي يسود فهي لم تدخل بشيء إلاّ و أفسدتْهُ، و كان ما كان حيثُ دفعتُ ثمناً باهظاً و حساباً كبيراً من جرّاء حماقة شبابٍ أو جهالة طيشٍ لتمسّكي بما لم يعدْ عليّ بأيّ نفعٍ شخصيّ أو يحقّق لي أيْة مكاسب، هذا ما كان يقوله على الأقلّ لي الأهل و الأقارب و الأصدقاء و المعارف.

لا أقول أنني ندمتُ على الفكر و الانتماء السياسي الذي حملته لسنوات طويلة، لأنّه سلخ من عمري سنواتٍ لا يمكن أن يعوّضها أي بديلٍ مهما كان. و بالطبع لن أقول لأي فرد عليكم ألاّ تلتزموا بحزب أو ألاّ تنخرطوا في العمل السياسي لأني أرى بأن العمل السياسي هو نافذة نور في مجتمعاتنا التي تعيش حلكة الجهل و ظلام التمييز و واقع التزمت المريض و كذلك التزام الانانية الشخصية و هذا ما يقود إلى الانحراف نحو الوصولية و التذبذب كسلوك غير مقبول في هذه المجتمعات التي لا يزال جانب التنوير العلمي و الاكاديمي المعرفي يستند على كثير من الأفكار المغلوطة و التي لم تعد قابلة للعيش في واقع ما جرى و يجري من قفزات نوعية و كميّة في مختلف أوجه الحياة في المجتمعات المتقدمة و المتحضّرة و الراقية.

لكني أحبّ هنا أن أعبّر عن رأيي الشخصي كمحصلة خبرة حياتية و نتيجة ممارسة عملية واقعية و هو أن هذه المجتمعات التي نعيش فيها كأعضاء لا تقدّر السياسة و لا تعتبر بالسياسيين بل أنها ترى في ذلك خطراً عليها و من هنا تأتي فكرة الإقصاء للإبقاء على الوحدانية التي لا تقبل الآخر و هذه الممارسات تركت في طبيعة تكويننا الفكري و في سلوكيات ممارساتنا الحياتية زوايا باهتة و خلايا سرطانيّة تستفحل لتؤدي إلى خراب الفكر و المجتمع. عدم إطلاق المجال للحرية السياسية أولا و هي مفتاح الحل لانطلاق الحريات الأخرى المتنوعة و المتعددة. لا حرية سياسية و لا فكر منطقي فاعل و لا أمل لأي تغيير سيحصل في مجتمعات يسودها حكم الحزب الايديولجي الواحد الأحد و المطلق دون غيره. فالمشاركة هي أساس البناء السليم و علينا من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل و المسعى الحلّ لكل مشاكل مجتمعاتنا أن نلغي كافة المعارف القديمة التي لا تزال سائدة و خاصة عندما نرى في بقائها عقبة في طريق تحقيق التقدم و التطور و الرقي المطلوب و الذي تحتاجه مجتمعاتنا. تغيير المفاهيم ضرورة حيوية.

انعدام الحريات الضرورية لمجتمعاتنا و غياب الممارسة الديمقراطية الصحيحة و الفاعلة سيبقينا على ما نحن عليه من حال التردّي هذه. كنت أتوقع أن تكون لهذا الرجل المتنفّذ اليد الطولى في وقت من الأوقات فيما يخص سياسة البلد لأنه من شيعة الحزب الطائفية و لكونه كان على اتصال بأعلى الشخصيات في مركز القرار في دمشق آل الأسد كما يحلو لهم تسميتها و كأنها كُتبت من ضمن أملاكهم بسند بيع و شراء. كان اتصاله مباشراً بأعلى هرم مخابراتي في النظام و كانت له الكلمة الأولى في محافظة الحسكة بحيث كانت فوق كلمة المحافظ و كلمة أمين فرع الحزب، و الذي دعمه كان نفسه الذي دعم يومها العميد غازي كنعان رئيس فرع المخابرات العسكرية بحمص ليصبح قائدا لقوات الردع العربية في سورية و بالأصح قائد قوات الاحتلال العسكري السوري للبنان و للعلم فإن عمر هذه المقالة هو قديم حين كان لا يزال غازي كنعان على قيد الحياة و قبل أن يقوم النظام نفسه بتصفيته من أجل الحفاظ على المناصب أي الصراع على الكراسي و لا يخفى على أحد بأن الذي قام بتصفيته و بمكتبه الشخصي كان صهر بشار الأسد أي آصف شوكت الرجل الأول في النظام.

كنت أتوقع لهذا الشخص العسكري المتحكم بأوصال و بمنافذ المحافظة أن يغدو في يوم ما قائدا عسكرياً لإحدى الفرق العسكرية التابعة لهذا النظام و المؤتمرة بأمرة و المحافظة على مكاسبه و منافعه الشخصية و ليس الوطنية. لم يكن لهذه الطغمة الحاكمة و البليدة سوى المتاجرة بالقضية الفلسطينية و تحت ستار هذه المتاجرة المنافقة كان يتم سلب أموال الشعب السوري و انتهاك عرضه و كتم أنفاسه و قتل حرياه الفكرية و الشخصية و السياسية. باسم فلسطين تتكدس أموال أرباب النظام و قادته في بنوك سويسرة و أمريكا و أوروبا و باسم قضية فلسطين كان ينعدم وجود و توفّر حليب الأطفال في سورية و باسم فلسطين كان يتم تصفية المئات من أصحاب الرأي و الفكر و أعمال أخرى إجرامية و غير إنسانية بحق المواطن السوري و الوطن.

لقد بلغ حافظ الأسد من الذكاء مرحلة كبيرة و كان الطاقم الاستشاري له خبيرا بشؤون المستقبل و قادرا على تصوّر المستقبل لهذا رأى أن أن بند من بنود ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية هو عدم السماح لأي حزب من أحزابها بالنشاط و العمل في مجالي الجيش و التعليم و هما أهم ركنين في بناء أي بلد فالسيطرة على العقول و برمجة أفكار المجتمع على فكر ايديولجي معين خدم السلطة و جعلها قادرة على خلخلة المجتمع السوري فغرست أفكارها السياسية القومجية و بالنسبة للجيش أيضا و ما نراه اليوم من تبعية الجيش السوري للنظام و تنفيذ أجندته بقتل الشعب السوري يؤكد حقيقة ما ذهبنا إليه هنا من حنكة حافظ الأسد و ذكائه.

للبحث تتمة.....
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke