Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2014, 12:25 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
افتراضي المقامة الحزينة

المقامة الحزينة

لم يحدّثني عن هذا أيُّ أحَدْ، و لم يَبُحْ لي بسرِّهِ رجلٌ و لا امرأةٌ و لا ولَدْ. إنّها حقائقُ ما يجري بهذا البلدْ، منْ قتل و تدميرٍ و تهجيرْ و منْ خَطفٍ و اعتقالٍ و تفجيرْ. حالٌ تحترقُ عليها قلوبُ "الكفّارْ" و هذا مثلٌ دارجٌ لدينا يعلمُهُ الشُّطّار.

حكومةٌ غبيّةٌ بليدة و معارضةٌ عن همومِ الشّعبِ بعيدة. حكومةٌ منافقةٌ مناورة، و معارضةٌ متفرّقةٌ مغامرة. حكومةٌ يقودُها مجرمُ حربْ، و معارضةٌ تسوقُها أموالُ الخليج و سياسةُ الغربْ، و الشّعبُ بينَ بَين لا يملكُ من أمره إلا ما تراهُ العينْ و هو ضياعٌ و تشرّدْ و دمارٌ يتجدّدْ.

أمّةٌ عربيةٌ، بل أمّةٌ خُلّبيّةٌ، سلاحُها الكذبُ و النفاقْ و ضميرُها مُغيّبٌ في مراحيضِ الأنفاقْ. أمةٌ لا أمدَّ أحدٌ في عمرِها لأنها متخبّطةٌ في دواعي أمرِها. أمّةٌ أصبحتْ عشائرَ و قبائلْ و غدتْ مهزلةَ المهازِلْ. تتفاخرُ بماضيها المريض و تقعُ عليهِ كدجاجةٍ تريدُ أنْ تَبيضْ، حاضراً يتهالكُ و مستقبلاً يتحالَكْ. هذه أمّةُ يَعْرُبْ فهي عن كلّ شرفٍ و كرامةٍ أصبحت تُضْرِبْ و بذيلها تلعبْ و هي على الأغلبْ مِنَ الآخرينَ تُرْكَبْ.

أسفي و حزني و لوعتي على ما وصلنا إليه من مصيرْ، و ما سيجعلُنا في المقبلِ مِنَ الأيام و الأعوام بلا مصيرْ. تتلاعبْ بنا الدُّوَلْ، و نحنُ نتشدّقُ بمقولةِ أنّنا مِنَ الأوائلِ و الأُوَلْ. إنّ سفينتنا مُبحرةٌ إلى الهلاكْ و ليس لنا يا ربّي سِواكْ.

إرفعْ عنّا الغمّةَ و الألمْ، و اقطعْ دابرَ كلّ مجرمٍ قد جَرَمْ و كلّ حاكمٍ قد ظلَمْ، أجِرْنا منَ الجهاديين التكفيريّينْ و ممّن على نهجهم و على شاكلتهم من المجرمين و من المنافقين و المتخاذلين و من الأنبياء الكَذَبةِ و الشّياطينْ. أعِنْ المخلصين في هذا الوطن ليساعدوننا في التخلّص من داعِش و من جبهةِ النُّصرة و كلّ غريبٍ لعينْ لا يؤمنُ بهذا الوطن و لا بكرامة الإنسان فيبقى على حقده كحيوان و على عنصريّته كجبان.

حزني على بلدي كبيرْ، و خوفي مثلهُ على أقلِّ تقديرْ. كانت سوريّة بالخمسينيّاتْ تسود فيها العدالة الاجتماعية و انتعشت جميع الحرّيّات حتّى كنّا نقول: "سوريّة حُريّة" و اليوم سوريّة إرهابيّة تكفيريّة جهاديّة عنصريّة تريد تدمير جميع القيم الانسانيّة بتطبيق الشريعة الاسلاميّة غير العادلة لأنها غبيّة و إقصائية و عدوانيّة عدائيّة. سريعة تحطّ من كرامة الناس لأنها لا تملك عدلا بالأساس و لا يعرف لها أحدٌ رجلاً من رأس، و سيكون مصيرُها الإفلاسْ.

فكرٌ وهّابي إجراميّ تخريبيّ، و فكر نظامٍ بليدٍ همجيّ و طائفيّ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke