Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
يجب تصويب خطأ التسمية مقولة (الإسلام السياسي) بقلم: فؤاد زاديكة
يجب تصويب خطأ التسمية مقولة (الإسلام السياسي) بقلم: فؤاد زاديكة هل بالسكوت عن الخطأ و عدم ذكر الممارسات الهمجية و الهوجاء و عنصرية الفكر الحاقد لممارسي الإرهاب تصرف معقول و مقبول؟ هل عندما يتمّ غضّ النظر عن هذه الأفعال الشاذة و غير الانسانية يتمّ إبطالُ مفعولِها؟ هل عندما يلزم فضح ممارسات هؤلاء، الذين يمكننا أن نسميهم بشذاذ الآفاق، و كشف إجرامهم و نقده بل إدانته نكون بهذا أسأنا التصرف أو تعدينا عليهم أو ظلمناهم؟ إنهم خطر كبير على كل مسببات الحياة و حضارة البشر و الحياة و تقدم المجتمعات البشرية. بكلّ عقلانيّة و منطقيّة و علمٍ و حقيقة يجب القول أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبول مثل هذه السلوكيات الخطرة و الأفكار الهدّامة لأنها تهدد كامل الحياة و في جميع المجتمعات.، إنّها تسيء إلى جميع معالم و أوجه الخير و تقتل المحبة و السلام و تنشر لغة الموت، لهذا علينا أن نقول كلمة الحق دون أن نخشى لومة لائم أو تهجم حاقد أحمق مغسول الدماغ، و هذا القول يتطلب إدانة صريحة و جريئة و شاملة لكل هذه السلوكيات و الأفكار التي تعمل على تشجيع هذه الممارسات الشيطانية. بل أكثر من ذلك بأن نقف جميعا ضد كل من ينتهج هذه السلوكيات و يعمل على نشرها في المجتعات لأنها أفكار عنصرية و إرهابية و متخلفة لا يمكن أن تعيش مع الحياة أو تتعايش مع الأمن و السلام و الهدوء و الطمأنينة. و قبل أن ندين هؤلاء العميان علينا أن نفهم جيدا الأسباب الكامنة وراء تصرفاتهم و الأفكار التي تشربوا منها روح التطرف هذه و لا يخفى على أي إنسان أن السبب في كل هذا الإجرام و الإرهاب و العنف هو النصوص الظلامية الجاهلة التي تدفعهم لفعل ذلك فهم يهتدون بهديها و يسلكون سلوكها و يمارسون عنصريتها، و هي نصوص دينية حاقدة مضللة و عنفية تجعل أفكارهم في أتون نار لاهبة طمعا بالحور العين و بنكاح الغلمان في جنة الإسلام و هذا ما تدعو إليه نصوصه الصريحة و الواضحة. و نكون قد أخطأنا الهدف عندما نجعل هؤلاء الناس سببا فنلقي باللائمة عليهم وحدهم، إنهم يطبقون تعاليم تدعو إلى ذلك و لهذا فمن الواجب و من الحق و المنطق أن ندين العلة و ليس النتيجة و العلة تكمن في فكر الإسلام و في نصوصه الجهادية _ العنفية _ الحاقدة و البغيضة. إن كل ما يقومون به من تصرفات و أعمال و سلوك يأتي لوازع ديني و بدعوة دينية. كما ليس من الصواب القول بأن هناك إسلاما متطرفا و إسلاما معتدلا فالإسلام واحد و مصادره واحدة و تعاليمه واحدة و لا يغيّر في حقيقة الأمر التفسير أو الفهم فإن الشيء يُبنى على مقتضاه، و حين يلزم العمل الفاعل لإجلاء الصورة فيجب غربلة الإسلام مما فيه من الشوائب بحسب ما يسمونها و متى تمت الغربلة فلن يبقى من الإسلام شيءٌ يُذكر، فأكثره ينحصر في أمرين اثنين على الأرجح القتل و النكاح و هما من سنن نبي الإسلام، و هو تباهى بهما في أكثر من قول و مقام. أما لمن يسوّغ لمقولة أن العلة تكمن في ما يسمونه (بالإسلام السياسي) و لهؤلاء نقول: متى لم يكن الإسلام سياسيا و هو صاحب ما يسمى بالرسالة الخالدة لأمة محمد؟ إن الإسلام منذ نشأته كان سياسيا بامتياز فهو دين و دنيا و قد قامت الخلافة على أساس سياسي و كذلك جميع الإمارات الإسلامية، و لا يزال الإسلام لغاية اليوم يفرض نفسه كشريعة سياسية مدنية دينية تحل محلّ القوانين التي تسود العالم المتحضر. كل الدول العربية و الاسلامية مرجعها الشريعة و تطبيق الشريعة هو الأساس كما في الدستور فإن الدولة إسلامية و هذا ما يؤكد قولنا بأنه لا يمكن الفصل بين الإسلام السياسي و غير السياسي أو تصنيفه على هذا الأساس فالتسمية غير دقيقة و غير سليمة. إنّ الإسلام كدين كان سياسيّاً و لا يزال سياسيّاً و سيبقى سياسيّاً لأن تعاليمه و أسسه تدعو إلى ذلك و كل من لا يعترف بهذه الحقيقة يمسخ وجه الحق و يضحك على نفسه و يحاول إقناع الآخرين بما هو غير واقعي. فقد أقام محمد و من جاء من بعده، الدولة الاسلامية و هذا يعني الاسلام السياسي، أي مبدأ تسييس الدين و متى أراد المسلمون فعلا التخلي عن هذا الفكر، سيتوجب عليهم الفصل بين الدولة و الدين و إلغاء فكرة الدولة الدينية من أدبياتهم الدينية و السياسية و الفكرية. العالم يعيش في عصر الفضائيات و النت فصار العالم كله قرية صغيرة ينتشر الخبر بسرعة و يتفاعل الناس مع الحدث و هناك حركة تطور فكرية لا تقبل بما ينافي العقل و المنطق بحجة نصوص إلهية غير قابلة للتغيير أو للتطور بالمساس بها. لكل هذا فمن نافل القول بأن الخطر يأتي من الاسلام السياسي و الأصح من الاسلام ككل دينا و فكرا و نهجا و ممارسة.و لهذا لا يوجد هناك ما يسمى بإسلام سياسي و إسلام غير سياسي، إلا في عقول الذين يرون فظائع المسلمين و جرائمهم و يريدون إدانتها و تبريرها على هذا النحو. إنّ هؤلاء الإرهابيين لم يخلقوا لأنفسهم نصوصا بعينها، فهم يعتمدون على ما جاء في نصوص الاسلام، و هم يهتدون بهدي نبيهم و رجالات دينهم و هؤلاء جميعا قتلوا و غزوا و سبوا و استعمروا و احتلوا بلاد الغير و انتهكوا الحرمات و اغتصبوا و جاروا و ظلموا و فرضوا قوانين جائرة باسم الدين و ليس بإسمهم و هم يثبتون صحة ما يفعلونه بفتاوى و مبررات دينية من أساس الدين و تعاليمه. عندما يتم زنق المسلم في زاوية بالمنطق و العقل يستوحش و يطلق لغريزة الحيوان فيه كل الطاقة لتتهجم و تشتم و تعادي الخ و كل هذا يدل على ضعف الحجة لديه و انعدام البرهان و الأرضية المنطقية لما يؤمن به، فإيمانه أعمى و إرادته مشلولة و عقله محال إلى التقاعد الفكري، لا يعمل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 30-06-2014 الساعة 02:12 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|