Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
هناك أكثر من داعش في المجتمعات الاسلامية بقلم: فؤاد زاديكه
هناك أكثر من داعش في المجتمعات الاسلامية بقلم: فؤاد زاديكه من المؤكد أنه كلّما تشدّد المتطرفون الإسلاميّون، و تكالب الإرهابيّون المجرمون، كلّما أسرعوا في نهاية أمرهم و القضاء عليهم، باستئصال شأفتهم و دحر علّتهم. إذ من الواضح أن الشارع الإسلامي لديه من المشاكل ما تكفي و هو سوف يستنكر مثل هذه الأعمال المتطرفة و لن يكون حاضناً لها، لكونها ستجلب عليه مصيراً غير محمود العواقب. ما نسمعه و نراه من عنجهيّة تطرف أحمق لا يرحم البشر و لا الحجر، فهو يعبّر بوضوح عن روح و فكر المبادئ و التعاليم التي منها يستمدّ فكره و يترجم هذا الفكر إلى سلوكيات بغيضة و مجرمة كما يفعله تنظيم داعش و لواء أحرار السنة الذي هدّد مؤخراً بمهاجمة الكنائس و القضاء على من سمّاهم بالصليبيين و هذا أسلوب و تعبير القاعدة و الفكر الإسلامي الجهادي الذي يتباهى المسلمون به، لأنه يقوي من بأسهم و يُرهب أعداءهم كما يقولون، و تنظيم الإخوان المسلمين الذي أثبت إجرامه و خيانته للوطن و جماعة بوكو حرام و حماس الإرهابية العنصرية في غزة و حزب الله العميل الإيراني في لبنان و شباب الصومال و غيرها من التنظيمات الإسلامية التكفيريّة التي لا تؤمن بأية قيم أخلاقية أو إنسانية، فهي تقتل و تخرب و تدمر و تغتصب و تفرض الجزية و تهدد أصحاب الديانات الأخرى. لم يعد السكوت ممكنا و من الملاحظ أن هذه الجماعات تقوم بقتل المسلمين و غير المسلمين، و هي تحمل شعارات فاسدة و متخلفة و أفكار رجعية عنصرية متطرفة تعتمد على الفكر الجهادي الإرهابي المجرم الذي ظهر بعد ظهور الفكر المحمدي الذي انطلق من شبه جزيرة التخلف و الجهل ليغزو العالم طمعا بالسلطة و السبايا و من أفرزته تلك الحروب الاستعمارية و الغزوات العنصرية من ظلم و جور و تعدي و احتلال غاشم و انتهاك حقوق و حريات المواطنين بفرض الدين الجديد كأجندة مفروغ منها. إعلان الخلافة و الدولة الإسلامية في بلاد العراق و الشام ما هو غير امتداد و استمرار لهذا الفكر المحمدي الإسلامي القائم على مبدأ العنف و القتل و الإرهاب و التكفير و التخوين بعنصرية غير مسبوقة. لا أعتقد بأن أمريكا و الغرب سيقف متفرجا على هذا الجنون العنصري دون أن يتحرك، كل الدلائل تشير إلى قرب إعلان الحرب على هذه التنظيمات و خاصة داعش و النصرة و حماس و جماعة الإخوان، فمن الخطأ القاتل ألا يتم قهر هذه المجموعات في مهدها قبل أن يستفحل أمرها أكثر فهي تستغل الدين كشعارات لتغرر بالمتدينين البسطاء الذين لا يفهمون جيدا ماذا تخفي وراءها من أجندة خطيرة. إنها تستخدم الدين كدافع و الشباب كوقود لهذه الحروب و سيكون من نتائجها الكثير من الشروخ في المجتمع الواحد بسبب انتشار الخوف و انعدام الأمان و فقدان الثقة بين مكونات المجتمع الواحد في هذا المحيط الإسلامي. لا يمكن إغفال أن الفكر الداعي متغلغل في جميع المجتمعات الاسلامية، لكن على وتائر مختلفة فمنها ما هو مؤيد له بالقول و بالفعل و منها ما هو مؤيد له بالفعل لكن لا يريد إظهار ذلك إلى العلن و هو راض عن كل ما يجري من إرهاب و قتل لنشر هذا الفكر و منها ما يرفضه على استحياء و منها من يقف ضد هذا الفكر و المشروع جملة و تفصيلا. لا يمكن للمجتمعات العربية و الإسلامية أن تتعافى من جملة كوارث تعيشها إذا هي لم تتحرك فعليا و تسعى لتطهير الفكر المحمدي من النصوص التي هي السبب في كل ما يجري، و لا يُستبعد أبدا أن تظهر غداً أو بعد غد تنظيمات أخرى و تحت أسماء مختلفة لتعبّر عن هذا الفكر و تمارسه لطالما بقيت الأسباب التي تسبب هذه البؤرة الفاسدة، لقد كان تنظيم القاعدة البارحة و اليوم تنظيم داعش و غداً الله أعلم ماذا سيكون الإسم الجديد لهذا الجهاد الإرهابي المخرّب للمجتمعات و المُسمِّم لأفكار الشباب الذي يحمل غيرة على دينه فيقع في فخها، ليتحوّل إلى إرهابي محترف. من الواجب إلغاء الفكر التكفيري و التخلّي عن أفكار الجهاد لأنها السبب المباشر لكل ما يقع من إرهاب و عنف و عنصرية في العالم. لن تصحّ المجتمعات العربية و الإسلامية لطالما تعيش بفكر الجهاد و تدعو له و تشجّعه. هناك أكثر من داعش في المجتمعات الاسلامية و هي تنتظر الفرصة السانحة لتعبّر عن نفسها و تعلن عن مخططاتها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|