Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ماذا يعني الفكر الإسلامي بقلم: فؤاد زاديكه
ماذا يعني الفكر الإسلامي بقلم: فؤاد زاديكه إنّ أيّ فكر إنسانيّ، من المفروض أن يكون قادرا على التعبير عن نفسه و عن إدراك ما يجري حوله، و بهذا يصبح قادراً على تطوير آليته، و توسيع مداركه و إغناء خبراته، و بهذا يكون قابلا للتقدم و للتطور و لمتابعة ما يجري في مضامير الحياة العلمية و التكنولوجية و حياة الناس من أفكار و حاجيات و ضرورات إنسانية، لا غنى عنها، و الفكر الذي مبعثه العقل، إن لم يكن قادراً على المتابعة و المواصلة و التفاعل، فهو سيبقى جامداً في ركودٍ جاهل و في عتمة ظلمة متخلّفة لن تمكّنه من تأدية دوره و القيام بواجبه كفاعل أساسي على مسرح الحياة و في المجتمعات البشرية. العقل به مفاتيح كلّ الحلول و به إضاءة مشرقة تجعل من حياة الناس مكسباً، من خلال ما توفّره لهم من واقع السعادة و الشعور بالأمان و الاستقرار و هما ركيزتا التطور الأساسيتان. بالعقل و باستخدامه يستطيع الناس التغلب على مصاعب الحياة و على اجتياز جميع الامتحانات الصعبة و غير الصعبة، و يتميّز الانسان الذي يستخدم عقله بوعي و بحكمة عن الشخص الآخر الذي لا يقبل بوظيفة العقل و لا يجعل العقل يترجم واقع حياته ليرسم خطوطا موفقة لها، فالذي يستخدم العقل في تعامله مع أسباب الحياة و ظروفها يكون ذكياً و ناجحاً و سعيداً، بينما الشخص الجاهل و المنغلق و المتزمت يشعر بالفشل و الخيبة و بالمرارة، و قد يتهم الغير بسبب ما هو عليه، دون الاعتراف الجريء بأنه السبب الأول و الأخير في كلّ ما هو عليه من تأخر و تخلّف أو ما يعانيه من بؤس و من حرمان. إن الفكر الإسلامي و على مرّ العصور الإسلامية كلّها، كان فكراً فاشلاً، و اتّكالياً و اتهاميّاً، يبرّر الأخطاء التي يقع بها، بدل أن يعترف بها و يقوم بمعالجتها، لهذا استفحل حال عجزه فتحوّل لمرضٍ لم يعد الشفاء منه ممكناً، و سبب عدم إمكانيّة الشفاء هي أنه لا يزال يجترّ أخطاء الماضي و يعيد تكرارها على نحو أو آخر. لا يملك الفكر المسلم الجرأة بالاعتراف بالخطأ، لكونه يرى الحقّ المطلق في جانبه، دون أن يعي أنه بهذا يصرّ على انتحاره، و يتمادى بطيشه و لا يقبل بأي تجديد أو تغيير أو تطوير. الفكر الإنساني لا يعيش الغيب، و لا بمفرده فهو واقع يتفاعل مع كل ما يدور حوله من تطورات و أحداث و قضايا و يجب أن يستوعب و يضع أجندة مناسبة لكلّ حالة أو موقف أو طارئ. من يعيش على التوكّل و السّبحانية، فلا إرادة له و لا مقاومة و بالتالي فلا مصير و لا مستقبل. إنّ المسلم شخصٌ يسلّم بكلّ ملكاته العقليّة لما يقول به دينه، و لأنّ هذا الدين الذي يستمد منه فكره و يسلّم له إرادته و شأنه و أمره، هو دين جامد غير قابل للتطور فإنّ عقل المسلم و تفكيره يبقى محصوراً بين دفّات كتابه الذي لم يكن صالحا للعصر الذي ظهر به قبل 1400 سنة، فكيف به اليوم و هو على ما هو عليه بنصه و حرفه و فكره و توجّهه؟ كم من محاولة جريئة قام بها بعض مفكري الإسلام حاولت اعتماد التقييم و النقد من أجل التغيير، إلاّ أن جمود تلك النصوص التكفيرية جعلت من محاولات هؤلاء المفكرين ضرباً من الجنون و الانتحار. لقد حصلت ثورة دينية و فكربة و اجتماعية كبيرة في المسيحية، منها ما قام بها المطران مارتن لوثر الانجيلي و غيره، لم يبق الفكر الديني المسيحي متقوقعاً، و خفّت حدّة التكفير بل كادت تنعدم في الدين المسيحي، بينما بقيت في الإسلام و اشتدّت أكثر و ما نراه اليوم على الساحة الاسلامية فيه أدلة قوية الحجة و البرهان على أن هذا الدين لم يتطوّر قيد أنملة منذ نشأته، و سوف لن يتطوّر كذلك، لطالما بقي حدّ الردّة سيفاً فاتكاً و التكفير نهجاً مُلزِماً و القتل سلوكاً معروفاً. يتساءل المسلمون عن أسباب ما هم عليه من جهل و تخلف و مرض و وحدانية، و حين تواجههم بالجواب الحقّ و تشير للعلة فإنهم يثورون لعدم قبولهم بأي مساس للمقدس حتى و لو أدى هذا إلى دمار مجتمعاتهم و انعدام كل أسباب الرقي الفكري و الانساني فيها. كلّ شيء إلاّ الدين، هذا الهاجس الكبير الذي يؤرق أجفانهم و يداعب أحلامهم بقيام خلافة إسلامية تعيد لهم ما حلموا به، و كأنهم لوحدهم في مجتمعاتهم. المسلم لا يقبل أبدا بحكم العقل، لأنه لا يملك قوة الحجة و لا منطق البرهان، منطقه العنف و الترهيب، و حجته التكفير و العنصرية. لكل ما ذكرناه و هو واضح و جليّ تماماً في نصوص الإسلام و هو يتجسّد في سلوكياتهم و في نمط تطبيق أفكارهم على مجتمعاتهم و من خلال هذه الأفكار و عملا بتلك النصوص الجامدة و المتخلفة و الحاقدة يتصرفون و يقيّمون علاقاتهم مع الآخرين في مجتمعاتهم التي يعيشون بها، نعم لما ذكرناه فإنه يمكن القول بأن تعريف الإسلام كفكر و كمنهج و كدراسة و كتطبيق فإنه: عدواني_ عنصري_ إرهابي_ ترهيبي_ عنفي_ جامد_ متخلّف_ حاقد_ استفزازي_ منغلق_ إقصائي_ غير عادل_ ظالم_ تكفيري_ مستبدّ_ إجرامي_ تمييزي_فجّ_ يعتمد التضليل و تشويه الحقائق و التنكّر للحقيقة و يتهم الآخر و يواجهه بالسبّ و الشتيمة و القدح و الذمّ، ينكر كلّ عيوبه و لا يعترف بها، و يتّهم الغير بما هو عليه. أقول لكلّ مسلم أرجوك قبل أن تشتمني انتظرْ برهة من الوقت، و أعِدْ قراءة ما كتبت، هات نقدك له و دفاعك عن نفسك إنْ كنتَ من الذين قصدتهم من مقالي هذا، لا يفيد الهروب بل المواجهة و هي تكون الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و ليس برفض واقع لكم يعرفه الجميع بما يحويه من عيوب لا تحصى و كثر الذين قالوا عن أمة العرب و الإسلام أنها أمة صارت مثار سخرية العالم و محط تنكتهم بها لأنها أمة تعيش في غبار الماضي و تحت خيام الجهل و البلادة و الحماقة الغبية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-08-2014 الساعة 05:04 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|