Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
لكَ أيّها الإنسان! بقلم: فؤاد زاديكه
لكَ أيّها الإنسان! بقلم: فؤاد زاديكه قد تقول لي إنّني لم آتِ بجديد، قد تنظر إليّ نظرةً لا تحملُ الرّضى، قد تفهمُ قولي خطأً أو تسعى إلى إظهار براعتك في اللفّ و الدوران، قد و قد و قد كثيراتٌ أُخَر، و المعنى واضح و الغرضُ إنسانيّ نبيل، و القصدُ أخلاقيٌّ، لا غبارَ عليه. أنت إنسانٌ و أنا إنسانٌ و هناك بشرٌ غيرُنا، يشعرون بانتمائهم إلى الإنسانيّة من مفهومها الواسع وبابها العريض الذي يتّسع للجميع و يقبل الجميع و يحترمُ الجميع. إنّني إنسانٌ أعتزُّ بإنسانيّتي و أشعر بحاجتي إلى الآخر. إنّ التعدّديّة وجهٌ من وجوه الجمال في الحياة و قبول الآخر مظهر من مظاهر الرقيّ الفكري. لماذا لا يكون أحدُنا قادراً على استيعابِ الآخر؟ لماذا القول بمقولة إمّا أنا أو لا غيري؟ هل التنافر و التباعد و بالتالي التجافي و التناحر بين البشر هو سلوكٌ حَسَنٌ مقبولٌ؟ أم أنّهُ انحرافٌ عن جادة الصوابِ و الصّلاح؟ أليس خالقُ البشرِ واحداً؟ متى اعتقدنا بهذا و آمنّا به. هل أراد الخالق أن يجعل منّا فريسةً و مفترساً؟ إذا لم يكن هذا من أهداف الخالق و من أغراض خلقه، فَمِنْ أهداف مَنْ و أغراض مَنْ هو كلّ ما يسود حياة الناس من روح عدوانيّة و فكر آثم و من رغبة إجراميّة و شعور برغبة الانتقام بدافع الحقد و الكراهية و الضغينة؟ مُنْذ أنْ ظهر الإنسان على هذه الأرض، عرف الخير و الشر بالفطرة أو بالممارسة أو بالتّلقين، و كلّ إنسان يعرف حقّ المعرفة بأنّ في الخيرِ منفعة عامّة و خاصّة و في الشرّ ضررٌ سيعمُّ الجميع. أليس بمقدور الإنسان أن يختار الأفضل من هذين الخيارين؟ ما هو المانع من ذلك؟ هل هي المصلحة الشخصية؟ هل هو الشعور بالتفوق و بالأفضليّة؟ هل هو تعبير عن مظهر القوة و العظمة؟ هل هو ضرورة في حياة الناس؟ عندما نقول إنّ الشيطان يفعل هذا و يدفعنا إليه لأنّه ربّ الشرّ، فلماذا نطيعه؟ لماذا لا نسعى إلى تحطيم حيله و إفساد مشاريعه التي تُلحِقُ بنا الضرّر كمجموعة إنسانيّة؟ هل نعلن عن عجزنا في إمكانية مقاومة الشيطان و إفشال مخططاته؟ لماذا وجودنا إذاً؟ و ما هي الغاية و الهدف من حياتنا؟ عندما يعرف كلُّ شخصٍ مِنّا، أنّ الشرّ موجود في الحياة و له إغراءات كثيرة و مغريات شتّى، أليس من الأفضل لنا بدل الاستسلام لمكائده و إغراءاته أن نقاومها بعقولنا الواعية و إرادتنا الحرّة و رغبتنا الإنسانيّة، الحريصة على كسبِ الآخر بدلاً من فقدِهِ و خُسرانه بإبعاده و إقصائه أو بالتنكّر لحقه و إجحاف هذا الحقّ؟ هل سيبقى بيننا و بين الشيطان أيُّ فرقٍ عندما نحقق مشاريعه و نخدم أهدافه بنشرنا للكراهية و للبغضاء و العنف و الانتقام و الثأر و الإجرام؟ عندما لا نملك وعياً و لا نستطيعُ ممارسةَ إرادة فإنّنا لسنا جديرين بالحياة التي نعيشها و لا بالانسانيّة، التي ننتمي إليها. ليس صعباً أنْ تُحِبَّ الآخرين، بل هو أسهل بكثير من كرهك لهم. ليس صعباً و لا مستحيلاً أن نعيش من أجل السلام و السّلامة، بنشر فكر الانفتاح و قبول الآخر عملاً و ممارسةً و ليس قولاً و بروتوكولات ثرثرة فضفاضة غير مجدية، يناقض جوهرُها روح السلام و الأمن و الهدوء النفسي. أيها الإنسان بإمكانك أن تغتالني، أن تقتلني، أن تعذبني، أن تضطهدني، أن تهجّرني و أن و أن وأن، أو تفعل مثل هذا مع غيري من إخوتك البشر، لكن هل ستشعر براحة ضمير؟ هل ستحقق ما تصبو إليه؟ هل ستحصل على مكاسب؟ أجل ربّما مكاسب شيطانيّة جعلك إله الخبث و الشرّ أن تحلم بها و تتمناها، كوعدك بالحوريات و بالملذات الشهوانية الأخرى في ما يسمى بجنة الله! و لماذ سيتغلب عليك السلوك الحيواني لكي تفقد إنسانيتك و تتحوّل إلى وحشٍ كاسر؟ إذا كنت تحلم بسعادة تحصل عليها، أو بلذات فاسدة شيطانية قد تتوفّر لك على حساب شقاء الآخرين و عذابهم فأنت بكلِّ تأكيد واهم و مضحوكٌ على عقلك، لأنّ القتل لا غفران و لا مبرّر له، أي فكر أو مذهب أو دين أو نظام يدعو إلى القتل أو يمارسه، فهو يخرج عن تصنيف كونه إنسان، لأنه مجرم و عدواني و وحشي متخلف و همجي و إرهابي. لمَ لا تستطيع العيش معي أو مع الآخرين من منطلق أنّنا جميعًا بشرٌ و ننتمي إلى هذه الحياة إخوةً و أحبّةً و أصدقاءً؟ هل ستذهب أحلامك و طموحاتك أدراج الرياح إنْ لم تقتلْ؟ إنْ لم تدمرْ؟ إنْ لم تَخُن؟ إنْ لم تعتدِ؟ إن لم تغدرْ؟ هل السلامُ عدوك؟ هل تشعر بالنّدم و بالقلق إنْ لم تفعل كلّ هذا أو تمارسْ أيّ نوعٍ من أنواع العنف و الإرهاب والشذوذ الفكري المَقيت؟ إذا كان الدّينُ مبعثَك لهذا الفكر الإجرامي و الممارسة الإرهابية، فلتعلمْ بأنّ ربّكَ هو الشيطانُ بعينه، و أنّ دينك هو الرذيلة و السفالة و الوحشية! ستكون بهذا الفكر و التصرّف و الممارسة قد خرجت عن حدود إنسانيتك، و التي من المفروض أن تمارسها و تعبّرعنها من خلال شعورك الأخوي النبيل و الصادق و الأمين تجاه غيرك من البشر، حتى و إنْ كانوا يخالفونك الرأي أو المعتقد أو الدين. العقل هو السبيل الوحيد للحياة الحرة الكريمة و التي تُشعرنا بآدميتنا، و الحوار الصادق و الصافي و الواعي هو الوحيد الذي يقرّبنا من بعض، و يجلو أسباب الخلاف و يجعل من وجهات النظر المختلفة تعدديةً جميلةً مقبولةً و معقولةً دون أن يكون هناك سلوكٌ إقصائي أو فكرٌ تسلّطي أو شعورٌ بالخوف منَ الآخر، لأنّه شعورٌ غيرَ مبرّر. إنّ الفسيفساء المتعددة الأشكال و المختلفة الألوان هي اللوحة الراقية والجميلة للمجتعات البشرية في مسيرة حياتها. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-04-2020 الساعة 01:03 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|