Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ما تفسيرُ هذا؟ بقلم: فؤاد زاديكه
ما تفسيرُ هذا؟ ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 110 ) ) بقلم: فؤاد زاديكه في حقيقة الأمر، فإن العقل البشري لا يستوعب ما يدعو له المسلمون و ما يؤمنون به من خزعبلات غير منطقية و غير مفهومة و لا معقولة. عندما قالت التوراة عن اليهود / الإسرائيليين/ أنهم شعب الله المختار، اعترض المسلمون و قالوا كيف لأمة دون غيرها أن تكون أفضل الأمم أو أي شعب تكون له قيمة عليا دون غيرهم من شعوب العالم الأخرى، ثمّ هاجموا الفكرة و اعتبروها عنصريّة و غير مقبولة، قد يكون لهم الحقّ بذلك، لكنْ أن يكيلوا بمعيار آخر عندما يكون الأمر يخصهم، فهذا ما يدعو إلى الضحك و إلى السخرية بل و إلى الاستغراب، إذ كيف لا يحقّ لغيرهم أن يكون هكذا و يحقّ لهم ذلك؟ إنّ المسلمين _ عموماً _ شعب مخدوع بمفاهيم و قيم ليس بها عدل و لا رحمة و لا إنسانية. إنّ الآية أعلاه قد اختلف في تفسيرها و شرحها المفسرون و هذا ما يجعل مصداقية هذا الدين على المحكّ، فالبشر لا يفهمون مرامي الكثير من آيات القرآن و كأنها أحجية أرادها إله الإسلام أن تكون طلاسم، علما أنهم يزعمون بأن دينهم هو دين اليُسر و ليس العُسر، فأي يُسرٍ يكون في طلاسم عجز جهابذة مفكري الإسلام و مفسروه من الاتفاق على صيغة واحدة لجميع الآيات ما سوى أسباب ما أسموه بالنزول. إنهم تخبّطوا في تفاسيرهم و تضاربت آراؤهم بذلك ففسّر كلٌّ منهم كتاب ربّه على هواه و مُشتهاه. تعالوا لنقف على بعض هذه التفاسير قبل أن نقوم بالشرح و التعليق عليها و قبل فضح حقيقة هذه الآية و ما تعنيه في حقيقة الأمر. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقال جويبر عن الضحاك : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة الرواة والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم . وروي عن عمر بن الخطاب قال : كنتم خير أمة أخرجت للناس تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا . وقال الآخرون : هم جميع المؤمنين من هذه الأمة وقيل : معناه كنتم خير أمة عند الله في اللوح المحفوظ وقال قوم : قوله ( للناس ) " من " صلة قوله " خير أمة " أي : أنتم خير الناس للناس . قال أبو هريرة معناه : كنتم خير الناس تجيئون بهم في السلاسل فتدخلونهم في الإسلام . قال قتادة : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤمر نبي قبله بالقتال فهم يقاتلون الكفار فيدخلونهم في دينهم فهم خير أمة للناس . وقيل " للناس " صلة قوله " أخرجت " معناه : ما أخرج الله للناس أمة خيرا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها ، وحرمت على الأمم كلهم حتى تدخلها أمتي " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون من هذه الأمة " . [ ص: 92 ] قوله تعالى : ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ) أي : الكافرون "قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )[آل عمران : 110] ارتبطت هذه الآية في أذهاننا، بأنها تصريح رباني لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، يفيد أنها أفضل أمم الأرض، وأن أفضليتها تنبع من كونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وما يغلف ذلك كله الإيمان بالله، وبذلك يرتاح ضميرنا، لأن أحداً من أمم الأرض، لا يؤمن بالله كما نؤمن نحن، فضلاً على أنهم لا يملكون ما نعرفه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر…" عزيزي القارئ الكريم أعتقد أنه ينبغي على الإنسان الحرّ و الواعي و الفهيم ألاّ يقبل بما يرفضه العقل و ألا يُسَلّم بأفكار يكمن تناقضها بها، و ألاّ يستسلم لها و يقبلها كمسلّمات بلا نقاش أو فهم و إلاّ فهو لن يتميّز عن الحيوان بأي شيء، فالحيوان يطيع و يستسلم لكونه لا يفكر بعقله و لا يحاول غير ذلك، و إنّ نعمة العقل هي ما حبانا بها الخالق دون جميع مخلوقاته الأخرى، و لطالما منّ علينا بهذه النعمة، فما هي الفائدة أو الغاية من تجميد مفعول العمل بها و إبطال دورها الفاعل في تغيير أنماط سلوكياتنا و طرق تفكيرنا؟ تقول الآية القرآنية (و كنتم) أي هي تتحدث بصيغة الماضي، فما المقصود ب (كنتم)؟ هل يُراد منها الأمة التي كانت قبل أن تدخل في الإسلام؟ أي قبل ظهور محمد و دعوته؟ فإذا كان المقصود بها هو هذا فما الفائدة من مجيء محمد و من رسالته؟ إن الآية لا تقول (أنتم خير أمة) بل (كنتم خيرَ أمة) هل لاحظتم معي الفكرة؟ ثمّ هل يمكن أن يكون المقصود بها أمة عيسى المسيح أو أمة اليهود؟ فإذا كان الأمر على هذا النحو فلا حاجة لوجود محمد و لا أمته الإسلامية، لأن الأمة الإسلامية لم تكن قبل محمد لهذا لا يمكن أن يكون المقصود بها أمة الإسلام، حتى و إن كان سبب نزولها كما يقولون هو: "( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) قال عكرمة ومقاتل : نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم ، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهودا اليهوديين قالا لهم : نحن أفضل منكم وديننا خير مما تدعوننا إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . " و إذا سلّمنا جدلا بأن هذه الآية نزلت في أمة محمد أي في المسلمين، فتعالوا نرى ما هو الأمر بالمعروف و ما هو المُنكر الذي تدعو إليه هذه الآية القرآنية، و هل المسلمون يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر؟ إنّ المعروف هو سلوك إنساني نبيل يسعى القائم به إلى إظهار ودّه و تعاطفه و محبّته تجاه الآخرين، فيما يكون المعروف كما يراه المسلم: "أن المعروف: كلّ ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي القاعدة في بيان المعروف وبيان المنكر، فما أمرَ الله به ورسوله فهو معروف وما نهى الله عنه ورسوله فهو منكر ." أنت ترى بوضوح أن صيغة الأمر بالمعروف تقتصر فقط على واجب المسلم تجاه أخيه المسلم و ليس تجاه الآخرين من غير هذا الدين، و هم بذا يفرّغون الكلمة من عناها الإنساني الشامل الجامع، لكي يحصروها في أمة محمد دون سواها و هذا أيضا دليل عنصرية مطلقة و إقصاء للآخر و إنكار لحقه. هذا هو ما يأمر به إله الإسلام أتباعه. أمّا النهي عن المُنكر فما هو؟ إنّ المُنكر هو كلّ فعل شرير و شيطاني و حاقد يدعو إلى الكراهية و العنصرية و هو كلّ فكر فسد لا يميّز بين الخير و بين الشرّ أو يخلط بين الحقّ و الباطل، و هو كلّ سلوك عدواني يسيء إلى الآخرين، و هو كلّ ممارسة تستهدف قيم إنساية نبيلة أو نفسا بشرية. فهل المسلمون ينهون فعلا عن المُنكر كما يقولون؟ أليس الترهيب و الإرهاب عملاً مُنكراً؟ ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) ثم إن الإرهاب هو من الترهيب. } يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الذِينَ يَلُونَكُم مِنَ الْكُفارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً {[ التوبة : 123] أليست العنصرية عملاً منكراً؟ في الواقع، لا يسمح الإسلام بالتعايش السلمي على قدم المساواة في مجتمع يشمل أناسا يعتنقون أديانا مختلفة. الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يشجع ويسمح بجريمة اغتصاب أسرى الحرب من النساء كمكافأة للجنود المسلمين لقهر الغير مسلمين. الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يشجع ويسمح بجريمة قتال و قتل الآخرين } يَا أَيهَا النبي حَرض الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ { [ الأنفال : 65] } فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتموهُمْ { [ التوبة : 5] } وَإِن نكَثُوا أَيْمَانَهُم مِن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمةَ الْكُفْرِ { [ التوبة : 12] } أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَموا بِإِخْرَاجِ الرسُولِ وَهُم بَدؤوكم أَولَ مَرةٍ { [ التوبة : 13] } قَاتِلُوهُمْ يُعَذبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ { [ التوبة : 14] } قَاتِلُوا الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ { [ التوبة : 29] قال الإمام الشافعي في الأُم ( 1/ 426) : (( فمن لم يزل على الشرك مقيماً لم يحول عنه إلى الإسلام ، فالقتل على الرجال دون النساء منهم )) } قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنى يُؤْفَكُون {[ التوبة : 30] أخزاهم اللهُ تعالى، كَيفَ يُصرَفون عن الهدى إلى الضلال. قال القرطبي في تفسيره ( 8/107): (( أي لعنهم الله ، يعني اليهود والنصارى ، لأن الملعون كالمقتول)) } وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافة كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافةً {[ التوبة : 36] } يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ {[ التوبة : 111] قال ابن كثير في تفسيره ( 2/ 515 ): (( أي سواء قَتَلُوا أو قُتِلوا أو اجتمع لهم هذا وهذا ، فقد وَجبت لهم الجنّة )) - الإسلام يدعو إلى كراهية الآخر و يتلازم الشعور بالكراهية مع العنف حيث يمارسه المسلمون و مارسوه من قبل من أجل فرض دينهم و نشره بالقوة و بالإرغام و إن لزم الأمر فبالقتل و الذبح كما جرى أيام الإسلام الأولى و ما يجري اليوم. إن المسلمين يلعنون كل يوم من ليس مسلما و يدعون عليه بكل السوء و المسلمون بارعون في السبّ والشتم و هذا كله فعله من قبل نبي الإسلام محمد الذي شتم و لعن و كذب و نافق و نكح محارمه و اغتصب الطفولة و قتل أم قرفة و أمر بقتل الكثير من غير المسلمين و أباد اليهود، فأين بقي النهي عن المنكر؟ إن نبي الإسلام و المسلمين لم يتركوا منكراً إلاّ و مارسوه و لا شذوذاً إلاّ و شدّوا الرِّحالَ إليه، هل هذا هو النهي عن المنكر؟ من يقتل و يزني و يشتم و يسرق و يغدر و يتآمر و يخون و ينافق و يقتل و يخوّن غيره و يكفّر الآخرين، أليس منافقاً و مجرماً و عابداً للشيطان؟ الكلام الجميل و المنمّق كثير في الإسلام لكنّ الواقع الفعلي و العملي الحاصل على الأرض و في المجتمعات يكشف زيف جميع هذه الدعوات المسالمة و التي تقول بأن الإسلام دين سلام و تسامح، هل هكذا يكون السلام؟ بقتل الناس و ذبحها؟ بتكفيرها و إقصائها و لعنها؟ هل التسامح يكون بوجوب عدم السلام على من ليس مسلماً؟ فالسلام على غير المسلم حرام، و الثقة بغير المسلم ممنوعة، أين يعيش المسلمون؟ هل في قرون ما قبل التاريخ أم في عصر العلوم و الانفتاح و العقل؟ إنهم يغيّبون العقل في أمور حياتهم و قضاياهم و يدرجون كلّ حياتهم تحت مفعول الدين و من زاوية الدين يقيّمون كلّ علاقاتهم مع الآخرين و هذا سبب كبير من أسباب انحدار سلوكهم و وعيهم و ثقافتهم و حتّى أخلاقهم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|