Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
تحية تقدير للفنانة أصالة نصري بقلم: فؤاد زاديكه
تحية تقدير للفنانة أصالة نصري بقلم: فؤاد زاديكه إنّ توقيف الفنّانة السوريّة أصالة نصري قبل أيام في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت و سحب جواز سفرها منها لدوافع سياسية بأمر النظام السوري و بموجب وثائق مزورة و اتهامات باطلة منها التعامل مع العدو و غيره، يدلّ على أمرين إثنين: أولهما هو الإثبات و البرهان القاطع على أن النظام السوري لم يخرج من لبنان، و هو لا يزال يسيطر على مسار الحياة السياسية في لبنان، من خلال عملائه و أذنابه الكثر و الذين يتوزّعون على مختلف الطوائف و المذاهب في لبنان. و ثانيهما: هو أن سورية لن تترك لبنان يحقق وحدته الوطنية و انسجامه الداخلي، و لن يحصل على قراره المستقل إلاّ عندما يسقط نظام الأسد في سورية و ينتهي أمره، فحقبة الاحتلال اللعسكري السوري خلقت بؤراً عسكرية و أمنية و مبررات فتنة طائفية يمكن للنظام السوري أن يفجرها في لبنان بأية لحظة. و على هامش ما قلناه، فيمكن التأكيد على حقيقة تنفيذ حزب الله _ المتحكم بأمن المطار _ أعمال اعتقالات بحق معارضين سوريين يمكن أن يكونوا دخلوا لبنان عن طريق هذا المطار، و هو الوحيد في لبنان، لأن الأطراف اللبنانية التي تعمل بأوامر الأسد لم و لن تسمح بإعادة تجهيز المطار الثاني في لبنان، مطار القليعات، لكي يبقى لبنان كله بأسر قبضة الأمن السوري و المتآمرين معه من اللبنانيين، و متى كانت الفنانة أصالة شخصية هامة و معروفة، و خوفاً من الفضيحة بأن تكبر أكثر، قام وزير العدل أشرف ريفي بالتدخل و كذلك وزير الداخلية نهاد المشنوق و كلاهما ينتمي لتيار المستقبل المعروف بمواقفه من الأسد و نظامه، و بتدخل زوجها طارق العريان و لكون أصالة تحمل الجنسيتين البحرينية و الفلسطينية و هي لم تدخل إلى لبنان بجواز سفرها السوري، تم إخلاء سبيلها و إعادة جواز سفرها لها، لكن متى كان الشخص الذي ينوي زيارة لبنان لا يملك مواطن القوة التي ساندت أصالة في أزمتها هذه، فما من الممكن أن يصير إليه مصير هذا أو ذاك ممن لا يرضى عنهم النظام السوري؟ إن النظام السوري المجرم الذي فقد كل شرعية أخلاقية و أدبية و سياسية و إنسانية له، سيبقى إلى آخر لحظة يلعب بما توفره له من أوراق اللعبة السياسية كلٌّ من روسيا و إيران بالدعم العسكري و السياسي و المخابراتي و الاقتصادي. لن يتحرّر لبنان من قبضة نظام الأسد عملياً، لطالما أتباع هذا النظام في لبنان يتحكمون بمفاصل البلد بفعل القوة العسكرية التي لهم. إني كسوري أوجّه تحيّة كبيرة إلى الفنّانة الثوريّة و المناضلة أصالة نصري، فهي وقفت بشموخ و بشرف و بعزة إلى جانب شعبها المقهور و المظلوم، و هي قالت أكثر من مرة، إنها تقف مع الإنسان في وطنها و في كل مكان و هي ترفض مبدأ العنف و تؤمن بحرية الإنسان و بكرامته و بحقه المسلوب و الذي يعمل من أجل استعادته. إن قضية أصالة و ما جرى لها من قبل جماعة حزب الله المسيطرة على أمن مطار لبنان الدولي، هي قضية كل سوري حر و شريف و وطني يرفض العبودية و الذل و لا يقبل بأن يتم استعباد الشعب و استغلال مقدرات الوطن من قبل زمرة فاسدة و فئة متحكمة لا تعرف العدل و لا تعترف بالمساواة و لا بالحقوق، إن هذا الموقف آلم كل مواطن سوري، و جعله يشعر بأنه أصالة و يمكن أن يكون هو أو غيره في نفس موقف أصالة. إن موت لبنان الوطن و احتكاره من قبل فئة تخدم أجندة خارجية، سيجعل من لبنان بلدا مقطّع الأوصال يغرق في وحول الخلافات و لن تقوم له قائمة. أسفا عليك يا لبنان الحضارة و الرقي و التاريخ و العراقة و الأصالة و العلوم و الفنون. تحية لكل لبناني شريف يؤمن بلبنان الوطن و يخدم لبنان الوطن و ليس بلدانا خارجية لا تريد الخير للبنان. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|