Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2014, 11:56 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,021
افتراضي إمكانية أن تصحّ المجتمعات الإسلاميّة! بقلم: فؤاد زاديكه


إمكانية أن تصحّ المجتمعات الإسلاميّة!

بقلم: فؤاد زاديكه




إذا قُضيَ على خليفة المسلمين الخامس، أبي بكر البغدادي، فإنّه لن يتمّ القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، و متى قُضيَ على تنظيم داعش بالكامل، فلن يتمّ القضاء على الإرهاب، لأنه فكر و ممارسة تستمدّ أسسها و أصولها من نصوص دينية إسلاميّة، لا يجوز المساسُ بها على الإطلاق، و إنّ جميع المحاولات التي يقوم بها المجتمع الدولي و تنفذها بالنيابة عنه قوات التحالف بغاراتها الحالية على مراكز و تجمّعات هذا التنظيم، فهي لن تفلح بإنهاء الإرهاب و لا بالقضاء عليه، لأنّ هذا الإرهاب يتمثّل في فكر و عقيدة و دين، و متى كانت المساعي إيجابية و جادّة للقضاء على الإرهاب فليس من طريق آخر أوضح و أصوب و أعمق و أشمل من أن يتمّ الفصل بين الدولة و الدين، و أن يتمّ إعفاء المؤسسة الدينية من مسؤولية التدخل بالشأن السياسي و المجتمع و الشأن العامّ و أن يتمّ تغيير جميع المناهج التعليمية في البلدان العربية و الإسلامية ليحلّ محل دراسة الغزوات و الفتوحات الاستعمارية الإسلامية للعالم و غيرها من المناهج التي ترسّخ مفهوم الدين في المجتمعات، برامج و دروس تساعد على تنمية الشعور الوطني و العمل على تقوية روح فكرة العيش المشترك و الدعوة إلى الانفتاح و نشر مبادئ السلام و نبذ الكراهية و العنف، و بالتالي انفتاح كل مكونات المجتمع الواحد على المكونات الأخرى بالتساوي و عدم التفرقة و لا الإقصاء، كما يجب إلغاء مادة وجوب أن يكون رئيس الدولة مسلما، ففي هذا عدم الاعتراف بمبدأ تكافؤ الفرص و لا باحترام الناس و التعامل معهم من مفهوم المواطنة، إن هذا يعتبر تعديا سافرا على فكرة المواطنة و هو ينسف معادلة المساواة بين أبناء الوطن الواحد، كما يجب إلغاء العمل بوجوب أن تطبّق بنود الشريعة الإسلاميّة على هذه المجتمعات، لأن تطبيقها يحمل غبناً كبيراً بحق أصحاب الديانات الأخرى.

إنّ الفكر الجهادي، بكلّ أنواعه و أصنافه و تسمياته، هو بالأصل فكرٌ تكفيري و عدواني و مقاتل و عنفيّ، لا يعترف بالآخر و لا يقبل به، فهو يكفّره فيقصيه و يخوّنه و من ثم يقاتله، من الواجب إقصاء تأثير الدين و استبعاد مؤثراته على تكوين المجتمعات، لكي تنمو مشبعة بروح المحبة و التسامح و الوعي و متسلحة بسلاح العلم و المعرفة، من خلال اختلاطها بالثقافات الأخرى و بالتفاعل معها في عملية أخذ و عطاء، و من خلال تبادل الخبرات و تطعيم الثقافات بأفكار جديدة و متطوّرة تستطيع هذه المجتمعات من بلوغ درجات محترمة من الرقي و التقدم و السمو الفكري و الاحترام الانساني.

لا يمكن معالجة الداء بالدواء الذي يزيل الأعراض، بل يجب معرفة الأسباب و معالجتها بطرق تكفل تفادي الإصابة بها مرة أخرى، أما داء المجتمعات الإسلامية فإنه يتمثّل بالتركيز على الدين و الدين وحده بكل ما له صلة و علاقة، و هذا النهج يجعل من هذه المجتمعات جاهلة و متخلفة و متزمتة و إقصائية. لا يمكن أن تصحّ العلاقات الاجتماعية بين أبناء المجتمعات إلاّ بتعميم و نشر الأفكار التي تدعو إلى احترام حرية العقيدة و المبدأ، و تحترم كذلك الحريات الشخصية فلا تقمعها و لا تقيم حدا تكفيريا و إقصائيا و تخوينيا عليها، فالناس كلهم سواسية و لا يجوز الحكم على الناس و لا تقييمهم على اعتبارات الدين أو القومية أو الجنس، فمن حق الجميع أن يعبّر عن أفكاره و مبادئه و معتقده بدون أي حظر أو منع و بلا ضغوط من أي نوع كانت، فكما لك كذلك لغيرك.

إن المجتمعات المسلمة لا تعترف بحق الآخر إلا بالشكل الخارجي و بالقول النظري لهذا ترى هذه المجتمعات تعاني من ويلات كثيرة، لا تعترف بوجودها و إن اعترفت فهي ستلقي باللائمة على جهات أخرى تحمّلها مسؤولية ما هي عليه، و هذا حكم باطل و غير مسؤول و لا شجاع، إنه يتهرّب من مسؤولية ما جناه على نفسه بسبب هذا الانغلاق و التمييز و العنصرية و الكراهية التي يحملها للغير و يتباهى بإعلانها. لا يمكن أن تصحّ المجتمعات المسلمة إلاّ حين تتحوّل إلى:

مجتمعات منفتحة البصر و البصيرة، غير منغلقة على نفسها في قوقعة الخوف من الآخر، و التهويل من خطورة ذلك على دينها.

مجتمعات متحضرة تعمل بدأب من أجل تحصيل العلم و نشر الوعي الاجتماعي السليم، الذي هو حقّ للجميع دون أن يكون حصراً على فئة دون أخرى، أو يحقق مصالح طائفة من الناس دون أخرى.

مجتمعات علمانية تؤمن بروح التقدم العلمي و تستفيد من تجارب و خبرات الآخرين و تغني معارفها بمبتكرات العلم و التكنولوجية في كل المجالات و على جميع الأصعدة.

مجتمعات تقبل بفكر الآخر و بعقيدة الآخر و بدين الآخر، و تعامله بندية و بعدل و مساواة، و ترى له ما ترى لنفسها، و لا تحاول التدخل بشأنه و لا التأثير عليه، أو ممارسة أية ضغوط غير قانونية و غير إنسانية و غير عادلة.

مجتمعات تنظر إلى مساعي بناء كنيسة مسيحية أو كنيس يهودي كنظرتها لمسعى بناء مسجد أو جامع، فمن حق كلّ جماعة أو طائفة ممارسة عقائدها و طقوسها الدينية بحرية تامّة و بدون أيّ تعكير لصفو هذه الممارسة.

مجتمعات تعترف بتقصيرها إن حصل، و تعمل من أجل تجاوز ذلك في المستقبل، و ألاّ تتهرّب من مسؤوليتها مام ضميرها و الآخرين و هنا يجب الابتعاد كلية عن نظرية المؤامرة، و التي يعشقها المسلمون و كذلك عن سياسة الكيل بمكيالين و هي ما يجيده المسلمن بحرفية و غباء.

مجتمعات تؤمن بالعدالة الاجتماعية و تسعى لتطبيق القوانين الوضعية التي صنعها الانسان من أجل الخير و لتحقيق العدل و العدالة، بدون وساطات و لا تدخّل بشؤون النظام القضائي و التأثير عليه، و من ثم الفصل الفعلي و التام بين السلطات الثلاث.

مجتمعات تحترم الكلمة الحرة و تشعر بمسؤوليتها أمام العالم، لتكون لها مصداقية محترمة لدى الغير. و أن تقدر عمل الصحافة كسلطة رابعة تعمل من أجل تطوير المجتمعات من خلال التوجيه و النقد على أن يتم ذلك بحرفية و باحترام الصحافة لعقل المشاهد و المتلقي و بهذا عليها أن تكون حيادية و صادقة و أمينة في نشر المعلومة.

مجتمعات لا تعتبر ادين ركيزة أساسية في بناء المجتمع و الدولة على أن ينحصر عمل و توجه الدين ضمن حدود الكنيسة و المسجد دون أن يتجاوزها إلى المجتمع و إلاّ فإننا سنعود مجدداً إلى نقطة الصفر التي بدأنا منها العمل.

مجتمعات تهتم بالإنسان كهدف أسمى و تعمل من أجل إسعاده و نجاحه و سلامته، و كذلك من أجل تطوره الفكري و الاجتماعي و السياسي و الثقافي، و اعتباره ركيزة المجتمع و الدولة، بحيث تعمل على إنشاء و تحضيره ككادر قيادي في المجتمع و الدولة يعي مسؤوياته و يحترم حقوقه و ألا ينسى الواجبات المترتبة عليه.

ليس بالامكان الوصول إلى هذا النوع من المجتمع، و نحنةنضطهد الآخر بسبب دينه و نميّزه و نكفّره و نعاديه و نسلب حقوقه و نتآمر عليه فنقصيه و نحط من قيمته و نهمّش دوره و نتغافله و لا نشعر به. الفكر السائد في كل المجتمعات الاسلامية الحالية هو فكر دينيّ إقصائي و هو لا يؤمن بجمالية القيمة الإنسانية النبيلة للانسان، و هناك أمور كثيرة لا يزال معمولا بها، كعدم السماح للمسيحي بالزواج من مسلمة إلا حين يغيّر هذا المسيحي دينه، فيما يحق للمسلم الزواج من المسيحية و عليها أن تغيّر هي دينها، كذلك أن يكون رئيس الدولة مسلما، ألا يوجد من المسيحيين أو الدروز أو اليهود و غيرهم من هو قادر على إدارة شؤون البلاد؟ لقد كان أول رئيس بعد الاحتلال الفرنسي مسيحيا، ألم يكن كفؤاً لمهمته؟ ألا يوجد بين أقباط مصر مثلا شخصا يستطيع إدارة شؤون مصر؟ ثم وجوب تطبيق الشريعة الاسلامية و أن يكون الدين الرسمي للدولة هو الاسلام، هذه مظاهر سيئة و غير عادلة ففي المجتمعات العربية أصحاب ديانات أخرى، إنها تحط من قيمة الآخر و تشكك بوطنيته و بكفاءته، و لا تعامله كما يستحق.
فإلى أن تصحو المجتمعات الإسلامية من غفلتها، سيبقى وضعها على ما هو عليه اليوم، و هو كذلك منذ ما يزيد عن 1400 سنة، فإلى متى سينام المسلمون على وسادة الجهل و يلتحفون بلحاف البغضاء و شعور العداء للآخر؟ هل من نتيجة إيجابية لمثل هذا التفكير المرض و المتخلف؟ يحتاج المسلمون لشجاعة كبيرة لكي يقفوا على أسباب تخلفهم و انحطاطهم الفكري و الاجتماعي، إن هذا لن يهبط عليهم من السماء بمظلة التمنيات و الأحلام و لا بزرع مشاتل الوهم و النفاق في صحارى تخلفهم و بوادي تعنتهم وتقوقعهم على الذات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke