Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2014, 03:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي النفاق المفضوح بقلم: فؤاد زاديكه

النفاق المفضوح

بقلم: فؤاد زاديكه


في واقع الأمر، يحتار الانسان بالطريقة التي يفكر بها المسلمون، و بالأساليب الملتوية التي يتبعونها في محاولات لا تكلّ و لا تملّ، من أجل الظهور بمظهر الحمل الوديع لذئب مفترس و وحش كاسر، لا يدرك ما معاني قيم الحياة كما لا يحترمها أو يأخذها بعين الاعتبار أبداً، فعلى الرغم من كلّ هذه الجرائم التي يقوم بها المسلمون و الإرهاب الذي يمارسونه، بمختلف أساليب العنف و الترهيب، إلا أنهم لا يخجلون البتة من إعلان أن هذه الأفعال لا تمتّ إلى الإسلام بصلة، أو أنها غريبة عنه، يُراد منها تشويه صورة الإسلام الحقيقية، و هي صورة مسالمة و متسامحة كما يحبون أن يسوّقوا لها، هروباً من حقائق دامغة و تاريخ دموي قائم على القتل و الغزو و السبي و الاحتلال و الاغتصاب و على اتباع سياسة القهر و التهجير و فرض الدين بالقوة.

إنّ جميع هذه الأمور السلبية موجودة في الاسلام، بل و أكثر من ذلك، و أن الإسلام كدين يقوم على مبدأ الجهاد و هو تسويغ قتال الآخرين، ممن يحبون تسميتهم بالكفّار و الكفرة، و كذلك على فكرة التكفير كنهج يسعى إلى قمع الحريات و إلى إقصاء الآخر من أجل تثبيت سياسة القطب الواحد و الذي لا يجب أن يكون أي قطب سواه، و هذا القطب هو الدين الإسلامي، الذي لا يعترف البتة بالأديان الأخرى، و هو إن اضطر إلى التعامل معها فإما أن يكون السبب بذلك هو ضعف الإسلام و عدم قدرته على تنفيذ هذه الأجندة، أو أنه يحاول اتباع سياسة المهادنة بنفاق مصطنع، تفرضه ظروف أو حالة ما.
فإذا أخذنا بادعاء و مزاعم من يقول بأن هؤلاء ليسوا مسلمين و أنهم لا يطبقون شيئاً من تعاليم الإسلام،و سلّمنا جدلاً بصحة مزاعمهم و ادّعاءاتهم فإنّنا نطرح أسئلة واضحة و محددة نرغب من هؤلاء السادة الكرام أن يجيبوننا عليها، إن كانت لديهم إجابات شافية و وافية و كافية تشفي الغليل و تطرح عن ذلك أيّ بديل، و من هذه الأسئلة المشروعة و الملحة ما يلي:

إذا لم تكن طالبان مسلمة، و لا تمثّل الإسلام، فمن هي؟ و ما هي أجندتها التي تعمل على تنفيذها و تنشر الدعوة بها؟ ثم أن دول الخليج و على رأسهم السعودية و قطر و كذلك من باكستان و بقية الدول الإسلامية، حيث ظلت لسنوات طويلة تقدم لها المال و السلاح و المتطوعين؟

إذا لم يكن تنظيم القاعدة مسلما؟ و إذا لم تكن له صلة بالإسلام؟ فمن هو؟ و ماذا يمثّل؟ و هو الآخر تلقى كل الدعم من العالم الإسلامي كله دون استثناء؟ فهل كان يومذاك مسلما و يدعو إلى الإسلام و يسعى إلى تطبيق شريعته و أما اليوم فلا؟ ما الذي تغيّر في موقفه؟ إنها ذات الشعارات و نفس المبدأ بل و نفس الأشخاص.

إذا لم تكن بوكو حرام إسلامية و هي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية فمن هي و ماذا هو دينها؟

إذا لم تكن حماس مسلمة و هي تسعى إلى تطبيق شريعة محمد فمن تكون؟ و ما هي الأجندة التي تعمل لها؟

إذا لم تكن منظمة شباب الصومال الإسلامية إسلامية و هي تعمل بالشريعة الإسلامية فمن هم؟ و ماذا يمثلون؟

إذا لم يكن أنصار الشريعة في الكثير من البلدان الإسلامية إسلامية و هي تطبق الشريعة على الطريقة المحمدية فمن تكون؟ و ما هي أهدافها؟

و إذا لم تكن جماعة أبو سياف مسلمة فما تكون؟

و إذا لم تكن داعش مسلمة فمن تمثل؟ و ماذا تكون و قد بايعها نصف مسلمي العرب؟


و إذا لم يكن الإخوان المسلمون بفكرهم و نهجهم المعروف مسلمين فمن هم؟ و ماذا يمثلون و هم يرون الحل و كلّ الحلّ في الإسلام؟

و غيرها و غيرها و غيرها و هي لا تحصى فالقائمة تطول بذكر جميع هذه المنظمات الإسلامية و كلها تكفيري _ جهادي _ إرهابي _ عنفي أليست هذه كلها من الإسلام و هي تدعو إلى الإسلام و تقوم بتطبيق منهاج و تعاليم و مبادئ الإسلام؟ من الواضح و المعروف و المخزي هو أن جميع هذه التنظيمات الإسلامية تمارس أعمال القتل و الذبح و التفجير و التهجير و الاغتصاب و التعدي و الخ من أعمال الظلم و العنف الذي ليس فيه أية إشارة إلى سلام أو تسامح أو محبة أو انفتاح أو عدالة أو اعتراف بالآخر، فكله يعمل على تطبيق مبدأ نبي الإسلام محمد ابن آمنة و القائل: (إسلَمْ، تَسلَمْ) و بالواقع فإن الإسلام بجوهره و حقيقته و أسسه يقوم على هذه المقولة و ليس على أية مقولة أخرى، فكل من ليس مسلما هو كافر بعرف المسلمين و في قانون الإسلام فإن جزاء الكافر هو القتل، هذا هو عدل الإسلام، هذا هو التسامح المزعوم في الإسلام و هذا هو شكل السلام الذي يريد المسلمون التغني به و هم بذلك ينافقون نفاقاً كبيراً.

لقد انكشف الوجه الحقيقي للإسلام، و الأصح أن نقول سقطت تلك الرتوش التي كانت تفرض بالقوة لتمرير صورة الاسلام غير الحقيقية، و الذي أسهم بكشف هذه الصورة و فضح هذه الوجه القبيحة له هو التطور التكنولوجي الكبير الحاصل في الحياة و الذي أنجز لنا الفضائيات و الإعلام بكل وسائله و الانترنت، فاليوم ليس كالبارحة، لم يعد بالإمكان إخفاء ما يجري و طمسه، فأي حدث يقع، أو فاعلية تحصل في أي مكان من العالم تتم معرفتها بسرعة البرق، و لو كانت هذه الوسائل متوفرة أيام الدعوة الإسلامية فانكشف مباشرة للعالم ما قام به محمد و أزلامه من جرائم لما انتشر هذا الدين الوباء و لمات في مهده، فكان مهده نعشه.

إذا ليس جميع هؤلاء الذين ذكرناهم، و الذين لم نذكرهم بالإسم هم من المسلمين و يقومون بتطبيق الإسلام بواقعه و بحقيقته، فهل لم يكن نبي الإسلام أيضا مسلما و قد قتل و ذبح و أباد و اغتصب و زنى و ظلم و اعتدى؟ و كذلك أتباعه من بعده؟ ألم يكونوا هؤلاء من المسلمين؟ إن دماء اليهود و النصارى و الملحدين و اللادينيين في شبه جزيرة العرب، هذه الدماء التي سفكها المسلمون الأوائل، لا تختلف بأي شيء أوصورة عن الدماء الجديدة التي يسفكها داعش في كل من العراق و سورية، أو حماس و الإخوان المجرمون في سيناء و مصر و كل المسلمين في شتى أنحاء العالم و هم يسعون للقضاء على الحياة من أجل بقاء الشر و ترسيخ سلطانه و سطوته باسم هذا الدين الذي أرهب و يرهب العالم بعنفه و إرهابه و كراهيته للآخرين و بجهله الأعمى و سلوكه الطائش.

كفاكم كذبا و نفاقا بقولكم أن هؤلاء ليسوا من المسلمن، و هم لا يطبقون الإسلام، لأنهم أكثر إسلاما منكم و أصدق بالتعبير عن أفكارهم و مبادئهم، أنتم مثلثهم تماما عندما تتوفر لكم القوة، لأن الإسلام كدين هو هكذا، يقوم على العنف و الكراهية و الجهاد. مئات بل آلاف الآيات القرآنية و الأحاديث المحمدية تؤكد هذه الحقيقة، فمهما تنكرتم لذلك و مهما حاولتم التنصّل من مسؤولياتكم كمسلمين عمّا يجري، فإنه لن يغيّر من وجه الحقيقة الدامغة و لن يحرف الأنظار عن هذه الدعوة البائسة التي لا ترى سوى الظلمة و الكراهية و لا تمارس غير العنف و القتل.

هذا هو دينكم و هكذا هم أنتم، و من كان منكم مسالما و معتدلا فليس لسبب كونه أنه مسلم مؤمن بل لسبب أنه تلقى تربية عائلية سليمة لا تؤمن بمبادئ الإسلام و لا تعمل بها، فأنت لست مسلما حقيقياً إن لم تقتل و لم تكره و لم تُرهبْ و لم تجاهدْ و لم تُكَفِر الآخرين و لم تعتد الخ... نعم هذه هي الحقيقة المرّة التي لا يريد المسلمون الإقرار بها لولائهم الأعمى لدينهم و هو واقعون تحت تأثير المخدّر اللفظي المنمّق و المظهر الخارجي البرّاق و الذي يخفي بداخله مضموناً عفِناً و عالماً رهيباً من الغرابة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke