Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
السّيفُ المحمّديّ بقلم: فؤاد زاديكه
السّيفُ المحمّديّ بقلم: فؤاد زاديكه ليس من المعقول و لا المنطق أن يتمّ الحكم على الأمور، من خلال الشّبهة و الاشتباه، أو من خلال إطلاق التهم جزافاً، بلا مبرّر و بلا دليل، هذا ما يقرّ به العقل و العقلاء، و ما يعترف به و يحترمه أصحاب الفكر الصائب و العادل و المُحِقّ، لكن و بالمقابل، فإنّه يكون نفاقاً كبيراً ذلك الفعل، الذي يغضّ النظرَ عن سيئات واضحة و عن أعمال فاضحة، لا يقرّها المنطق و لا يقبلها العقل، لمجرد التغطية عليها أو مسايرتها لمصلحة ما أو لغاية و هدف قريب أو بعيد المدى، إذ لا يمكن أن يكون الحقّ حقّاً في مكانٍ ما و زمانٍ ما، ثمّ يُنظر إليه على أنه باطل في مكان آخر و ظرف آخر. إنّ الباطلَ باطلٌ في جميع الأزمنة و الأمكنة و كذلك فإنّ الحقَّيبقى حقّاً بغض النظر عن جميع المؤثرات الفاعلة، مهما تكن. هذا ما نراه بعيوننا اليوم، و ما نسمعه بآذاننا و نشعره بكلّ دقّة المشاعر، و مصداقيّة الأحاسيس. إنّ السّعوديّة بترويجها للفكر الوهابيّ، الذي أتى به الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في السعودية، و بموافقة مؤسس السعودية و أسرة آل سعود، و هو فكرٌ مستمدٌّ من أفكار ابن تيميّة و استمرار لها على نحو أسوأ، أقول إنّ السّعوديّة و على مدى السبعين عاماً الماضية، هي أكبر مصدر للإرهاب و مُصَدّر له و كانت المموّل الرئيس له في الماضي القريب، إنّ ادّعاء السّعوديّة و غيرها من البلدان و الدول بأنها تقوم بمحاربة الإرهاب و الفكر التكفيري، لهو كذبة كبيرة و دجلٌ واضح و نفاقٌ فاضح، ليس إلاّ من أجل التغطية و لإبعاد الشبهة عن مصدر الإرهاب الأساسي ألا و هو الفكر المحمدي التكفيري، القائم على تصنيف الناس بين كافر و مؤمن، و لا أحد يعلم المعاييير التي من خلالها يكفّرون الناس و يدعون لقطع رقابهم و هدر دمائهم. ليس من شكّ بأنّ الفكر الذي جاء به محمد ابن آمنة، نبيّ الإسلام، هو فكرٌ عنصريٌّ _ تكفيريّ_ إقصائيٌّ_ لا يقبل الآخر أبداً، و من هنا انطلق ابن تيميّة و بنى عليه محمد بن عبد الوهاب فكره الوهابي و منه أيضا استمدّ ابن لادن و الظواهر و أبو بكر البغدادي و غيرهم هذه الأفكار لكونها نصوص أساسية من صلب القرآن و جوهره، و هو المرجع الرئيس لجميع مسلمي العالم. لقد كان السّيف شعار نبي الإسلام، و سلاحه الذي فتك به و ذبح و غزا و سبى، و هو لا يزال شعار مملكة السعوديّة، يزيّن علمها و هو رمزها و دليل قوّتها، تُرهب به أعداء الإسلام و أعداء إله الإسلام، الضعيف و الذي يخاف من ظلّه. إنّ السّيف شعارُ الموت و القتل و الذبح و الفناء، إنّ السّيف نهجُ التعدّي و الظلم و العدوان و الهمجية، إنّ السّيف عنوانُ الضعف و الهزيمة والخوف، إنّ السّيف هو الشكّ و التكفير و الدعوة إلى الجهاد، فأية مصداقية يمكن أن تكون لدولة السيف عندما تزعم بأنها تدعو إلى حوار الأديان، و هي لا تسمح بأية حية دينية في مجتمعها؟ أو حين تدّعي أنها تحارب الإرهاب و تدعو إلى الوسطية و الاعتدال و مناهجها الدراسية و التعليمية محشة بأفكار ابن تيميّة و الفكر الوهابيّ التكفيري، الذي يرفض الآخر رفضا قاطعا، و يرفض حتى الاعتراف بهذا الآخر؟ ناهيك عن المؤسسة الدينية السعودية الخاضعة لسلطة النظام و المنفذة لأوامره، فإنها و هي الأخرى تؤجج نار الفتنة الطائفية و تعمّق الشّرخ بين الديانات، و تنفذ تعاليم و أوامر الحاكم، و هي أوامر تستمد شرعيتها من الفكر الوهابي الجهادي المجرم. لم ينته العمل بالسيف بين أبناء و أتباع أمة محمد، على الرغم من موته، لأن هذا الفكر ثابت و هو قانون مفروض على كل المسلمين، ليس بإمكان أيّ أحد الخروج عن طاعته، أو الاعتراض عليه، أو نقده، لأنّ سيف محمّد المتمثّل في إقرار حكم الردّة، مُسلّطٌ على الرقاب، و ما أسهل أن يتم التكفير و هدر الدم بموجب هذا القانون و الشّرع لسيف محمّد و الإسلام. إنّ ما نشاهده، و يشاهده كلّ العالم على شاشات التلفزة و وسائل الاعلام من إرهابيي العصر الحاضر كلّهم، حيث الذبح و قطع الرقاب و التمثيل بالجثث و تدمير دور العبادة و إتلاف كتب العلم و المعرفة أو ما لا يوافق مزاج المسلمين و يتوافق مع أهوائهم و ميولهم المريضة، ليس بجديد على الاسلام أو دخيلاً عليه، فهو من صُلب الفكر المحمّدي و لقد مارسه محمّد نبي الاسلام على نفس النحو و الوتيرة و النهج الداعشي اليوم. لن يتعافى الإسلام، و لن يشعر العالم بالأمن و الاستقرار و السلم، لطالما بقيت مناهج الدول الاسلامية تعلّم الكراهية و البغضاء و تكفّر العالم الغربي و غير الغربي، و إلى أن تبقى هذه النصوص المتخلفة في كتب الاسلام الرئيسة، لأنهم يعتمدون عليها، و على أساسها يقيمون شرعهم و قوانين بلدانهم، و التي تعتبر من أكثر قوانين العالم رجعية و تخلّفاً و انحطاطاً، إذ كيف لأمة أن تنهض و هي تتوكأ على عكاز الجهل، فتعادي العلم، و تعتمد على التخلّف لتقف بوجه التقدّم، و تناهض بقية الأديان و هي تدعو إلى القضاء عليها و اجتثاثها عملاً بمقولة صاحب السّيف المحمّدي و التي تقول: " لا يجب أن يكون دينان في جزيرة العرب" أو " الاسلام يجبُّ ما قبله" أو " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أو " قاتلوا الكفّار و المشركين" أو و أو و أو و هي دلائل كثيرة على أنّ هذا السيف سيبقى مسلّطاً على الرقاب، و هو يرغب بغزوات جديدة في العالم الغربي و الأمريكي و غيرهما. لكي يصبح الإسلام ديناً سماوياً و فكراً معافى، عليه أن يدعو للسلام و المحبة و أن يتعامل بالرحمة و التسامح، و أن يدعو إلى الانفتاح و قبول الآخر و الأهم من ذلك أن ينهي أسطورة العمل بالسف و الذبح و الإخضاع بالقوة و عن تصنيف البشر و تكفيرهم، عليه أن يتحوّل إلى فكر إنساني لا أن يبقى فكراً شيطانيّاً مجرماً و إرهابيّاً لا يفهم غير لغة العنف و الحقد. عليه أن يتطوّر و يتجدّد لا أن يظلّ متقوقعاً و منغلقاً على نفسه، كما هو منذ ما يزيد عن 1400 سنة. عليه أن يفتح باب الاجتهاد و النقد و يخضع لتقويم و أن ينفض عن نفسه غبار الأفكار الجهنميّة و المظلمة، تلك التي لا ترى النور و لا تعمل للسلام. و بناءًا عليه نقول: على السّعوديّة أن تكون صادقة مع نفسها أولا، فتقوم بمحاربة الارهاب الموجود في مناهجها التعليمية كفكر و ممارسة، قبل أن تقوم بمحاربة داعش و غيرها، لأنّ بقاء هذا الفكر بنصوصه غير المقبولة و غير المعقولة، سوف يولّد أكثر من داعش في كلّ مكان و زمان، على السّعوديّة و غيرها أن تنبذ فكر العداء و التشكيك بالآخر، و أن لا تكيل بمكيالين في آن واحد، بحيث تقوم هي و غيرها من بلاد العالم الاسلامي بنشر الإسلام في أمريكا و أوروبا، في الوقتالذي لا تسمح بنشر أي دين آخر في بلدانها، ثم تبني المساجد و الجوامعفي العالم الغربي، بينما ترفض بناء دور عبادة في بلدانهم لغير المسلمين، و أكثر من هذا و ذاك فإنها تقوم بتأسيس جمعيات مختلفة و تحت مسميات معسولة و براقة، تصبح فيما بعد بؤراً لتغذية الإرهاب و لدعمه لوجستياً و ماليّاً. ليكون المسلمون عادلين و منصفين و صادقين عليهم أن يعاملوا الآخرين كما يردون أن يعاملوهم، أي المعالمة بالمثل، و إلا فسيكون هناك غبن بحق الآخر و بعدم العدالة في المعاملة. أم أن المسلمين مصرّون على فكرة أنه يحق لهم كلّ شيء، و لا يحقّ للآخرين أيُّ شيء؟ إذا بقي هذا المنطق هو المعمول به، فلن يكون عدل بل حقّ ضائع و اعتداءٌ على الآخر لاجتثاثه من جذوره. لا أحد يزعل من الحقّ سوى الظالم، و لا أحد يرفض المنطق غير الجاهل، و لا أحد يتعامل بمكيالين سوى المذبذب الذي لا مبدأ ثابت له، و أيّ مسلم سيغضب ممّا سقته هنا من حقائق دامغة، سيكون ظالماً لي و معتدياً على حقّي في التعبير عن نفسي و فكري، و أعتقد أنه تعبير عن كلّ فكر حرّ و عاقل و منطقي و معتدل. إنّ السّعودية باستمرارها على الفكر الوهابي كشريعة و قانون، فإنّها ستبقى البلد الأول الذي يفرّخ الإرهاب، و من ثمّ يُصدّره. الفكر الوهابي فكرٌ تكفيريّ، كما هو فكر ابن تيميّة، و كما هو فكر محمد ابن آمنة، رسول الاسلام. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|