Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
العنفُ الدينيّ بقلم: فؤاد زاديكه
العنفُ الدينيّ بقلم: فؤاد زاديكه
إذا كان للعنفِ السياسيّ ما يبرّرهُ, كما يزعم أصحابُ هذا التوجّه غير الإنسانيّ و غير المتحضّر بقصد فرض السلطة و النفوذ و استمرار الهيمنة من قبل طرف واحد على أطراف أخرى كثيرة – علماً بأن جميع أشكال العنف غير مقبولة و هي غير إنسانية و غير عادلة و غير مبرّرة بالإطلاق لأنها ضد إرادة الإنسان الحرّة و هي غبنٌ واضح و صريح – فإنّ العنف الدينيّ ليس له ما يبرّرهُ على الإطلاق في جميع العصور و الأزمنة و أيّا تكون الجهة التي تقوم بممارسته. يمكن للمرءِ أن يفهم و يتفهّمَ لماذ يشنُّ الوثنيّ حرباً على مؤمن أو على أصحاب دين جديد, و يمكن كذلك للمرء أن يضعَ اعتباراتٍ لممارسةِ أساليبِ القتل من أمم شتّى بحق شعوب أخرى, لأنّها كانت تخشى على سلطانها و زوال حكمها و انقراض نفوذها, لهذا كانت تمارس كلّ أشكال الإضطهاد و القهر و العنف بحقّ المسيحيين الأوائل, إنّها كانت حكومات و سلطات دنيوية شاءت بالقوة أن يستمرّ نفوذها و أن يظلّ استعبادها للبشر مع انعدام القانون و غياب الحريات و سيطرة أساليب الترهيب المختلفة, لتبقى الشعوب على وثنيتها و على جهلها و تبعيتها. أمّا أنْ تشنّ جهةٌ دينيّة مثل هذه الحروب و الغزوات و تمارس مثل هذا القهر و الإرهاب و الترهيب, باسم الدين لتقضي على دينٍ آخر, فإنّما هذا هو العنفُ المجرمُ الأعمى و هذا هو الشيطان الحقيقيّ القاتل لكل منابع الخير و الحق و العدل في الحياة, إذ هو يمارس جميع الأساليب الممكنة لاقتلاع جذور الآخر و استئصال شأفته و إلغاء وجوده و اجتثاث أصوله و فروعه, و إنّ هذا الفعل الشنيع و غير الأخلاقي لمرفوض قطعاً و غير مقبول أو معقول أو مفهوم, إنّه تعدّ على إرادة الله الذي خلق البشر أحراراً. إنّ الأتراك العثمانيين فتكوا بشعوب تلك البلاد النصارى, مع العلم أنّ الأتراك هم الشعب الدخيل على هذه الأرض و البلاد فهم قوم قدموا من منغوليا فيما النصارى هم سكان تلك البلاد الأصليون, لقد حاكوا المؤامرات ضد النصارى و فرّغوا كلّ ما في جعبهم من وسائل الخداع و التضليل و التلفيق و تركيب التهم بحجج مختلفة واهية غير صحيحة و غير أمينة كالتعامل مع الروس و غيرهم أو بالخيانة و العمالة و التجسس أو غيرها مما كانت عبقرية الحقد الديني الأعمى تخترعه و تسوّقه كمبرّر لتلك المجازر الرهيبة التي ذهب ضحيتها ملايين البشر من أرمن و سريان و يونان و آشوريين و كلدان, قُتِل الملايين و شُرّد الملايين فدُمّرت الكنائس و خُرّبت الأديرة و نهبت محتوياتها و أتلفت و نقلت حجارتها لبناء البيوت أو تمّ تحويلها إلى مساجد أو استخدامها كإصطبلات و خانات للخيل و البقر و منها تمّ تحويله لمعسكرات و ثكنات عسكرية و أماكن لتخزين العتاد و الأسلحة. كلّ تلك الأفعال القذرة و المُدانة بجميع الأعراف و القوانين و الشرائع الإلهية و البشرية, مورست باسم الدين و تحت ستار الدين و بدعوى الدين و بوازع الدين, فأي دينٍ يكون على هذه الشاكلةإن هذا لم يكن ممارسات من قبل افراد أو أشخاص بدوافع ذاتيّة بل كان بمبرّرات دينية على أن النصراني شخص كافر و غير مؤمن و يجب لهذا أن يموت, و هذا مكتوب في نصوص الإسلام الدينية و ليس اختراعا أو اجتهادات من قبل أشخاص, و هو ما فعله اسامة بن لادن و أيمن الظواهري و طالبان و ما يفعله داعش هذه الأيام و غيره من التنظيمات الدينية الجهادية الإرهابية المسلمة. إنّ جميع المسيحيين هم كفرة بنظر المسلمين, و هم يعملون تحت راية الصليب بل هم عُبّاد الصليب كما يقول هؤلاء عن المسيحيين المسالمين و المحبيّن و المنفتحين و الأمناء دائما, و قد فعل المسلمون هذا مع بقيّة الأديان كالبوذية و السّيخ و الهندوس و غيرهم حيث دمّرت طالبان تماثيل بوذا في أفغانستان كما تدمّر اليوم داعش جميع المراقد الدينية و الأديرة و الكنائس و الأماكن الأثرية بحجة أنها ضد الإسلام, إنها همجيّة الإسلام, إنّه حقد المسلمين, إنّه التكفير الذي يتهموننا به, و حين نرى محاكمات هؤلاء الحمقى لعمّال الصليب الأحمر و موظفيه الذين يقدّمون المساعدات للشعوب الفقيرة و المنكوبة بحجة أنها تعمل تحت شارة الصليب فهي كافرة, و هم يمنعون المسيحيين من ممارسة دينهم و حتّى بالبقاء على دينهم إذ يجبرونهم على دفع الجزية أو الدخول في الإسلام كما كان يفعل نبي الإسلام محمد و أتباعه و الذين جاؤوا من بعده حاكمين باسم الإسلام. الإرهاب الإسلامي حافلٌ سجلّه بروائع هذا الإرهاب من قتل و تفجير و تفخيخ و نهب و تشريد و اعتداء و اغتصاب و سجن و تدمير وجه الحضارة الراقي لجعله باللون الأسود, لون الجهل و التخلّف و المرض الذي يعاني منه المسلمون في جميع بلدانهم و مجتمعاتهم. لا خلاص للمسلمين من هذا الوضع و لا فلاح لهم في الحياة إلا بالتخلي عن هذا الدين و أفكاره العنصرية الإرهابية المجرمة التي تُرَوّع الشعوب الآمنة و تستعمرها غازية لتفرض بالقوة و بالإرهاب و الغصب أفكار هذا الدين الذي أصبح من الماضي, لأنه لا يستطيع العيش مع الحياة, إنّه ضد الحياة بكلّ معنى الكلمة. إنّ المشكلة ليست في تنظيم القاعدة أو طالبان أو داعش أو بوكو حرام او أبي سيّاف أو شباب الصومال و غيرهم كثير, بل العلّة الأساس و السبب الجوهري لكلّ هذا العنف الديني هو الفكر الإسلامي الذي يدعو إلى هذا و يشجّع عليه, و إلى رجال هذا الدين و شيوخه الذين لا يقومون بأية محاولة لتصحيح هذا الاعوجاج الواضح, و الذي منه يأتي كلّ هذا الخطر. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-06-2015 الساعة 09:13 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|