Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 2 بقلم: فؤاد زاديكه
شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 2 (من مقالاتي القديمة) بقلم: فؤاد زاديكه إنّه لمن المنطقيّ و المؤكّد أنْ يسقط حكم أي دكتاتور عندما يمنح الحرية لشعبه, إذ لا يمكن للحريات و للديمقراطية و للتعبير عن الرأي و مبادئ حقوق الإنسان أن تكون أو تتطور في ظلّ أي نظام تسوده الدكتاتورية و القهر و نظام الطوارئ و خنق الحريّات, فمتى منح هذا الدكتاتور مجالاً لممارسة الحريات السياسية و الشخصية فإنه سوف يسقط بدون أدنى شكّ. و من هذا المنطلق فإنّ نظام حافظ أسد سعى و منذ تولّيه الحكم بالقوة, أي من بدايته, إلى أن يبقي على طاغوته و أن يستعمر إرادة الشعب بكمّ الأفواه و ترهيب المواطنين و بثّ الخوف و الذعر و اليأس في نفوسهم و في قلوبهم و في عقولهم. إنّه نظام احترف الطغيان وسيلة لاستعباد الشعب السوري و لقهر إرادته, لهذا فلن يمنح شعبه أية حرية و لن يمارس أسلوب الحكم الديمقراطي و لن يطبّق العدالة الاجتماعية ما دام حيّاً, و لن تبقى أمام هذا سوى أن ينتفض الشّعب و يعلنها ثورة على نظام البعث المجرم لإزاحة هذا الدكتاتور الطاغوت و إنهاء نظامه التعسفي و المخابراتي المقيت و إلى مزبلة التاريخ. أما الذي لفت انتباهي في هذا الخبر و أكثر من غيره كمواطن عانى جزءاً من مأساة الوطن و مصيراً بائساً عندما كنت في بلدي و اليوم أعاني قهراً جديداً بغربة إجبارية قاهرة جعلتني خارج حدود الوطن أنا و أسرتي, لأني كنت أحمل فكراً يتعارض مع فكر النظام و أنتمي لحزب سياسيّ كان يومذاك محظوراً, فتم فصلي من عملي لأسباب سياسية بحتة و من خلال ضغوط مورست عليّ من قبل الأمن و مدير التربية في محافظة الحسكة و وزير التربية و الموجه التربوي و كلّ من كان له علاقة بعملي الوظيفي, و الذي لم تكن له أية علاقة كدوائر الأمن مثلاً. نعم إنّ الذي لفت انتباهي هو أنّ دكتاتوراً كحافظ أسد, سفّاح الشعب و قاتل الأبرياء و مالئ سجون البلد بالأحرار و الشّرفاء و أصحاب الضمير الذين صرخوا بوجهه في لحظة أو موقف أو من خلال المواقف الثابتة و الجريئة ليقولوا له لا... أو ليصرخوا كفى... نادوا بلا للعبودية و الذلّ و القهر... لا للاستسلام و الخضوع و الخنوع... لا للنظام الرجعي الظالم و المستبدّ.. نعم للمواطن كي يعيش حرّاً كريماً... نعم للحرية و للديمقراطيّة... نعم لمواطن يعيش كرامته و يمارس حياته بشكل طبيعي دون أي ضغط أو إكراه أو تجبّر سلطوي أو تدخّل في شأن حريته كإنسان. أما الذي لفت انتباهي فهما جملتا ( بسبب سياستها العنصريّة) و (كانت سورية بدأت الاتصالات مع جنوب أفريقيا هذه السّنة بعد إلغاء قوانين الفصل العنصريّ و انتخاب أول برلمان متعدد الأعراق) يبدو بأن المشرفين على رئاسة تحرير هذه الجريدة هم أيضاً يحاولون و لأغراض غير خافية, و منها موالاتهم لهذا النظام الدكتاتوري, و الذي من مصلحتها - كما يظهر لنا - أن يظلّ على سدّة الحكم, نعم يحاولون تجاهل كلّ ما حصل و ما يحصل في سورية الآن و هو أسوأ بكثير جداً ممّا كان يحصل في جنوب أفريقيا قبل سنوات, لكنّها لعبة المحزوبيات و التحالفات و المصالح المشتركة و شراء الذمم و بيع الأمانة الإعلامية و الشفافية الصادقة غير المنحازة لا أكثر و لا أقلّ و هنا باب القصيد. يتبع....
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|