Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
علاقة الناس ببعضهم 2 بقلم: فؤاد زاديكه
علاقة الناس ببعضهم 2 بقلم: فؤاد زاديكه من المؤكد أنّ هناك خطراً حقيقيّاً يتهدّدنا أولاً قبل أن يتهدّد الآخرين متى كنّا على هذا النمط من التفكير و النوع من السلوكيّة من خلال تعاملنا مع الآخر, عندما يكون هدفنا السّعي إلى تغيير قناعات الآخرين و وجهات نظرهم أو معتقداتهم و مبادئهم بالقوة أو بالعنف أو أيّ نوع من أنواع الضغط أو الإكراه, أو الترهيب أو الإرغام, و هذا ما رأيناه و نراه يحصل على مستوى الدول و كذلك لدى تسلّم سلطة عنصريّة متشدّدة ظلاميّة مقاليد الحكم و الأمور في بلد ما و خاصة البلدان الإسلاميّة. إنّ أيّة محاولة أو عمل من هذا القبيل, يكون ظالما و غير عادل كما لا يندرج تحت أيّة مسميات أخلاقية أو إنسانيّة كما يجب أن يكون, و هو بالتالي سلوك غير حضاري و غير مقبول, فالعنف سيولّد المزيد من الاحتقان و الشعور بالغبن و بالتالي ربّما مشاعر الحقد و البغضاء التي قد تدفع إلى الانتقام أو غير ذلك من ردود فعل على سلوكياتنا المجحفة بحق الآخر. و كأشخاص فإن هذا يضرّ بعلاقاتنا مع الآخرين و يتسبّب بقطيعة و خصام عوضاً عن الانفتاح و التواصل و اللحمة الإنسانيّة و الودّ. إنه سلوك قد يخلق عقبات كثيرة و عوائق غير منتظرة بين الناس و سيستغرق ردم هذه الهوة زمناً طويلاً و ربّما لا تجدي أيّة محاولات لإعادة ما تهدّم و بناء ما خرب من علاقات الناس مع بعضها البعض. و لكي نكون مقبولين و محبوبين من الطرف الآخر علينا من أجل هذا أن نبني الثقة فيما بيننا و أن نعمل على تحقيق مبدأ التكافؤ للجميع, و أن نُظهر حسن النيّة الحقيقي, من أجل كسب ثقة الآخر كي لا يشعر بأننا نتطفّل على حياته و خصوصيّاته أو أنّنا نسعى إلى سلبه ما يملك من إرادة و من قرار مصير, و خاصة متى تمّ تطبيق هذا على مستوى علاقات الدول مع بعضها البعض, فالدول الراقية و المتحضّرة و المتقدمة علميّاً و تكنولوجيّاً, تخشى على أمنها و استقرارها و على ما بنته من مجد علمي و معرفيّ و حضاريّ فهي لن تسمح بأن يأتي أيّ أحد – مهما كان شأنه و منْ يكون – ليدمّر هذا البناء الحضاري و العلمي الشّامخ و هذا الرقيّ الفكري و الذي حصل خلال قرون طويلة من الزمن كانت فيها معاناة و أبحاث و خبرات و تجارب أوصلت إلى هذه القمة من الأمجاد’ و التي يحقّ للغرب و أمريكا أن يفخروا بها كسادة العلوم و الصناعة و التكنولوجية في هذا العصر. ليس من حقّنا أن نسعى لإلحاق الأذى أو الضرّر أو الخراب بكلّ هذه الانجازات العلمية العظيمة و التي نعيش على ما تقدمه لنا من خير و من فائدة و من منفعة حياتيّة, و لا أن نحرق أو ندمّر أيّ وجه من وجوه الحضارة الإنسانية على غرار ما يفعله مسلمو داعش المتخلفون و الأوباش في تدمر السورية أو في العراق و غيرها من الأماكن التي دمّروا فيها الآثار و الحضارة ليعودوا بالحياة إلى ما كانت عليه أيام صحراء محمد نبي الإسلام و جاهلية العرب. أجل هذا ما فعله المسلمون الأوائل أيضا, فهم يرون الآخر عدوّاً و خصماً و من خلال فكر الجهاد و الغزو و السطو و الحروب الاستعماريّة انتشر الإسلام و دمّر حضارات كثيرة و تسبّب في خراب و قتل و دمار الملايين من البشر. يضع المسلمون نصب أعينهم الدين كهدف أول و أسمى و كلّ ما عداه يبقى جانباً ثانويّاً غير ذي اعتبار, و من هنا تنشأ عداوتهم مع الآخر, فدينهم إقصائي غير منفتح و هم يرون جانبه العنفي و المتشدّد, و لا يقبلون من الآخر دينه و لا أفكاره. إنّ هذا الإيمان الأعمى بالدين يجعلهم لا يحترمون الآخر, علماً أنّ الدين هو المعاملة و الممارسة و الفعل الحسن و ليس ما هو خلاف هذا, و الدين هو الصدق و المحبّة و هو التسامي عن الكراهية و الامتناع عن ممارسة الأحقاد و زرع بذور الفساد و الضغائن في عقول أتباعه. إنّ الدين لا يكون بتدمير الحضارة و سلب الممتلكات و الفتك بالبشر, و على الرغم من حصول مثل هذا في عصور مختلفة فإنّنا نظلّ نسمع و في كلّ وقت بدعاوى جهاد و هتافات ألله و أكبر و بفتاوى تدعو إلى القتل و إلى التكفير و إلى هدر الدماء و لا أحد يعرف إلى متى سيبقى هذا الجهل مسيطراً و هذه الغشاوة على العقول و الظلاميّة بأفكار هؤلاء البشر قائمة. إنّ هؤلاء يصرّون على نهج هذا السلوك و الاستمرار بهذه الأفكار و هم يقومون بتصديرها بكلّ صفاقة و جهل و عنجهيّة و يرون هذا من باب الواجب الديني المُلزِم. يتبع... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|