Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العالم العربي شيرين هربت بثيابها فجراً وصديقتها انتحرت... هل بدأت معركة استعادة كرام
شيرين هربت بثيابها فجراً وصديقتها انتحرت... هل بدأت معركة استعادة كرامة الايزيديات؟
1 / 3 48 المصدر: النهار موناليزا فريحة 12 تشرين الثاني 2015 | 21:31 تتابع شيرين (18 سنة) من كويا في إربيل المعركة التي بدأت للتو لاستعادة سنجار. شأنها شأن الاف الايزيديين والايزيديات، لا يزال جرحها مفتوحا على رغم مضي أكثر من 15 شهراً على تلك المحنة التي بدأت بغزو "داعش" منطقتهم. التنكيل الذي مارسه مقاتلو "الدولة الاسلامية" في حق الايزيديين، بما فيه استعباد فتياتهم ونسائهم وخطف الرجال وقتلهم، فضح الاساليب الوحشية التي يعتمدها التنظيم لفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، ودفع واشنطن إلى بدء حملة قصف جوي. فتحت غطاء جوي من مقاتلات الائتلاف الدولي الذي تتزعمه واشنطن، أطلقت قوات كردية يساعدها الاف المقاتلين الايزيديين المسلحين بأسلحة خفيفة هجوماً لاستعادة مدينة سنجار في شمال العراق من "داعش"، في خطوة أولى لتقطيع أوصال دولة الخلافة العابرة للحدود والتي أعلنها التنظيم المتشدد على مساحات واسعة من سوريا والعراق. فالطريق السريع الذي يمر بسنجار يربط الموصل، المكسب الثمين ل"داعش"، بمدن يسيطر عليها في سوريا، وخصوصاً الرقة. وعبره تنقل الحاجات الضرورية لنحو 1,5 مليون نسمة لا يزالون يعيشون في الموصل.من هذا المنطلق، يقول المحلل العسكري اللفتنانت جنرال مارك هرتلينغ لشبكة"سي أن أن" الاميركية للتلفزيون أن اسعادة السيطرة على سنجار تعتبر لا نصرا معنويا فحسب، وإنما مكسبا استراتيجيا ورمزيا . وتشمل العملية بحسب تقارير ميدانية نحو 7500 رجل من قوات البشمركة الكردية يهاجمون البلدة من ثلاثة محاور. وفيما تشارك كتيبة ايزيدية في الهجوم الذي يقوده الاكراد، يتحرك مقاتلون ايزيديون آخرون في شكل مستقل ،وإن كان الجميع يتوق للانتقام من مقاتلي "الدولة الاسلامية" الذين يقدر عددهم بنحو 600 داخل سنجار، بعد الفظاعات التي ارتكبوها عندما غزوا المدينة في آب 2014. وحتى مساء الخميس، أفادت وكالات الاعلام أن الأكراد سيطروا على ثلاث قرى وقطعوا أجزاء من طريق 47 السريع بين الرقة في سوريا والموصل. وقال التحالف في بيان: "بدأ الهجوم البري في ساعات الصباح الأولى حين نجحت وحدات البشمركة في إقامة مواقع على طريق 47 السريع وبدأت في تطهير سنجار"، و"ستواصل البشمركة عملياتها لإعادة سيطرة الحكومة على مواقع رئيسية بالمناطق." عملية "سنجار الحرة" تهدف على ما يبدو إلى تطويق المدينة والسيطرة على خطوط الإمداد لتنظيم "الدولة الإسلامية" وإقامة منطقة عازلة لحماية سنجار من نيران المدفعية. وكان العالم تابع برعب العام تسلق نحو 50 الف ايزيدي كانوا يعيشون في المنطقة، جبال سنجار للفرار من "داعش" في صيف 2014.في حينه تقطعت السبل بالاف الذين أمضوا اسبوعاً وأكثر تحت شمس صيفية حارقة بلا ماء ولا طعام.وقدرت الامم المتحدة مقتل نحو خمسة الاف رجل وفتى في سنجار والقرى المجاورية ، فيما خطفت الفتيات والنساء وتم بيعهن سبايا في اسواق "داعش".ولا تزال الروايات تكتب عن الفظاعات التي ارتكبت في حق هذا الشعب. شيرين تروي تجربتها شيرين الايزيدية التي هربت مع أمها وشقيقاتها الثلاث تتذكر بأسى التجربة المروعة التي عاشتها قبل وصولها الى كويا حيث تعمل حالياً في "مركز جيان للنساء" الذي يعنى بتعزيز قدرات النازحين العراقيين الفارين من سنجار ونينوى، من خلال الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات المراهقات. وتروي في رسالة ل "النهار" عبر البريد الالكتروني :" كنا نائمين عندما أيقظنا جيراننا قرابة الساعة الثالثة فجرا ليقولوا لنا أنهم أتوا، وأن علينا أن نغادر سريعا"، لافتة الى أن أكثر العائلات تركت كل شيء وراءها ولم تحمل معها الا الثياب التي كانت ترتديها. في تلك الليلة قرر الرجال أن يلازموا المدينة لحماية ممتلكاتهم وأعطوا الاولوية للنساء لركوب سيارات نقلتهن الى حاجز حيث منعن من مواصلة طريقهن.وتضيف شيرين:"لليلة كاملة مشينا أمي واخواتي الثلاث وأنا وبعض الجيران الى أن وصلنا الى دهوك"، المدينة في منطقة كردستان، حيث مكثوا شهراً في مبان قيد الانشاء بلا أبواب ولا نوافذ، الى أن نقلن لاحقاً الى كويا، في منطقة اربيل. تعمل شيرين حالياً في مركز كويا لاعادة تأهيل اللاجئين وتساعد اللاجئات على التأقلم مع ظروفهن الجديدة وحياتهن بعيدا من منازلهن.والدها بقي في سنجار مع شقيقيها ،وهو ما يبقيها قلقة عليهم طوال الوقت. صديقتها انتحرت وتضيف شيرين أنها قلقة على عائلتها وتتألم كثيرا لما اصاب اثنتين من صديقاتها :" لاماس وسادا (ليسا اسميهما الحقيقيين) خطفتا... اختار مقاتلو داعش الفتيات اللواتي يريدونهن وأخذوهن بعيدا. سادا انتحرت بعد اسرها بشهرين...لم تستطع تحمل استعبادها، وقد أبلغت عائلتها بالامر بعد ذلك بأريعة أشهر.لاماس لا تزال مفقودة ولا أحد يعرف ما حصل بها". تعيش شيرين بمأمن في كويا لكنها ليست سعيدة: "لا أستطيع نسيان ما حل بنا...شعرنا كأننا وحدنا نحارب ذلك الظلم الذي نزل علينا".بالنسبة اليها والى نساء كثيرات، صار العمل مع متطوعات أخريات ملجأ في وقت الضياع. أم في الرابعة والعشرين من الموصل ابدت قلقها على مصير ولديها :"انا خائفة على مصيرهما...هل سيتمكنون من بناء مستقبل جيد".ووافقتها نساء أخريات استمعن الى معاناتها. "وورد فيجون" سيسيليا لاغارديا، مديرة الاتصالات في "وورد فيجون انترناشيونال"، وهي منظمة مسيحية للتنمية والاغاثة تعني بالاطفال والعائلات والمجتمعات لتجاوز الفقر والظلم، تخبر "النهار" كم هو مؤلم الاستماع الى نساء في المخيمات بعد سنة على فرارهن من منازلهن.وتقول:"انه جرح مفتوح والتئامه بعيدا لان لا حل في الافق". انطلاقا من تجربتها تقول لاغارديا إن الطريقة الوحيدة التي يمكن مساعدتهم بها هي دعم المبادرات التي يمكن أن تساهم في استعادتهم ثقتهم بنفسهم والافادة من وقتهم وأبدى قادة أكراد ومسؤولون محليون قرب جبهة القتال روحا معنوية مرتفعة.ومع أنها تلفت الى أن النساء يتأقلمن و"أحيانا يضحكن على مصاعبهن"، تلفت الى أن على العالم أن يجد سبلا لمساعدتهن على عدم فقدان الامل. الثأر ليست معاناة شيرين، الا نموذجا صغيرا لمآسي الايزيديين الذي نكلت بهم "داعش". ألف فتاة وامرأة ايزيدية لا يزلن في قبضة "داعش". لذلك، تبدو عملية "سنجار حرة"، بالنسبة الى القوات االايزيدية، تتعلق المعركة بعملية ثأر بالدرجة الاولى. ونقلت "رويترز" عن حسين ديربو قائد كتيبة بشمركة مكونة من 440 ايزيدي إن رجاله كانوا قادرين على الهجرة إلى أوروبا لكنهم اختاروا البقاء والقتال" فهذه أرضنا وهذا شرفنا. هؤلاء (الدولة الإسلامية) سرقوا كرامتنا. نريد أن نستعيدها." وكانت القوات الكردية طردت في كانون الاول 2014 مقاتلي "الدولة الاسلامية" من منطقة شمال جبل سنجار، لكن المتشددين لايزالون يسيطرون على الجهة الجنوبية حيث تقع البلدة. وتسيطر قوات البشمركة حاليا على 20 في المئة من سنجار. Monalisa.freiha@annahar.com.lb Twitter:@monalisaf |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|