Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
النفاق السّعودي بقلم: فؤاد زاديكه
النفاق السّعودي بقلم: فؤاد زاديكه منَ المضحك أن تعلن السعودية عن إجراءات ضد الارهابيين أو من يدعمهم مالياً أو معنويا. إنّ هذه الدعوة ليست إلاّ نوعاً من الضحك على النفس و لاستغباء الآخرين, فالسعودية بلد الارهاب الأول فهي و باكستان و إيران من أوائل الدول التي تدعم الارهاب و تشجع عليه و ما يعلّم و يُدرّس في مدارس المملكة يدعو لأفكار عنصرية إقصائية حاقدة و مثل هذه الأفكار و التعاليم و المناهج, هي التي تفرّخ الإرهاب و تعمل على نشره في عقول الناشئة و الشباب. على السعودية و غيرها من البلدان الإسلامية أن تسعى للعمل على تغيير مناهجها المدرسية العنفية و الجاهلة و المتعصبة, ليحل محلّها فكر العدالة الاجتماعية و المساواة و الدعوة إلى الحريّة الفكرية و الدينية و إلى قبول الآخر و الاعتراف بحقوقه دون أيّ نُقصان.علهم إذاً بمعالجة سبب العلة و ليس استئصالها, أو محاولة معالجتها بطريقة التخدير. يجب قول كلمة الحق, إنّ نشر مثل هذه الأخبار, التي تزعم بأنّ المملكة العربية السعودية دولة تحارب الإرهاب و تحترم حقوق الإنسان, إنّما هو محاولة من أجل ذر الرماد في العيون, فهي تعلم في قرارة نفسها كم ساهمت و تساهم في انتشار الإرهاب و دعمه و خلق مبررات وجوده. عندما تمنع السعودية تعليم الكراهية ضد اليهود و النصارى و لكل من ليس بمسلم في مناهجها فتقوم بحذفها و وضع مناهج انفتاح فكري و إنساني أو عندما يتم الاعتراف بالحريات الشخصية و الانسانية و منها حرية المعتقد الديني لغير المسلمين و السماح ببناء كنائس مسيحية أو معابد بوذية أو دور عبادة يهودية في السعودية, عندئذ يمكن تصديق مثل هذه الفبركات الاعلامية و التي هي للاستهلاك المحلي و الخارجي. كانت السعودية و لا تزال البلد الأساس في دعم الارهاب و قد دفعت ثمن ما جنته عليها ثقافة العداء و الكراهية للآخر و هي تريد اليوم تصحيح مسار خط رجعي جاهل متخلف حاقد. إنّ هذا لن يتم بحقن تخديرية بل باجتثاث جذري لهذه الأفكار التي تشجع على الارهاب و تعتبره من أساس نصرة الدين كالجهاد و غيره. على السلطة السعودية أن تعيش واقع انفتاح فكري و تعليمي و إنساني متحضر, فهي اعتقلت المفكر السعودي وليد الحسين أو الداعية الشيخ سعود الهاشمي و وليد أبو الخير و عمر السعيد و غيرهم إذ زاد عدد المعتقلين من أصحاب الفكر الحر و الرأي ما يزيد عن المائتينو هي لكي تستطيع التخلص من هذا الداء الذي كانت هي السبب المباشر في صنعه و تمويله و تصديره, هو أن تلغي ما نسمعه من أئمة و شيوخ مساجد و جوامع السعودية من الدعاء على النصارى و اليهود و سبهم و التشجيع على معاداتهم,لنصدّق ما تزعمه من أقوال عن محاربتها الإرهاب و داعش أو غيره. تقوم السعودية بدأب و نشاط و همّة عالية ببناء المساجد و الجوامع في أمريكا و أوروبا و غيرها بكل حرية فيما تقوم بمنع بناء دور عبادة لأصحاب الديانات الأخرى. هذه هي العنصرية و هذا هو الفكر العدائي و الإقصائي بروحه و بعين, و هذا الذي يولّد الكراهية و الحقد و العنف و الإرهاب في المستقبل. لكلّ هذا عليّ أن أضحك كثيراً و طويلاً عندما أسمع خبراً مفاده أن السعودية ستتخذ إجراءات بحق الارهابيين أو مقاتلي دعوة الجهاد الذين يذهبون من أجل القتال في سورية و غيرها. يجب أن تنظّف السعودية بيتها أولا و تقضي على العفن الفكري الوهابي السلفي البغيض الذي يتحكم بمفاصل المملكة و هو الذي تتبناه و تعتمد عليه لدوام حكم الملك و أسرته. عليكم جميعا كعقلاء أن تضحكوا على هذا الخبر و أن تستهجنوا ما يجري في السعودية من قمع لجميع أنواع الحريات و القمع لن يولّد غير الانفجار و هو آت في يوم ما ليقتلع جذور هذا الفكر الوهابي الذي تسرّب إلى خارج المملكة و صار سببا لنشر أفكاره البغيضة و الحاقدة و هي امتداد طبيعي لأفكار الارهابي الأول المدعو ابن تيمية.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|