Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
في رثاء المرحوم سومر
في رثاء المرحوم سومر لنصرخ مع بولس الرّسول قائلين: “أين شوكتك يا موت ؟ أين غلبتك يا جحيم؟”. لقد قام المسيح ليقهر سلطان الموت. أمّا نحن كبشرٍ ضعفاء فليس لنا بغير ربّ المجد يسوع أيّ عزاء. هو مات من أجلنا ليعلّمنا أن طريق الموت حقّ و أنّ الموت كأسٌ على كلّ البشر واجب شربه, أجل... كم وقعُهُ قاسٍ و مؤلم خاصّةً عندما يأخذُ منّا حبيبًا أو عزيزًا نشعر بفراقه و نتحسّر بفقده. إنّها تجربةٌ قاسيةٌ لكن هل علينا أن نستسلم؟ لا و ألف لا. لا يجب أن نستسلم للضعف بل يجب أخذ حياة الفادي مخلّصنا مثالا و قدوة لنا, ليكون لنا بذلك عزاء, و راحةٌ للنفس و هدوء لاضطراب الفكر. أيّها الحبيب الرّاحل و المنتقل سومر, كنت وردة في ريعان الشباب, كان المستقبل أمامك و كانت طموحاتك كبيرةً و عزّة نفسك عالية المقام. لم تكن تقبل بالظلم, و كنت تعمل من أجل إحقاق الحقّ و إغاثة الملهوف, كانت لديك غيرةٌ إنسانيّة نبيلة, دفعتَ من أجلها حياتك بيد الغدر الذي لم ترحم شبابك و لم ترحم والديك اللذين كانا قد عقدا آمالًا كثيرةً و كبيرةً عليك لتكون عونًا لهم و معينًا في حياتهم. لم تقبل بالمذلّة و تصدّيت للطيش و ضربت مثلًا رائعًا من خلال تضحيتك بنفسك من أجل الآخرين. ماذا يمكن للقلم أن يكتب و للقلب أن يتصوّر و للعقل أن يفهم؟ إنّه عسيرٌ جدًا كلّ هذا, فالمصاب جلل و الفاجعة عميقة الأثر في النّفوس. ليس لنا سوى أن نقبل حكم الربّ الذي أحبّك و أرادك كي تذهب إلى عنده, نحن جميعا والداك و أعمامك و كلّ اقاربك و أصدقائك و محبّيك شعروا بالفراغ الكبير الذي خلّفه رحيلك و سيبقى اثرُه لزمن طويل. جراحنا لن تندمل بسهولة و لا أعتقد بأنّ النسيان سيكون قادرًا على أن يوازن حياتنا, سيبقى لنا رجاء في أن نلتقي معًا إلى حيث أنت سبقتنا. فهذه سِنّةُ الحياة, فإلى أحضان أبيك السماوي حبيبنا سومر لا يمكن أن ننسى اللحظات الجميلة و الطيّبة التي عشناها معًا, لكنْ لا اعتراض على أحكام الربّ علمًا أنّ إرادة بشر هي التي أرادت لك هذا المصير. إنعمْ في أحضان أبيك السماوي بهدوء و براحة فلقد تركت لنا متاعب الحياة و همومها لكي نحملها عنك. ستبقى في قلوبنا و عقولنا و نفوسنا ذكرى طيّبة و نبيلة لما كنت تتمتّع به من خُلُق رفيع و نفسٍ طموحة تشعر بالآخر و تحترم الحياة. لقد فرّقنا القدر و لم يكن لنا حيلةٌ في تجاوز ذلك أو في الوقوف بطريقه, نصلّي من أجلك و من أجل جميع الموتى الذين انتقلوا إلى الأخدار السماوية, تاركين لنا متاعب هذه الحياة. لكنّ الحياة سوف تستمرّ و الموت لا يعني نهاية الحياة و إنّما بداية لحياة جديدة. نودّعك بالزّغاريد يا عريس السماء, نودّعك بالفرح على رغم أنّ غصّة الحزن تعمل في نفوسنا. هنيئًا لك بعرسك السماوي هذا فلقد كسبت الآخرة. زَغرِدي أمَّ العريسْ إبنُك الغالي جليسْ في سماوات العُلى حيثُ فادينا الأنيسْ هلّلوا من أجلِهِ سومرُ الغالي عريسْ لا تقولوا ماتَ بل افهموا القولَ النّفيسْ ذا انتقالٌ منْ هنا ذاهبٌ نحوَ الرئيسْ فعلُ إجرامٍ أتى فعلَهُ ذاك الخسيسْ يا إلهي صبرُكم مُطلِقُ مِنّا الحبيسْ زغردوا من أجلهِ سومرُ الغالي عريسْ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|