Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
بعض العقائد الخرافيّة لدى أهل آزخ بقلم: فؤاد زاديكى
بعض العقائد الخرافيّة لدى أهل آزخ بقلم: فؤاد زاديكىلكلّ شعبٍ من الشعوب أو أمّة من الأمم بعض الاعتقادات التي لا يمكن إلّا أن تندرج في خانة الخرافة السائدة, أو ما لا يُمكن أن يكون منطقيًّا و صحيحًا بأيّ حالٍ من الأحوال, و هي كثيرة في واقع المجتمعات التي يقلّ فيها المستوى التعليمي و الثقافي, و تكثر فيها الأفكار و الرؤى غير الدقيقة و غير الصائبة, لكونها تعاني من بعض عجز فكريّ في منحى حياتها أو أنّها تفرز كلّ هذه الأمور من باب الفكاهة و التسلية دون قصد و دون وعي. و يمكن القول بأنها وريثة حالة فكريّة – اجتماعيّة – ثقافيّة – دينيّة و ربّما سياسيّة أيضًا. و نحن كشعب سريانيّ – أزخينيّ لدينا الكثير من مثل هذه المعتقدات و الاعتقادات التي شاعت و سادت و من ثمّ استمرّت عبر التواصل و التوارث دون أن يفكّر أحدنا في مدى صدقها أو صلاحيتها, ليتمّ تداولُها و العمل بها على نحوٍ عفويّ متوارث و منقول من جيل على جيل. و نقول و بكلّ تأكيد بأنّ هذه المعتقدات (الاعتقادات) تعبّر عن مستوى فَهم هذه الشعوب و تدلّ على نسبة وعيها الثقافي و المعرفي و لدينا الكثير جدًّا من هذه المعتقدات التي لا أساس لها من الصّحة و إنّي سآتي على ذكر البعضِ منها, و هي معتقدات شاعت في وسطنا الاجتماعي حيث كنا نُقيم و نعيش, و أعني في ديريك و القامشلي بعد مغادرة آبائنا و أجدادنا القسريّة لآزخ البلدة الأم و سنعرض هذا البعض هنا: 1- هناك اعتقاد شائع لدينا بأنّ الشخص الذي يرى نجمًا (شهابًا) يخرّ (يسقط) من السماء فإنّ هذا الأمر يدلّ على أنّه هذا الشّخص سوف يحصل على أيّة أمنية يرغبها و يتمنّاها, شريطة أن يطلب هذه الأمنية في لحظة سقوط هذا النجم أو الشّهاب. 2- هناك اعتقاد سائد لدى البعض و هو أنّنا عندما نرى أفعيين تتعاركان في مكان ما, و في حال تمكننا من وضع منديل (مَرحمِه) أو أي غطاء عليهما فإن طلباتنا ستُستجاب و أمانينا سوف تتحقّق. 3- هناك اعتقاد شائع لدينا – و كان هذا أيام الطفولة – أنّه و عندما يتبوّل شخص ما في مكان ما و يأتي آخر لكي يبول فوق بول ذاك الشخص فإنّ يهوديًّا سيموت, و هذا المعتقد أو الاعتقاد نابع من فكر الكراهية التي كان يتمّ غرسها في أفكار الأجيال بوجوب كراهية اليهود و عدم محبتهم و أظنّ بأنّ هذه الفكرة هي إحدى نتاجات تأثير الفكر الإسلامي في مجتمعاتنا المسيحيّة, فالمسيحي على العموم لا يكره أيّ أحد, لأنه يؤمن بتعاليم السيد المسيح و التي تدعو على محبّة الآخرين و إلى التسامح. 4- هناك اعتقاد سائد لدى الأطفال و غير البالغين و يمكن أن تكون هذه الفكرة أو المعتقد نتاج تربية الأبوين و هذا المعتقد يقول بأن الضرس الساقط جديدًا متى تمّ وضعه في أحد ثقوب دير أو كنيسة فسوف ينبت مكانه ضرسٌ جديد, و من المعروف بأن أضراس الحليب سوف تسقط في وقت من الأوقات و سوف تظهر أسنان جديدة, لهذا فالمعتقد واهٍ و غير مبني على أية افتراضية صحيحة لأنها بديهيّة. 5- هناك اعتقاد شائع لدى الأطفال مفاده أنّ أيّ شخص يستطيع تَعليق (لَصق) قَحفونِه (قطعة من الفخار أو الحجر تكون على الأغلب رقيقة بعض الشيء) على الجدار الخارجي لكنيسة أو دير فهو سيحصل على أمنيته, أي من اليسير أن تتحقق أمنيته لهذا كنّا و في كلّ يوم و نحن نقف أمام حائط بيعة كنيسة مارتشموني في ديريك نحاول لصق قحفونات من أجل تحقيق أمانينا. 6- هناك اعتقاد شائع بأنّ أوغر (فأل) الحيّة (الأفعى) خير, لهذا كان الشخص يتفاءل بالخير و التوفيق عندما يرى في طريقه أفعى و هو في طريق سيره و على الأغلب كان السير من و إلى المدينة أو القرى التابعة لها. 7- و هناك اعتقاد شائع آخر حول سقوط شهاب من السماء يقول: بأنّ سقوط نجمة يدلّ على وفاة شخص ما, أي أنّ خرران (سقوط) شهاب أو نجم يعني بأن شخصًا مات في تلك اللحظة, أي في هذه الأثناء. 8- كان لدينا اعتقاد شائع بأنّ من ينذر نذرًا (يقطع عهدًا على نفسه ) بالسير حافي القدمين إلى دير أو كنيسة و يقوم بتنفيذ نذره, فإنّ أمنيته التي يريدها ستتحقّق, و كم كنّا نفعل ذلك من أجلنا و من أجل الآخرين أيضًا. و أذكر أنّني مشيت و أكثر من مرّة من ديريك إلى قرية بره بيت في مناسبة الشيهر (عيد السيدة على الزرع) حافي القدمين مع آخرين. 9- لدينا اعتقاد سائد و شائع كثيرًا بأنّ المصائب إن حلّت بجماعة أو بأسرة أو بشخص فهي دليل على أنّ هذا الشخص بعيدٌ عن الله و أنّ ما حصل هو عقاب من السماء أو إنذار لمن حلّت تلك المصائب بهم. 10- هناك اعتقاد بأن مَن يرى أحلامًا مزعجة أو كوابيس في الليل يكون قد نائم مكشوف المؤخرة, و نقول له من باب الفكاهة : (طيزك كانت مكشوفة). 11/6/2017 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|