Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
إلى جنان الخلد أستاذي الفاضل والمربّي الكبير يعقوب توما عبدى (أبو شوكت) أيّها المغادر
إلى جنان الخلد أستاذي الفاضل والمربّي الكبير يعقوب توما عبدى (أبو شوكت) أيّها المغادرُ بلا إشارة وبلا استئذانْ أيّها الثائرُ بالقلب وبالعملِ وبالبنانْ أيّها الحاملُ معه غصونَ الزيتونِ وورد الأقحوانْ أيّها النغمُ المشبعُ بحبّ الوطن وبأصدقِ الإيمانْ أيُّها الناطقُ بالحقّ في وقتٍ عجزتْ عن ذلك الشجعانْ أيّها البلبلُ في دوحةِ الأنغامِ والألحانْ كنتَ معلّمًا فذًّا ومديرًا لامعًا بنجاحٍ كان له الشاهدُ العيانْ لو كان للزمنِ لسانْ ولو كان للمواقفِ بيانْ لكنتَ لهما خيرَ عنوانْ أيّها الفارسّ الذي ترجّلَ بعد مشوارٍ طويلٍ ومشرّفٍ من النضالْ أيّها الصديق والرفيقُ والأستاذُ العالي الشأنْ لقد وضعتَ الأسسَ وأقمتَ البنيانْ لأجيالٍ وأجيالْ هل بمقدور الكلماتِ أن تُرثيكْ؟ وشيئًا من كثيرِ حقٍّ لكَ تُعطيكْ؟ هل بمقدور الأيام مهما كانتْ قاسيةً أن تواريكْ خلفَ نسيانٍ يجلبه الزمن وهو يواسيكْ؟ معلّمي. مديري. رفيق النضال وصديقَ الحالْ يعقوب توما عبدى (أبو شوكت) الحبيبْ عشنا سنواتٍ طويلةً على درب واحدةٍ كانَ القهرُ والمعاناة لنضالنا النصيبْ ولكنّ الأمانةَ ظلّتْ أمانة فلم تقعْ هزيمةٌ ولا خيانة لقد غادرتنا ونحن نحمل من ذكرياتنا معك الكثير والكثيرْ كان تعبك معنا في المرحلة الابتدائية شاقًّا لقد جعلتنا نعشقُ اللغةَ العربية كنتَ من عشّاقها ومن روّادها تتلمذَ على يديك بضعةُ آلافْ وإنّي لواحدٌ منهم اُجِلُّ مقامك بكلّ إنصافْ اليوم تغادرنا ونحن بأشد الشوقِ لملقاكْ ولن أنسى يوم زرت السويد وتشرّفتُ بلقائكَ وبمرآكْ اذهبْ في أمانِ الربّ فمكانُك معروفْ وطريقكَ بكلِّ الطيبِ مرصوفْ بلغَ حزني درجاتٍ جهيدة وأنا أسمع قبل قليلِ النبأ كصاعقةٍ شديدة ونازلةٍ غير حميدة إلى جميع أبنائك وبناتك وأفراد أسرتك الكريمة إلى كلّ آل عبدى وغريب أتقدّم بأحرّ التعازي القلبية باسمي الشخصي ونيابة عن عائلتي وكل آل زاديكى في المهاجر والوطن راجيًا من الربّ أن يخفّف عنكم وقعَ هذه المحنة فمحنتكم هي محنتنا وحزنكم هو حزننا وأنا فقدته شخصيًا كأستاذ ومربّي ورفيق نضال فإلى أخدار أبيك السماوي معلّمي ومديري ورفيقي أبو شوكت الحبيب لقد تركتَ فراغًا كبيرًا بين الأصدقاء والأحبة وفي ربوع بلدتنا الحبيبة ديريك تلك التي أحببتها بوفاء وأحبتك بمثله سلامُ عليك أيّها الراحل إلى حيث يرحلُ الجميع إنّها سِنّةُ الحياة, على الرّغم من وجعها الأليم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|