بابٌ إلى (آزخ) شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

بابٌ إلى (آزخ)

شعر/ فؤاد زاديكى

أستطيعُ القولَ إنّي ... قد فتحتُ اليومَ بابَا

لاهتمامٍ قد تَراخى ... نحو ماضينا وغابَا

أُرْجِعُ التاريخَ حَيًّا ... باعِثًا فيهِ شبابَا

(آزخُ)1 الماضي أراها ... أحرُفًا ضمّتْ كِتابَا

نجمةً عاشتْ سلامًا ... عانقتْ عزًّا شهابَا

لم تَعُدْ إلّا بقايا ... أصهرَتْ ذاكَ الترابَ

أينَ مِنْ أمسي ويومي؟ ... مَنْ سَيُعطيني جوابَا؟

ارتخى عزمٌ لدينا ... يشعرُ الفكرُ العَذابَ

قد هجرناها, فعاشتْ ... واقِعًا جاءَ انقلابَا

حزنُنا عبءٌ علينا ... وَلْيَكُنْ هذا عِقابَا

إنّني والسّعيُ ماضٍ ... في تَجَلِّيْهِ خِطابَا

راغِبًا إحياءَ ذِكْرٍ ... رافعًا عنهُ نِقابَا

إذ غفا وقتًا طويلًا ... فانْتَظَرْناهُ إيابَا

رُبّما في العَودِ سَعْدٌ ... سائغٌ يأتي عِذابَا.

1 - آزخ: بلدة الشاعر و هي سريانية تخضع اليوم للسيطرة التركية, عانت في تاريخها من ويلات كثيرة و سادتها أحوال و أعاصير منها سببه البشر الحاقدون و منها كوارث طبيعيّة, لكنّها سطّرت حرفًا مجيدًا لها في سجل التاريخ من خلال مقاومة باسلة أيّام الإجرام الذي قامت به الوحشية العثمانية بالتعاون مع أزلامها الخونة للقضاء على مسيحيي تركيا فصارت اليوم في خبر كان, حيث انحسر مدّها السرياني تمامًا فسيطر عليها الكرد بدعم و موافقة الحكومات التركية المتعاقبة, و لم تبقَ لنا و لأجيالنا منها سوى ما كان يرويه لنا الآباء و الأجداد أو ما تم حفظه في بطون بعض الكتب و المؤلفات لبناء آزخ الغيارى الذين عملوا جاهدين لحفظ هذا التاريخ و التراث و نحن بدورنا لا نتوانى لحظة واحدة عن محاولات إحياء ذلك التاريخ كي يبقى ماثلًا أمامنا و أمام الآتين من بعدنا. تحية شكر و تقدير و احترام لكلّ من كتب عن آزخ و نشر لأن اللَّبِنَات حين تُوضع فوق بعضها البعض تجعل إمكانية إعادة البناء من جديد غير مستحيلة.