Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
قطار التطبيع مع إسرائيل إلى أين؟ بقلم/ فؤاد زاديكى
قطار التطبيع مع إسرائيل إلى أين؟ بقلم/ فؤاد زاديكى بعد أن كانت كلمة (تطبيع) أو حتّى مجرّد الإشارة إليها في بلدان العالم العربي قبل سنوات, يُعتبر جريمة و خيانة لدى القومجيين العرب, الذين استغلّوا و يستغلون المشاعر و العواطف الجيّاشة في الشارع العربي للعب على أوتار تأتي بألحان تتلاءم مع رؤيتهم و مصالحهم, و تخدم أهدافهم. إلّا أنّنا كعرب نرى دائمًا من الخلف, في محاولة لإيهام النفس بأمور غير مقنعة, و تسويق أجندة غير قابلة للحياة, فعجل الحياة تسير على أمامًا, و الشعار القائل بوجوب رمي إسرائيل في البحر, أفاد إسرائيل كثيرًا, واستطاعت بحنكة السياسي الماهر و ذكاء المُتقن للعبة, أن تستثمر تلك الدعوة التي شجبها فيما بعد حتى أغلب العرب و اعترفوا بأنّها كانت الطلقة التي وجّهتها منظمة التحرير الفلسطينية لقضية فلسطين, فهي اساءت أكثر ممّا أفادت. و حين تمّ التطبيع بين مصر و إسرائيل من خلال معاهدة السلام التي وقّعها السادات مع إسرائيل أعقاب زيارة مفاجئة قام بها لدولة إسرائيل (وُقِّعَت معاهدة السلام في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة في 26 مارس 1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978، ووقَّع عليها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، وشهدها رئيس الولايات المتحدة ). ومن ثمّ معاهدة السلام بين الأردن و إسرائيل (أو ما يشار إليه باسم معاهدة وادي عربة، هي معاهدة سلام وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994. طبعت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين وتناولت النزاعات الحدودية بينهما) فبعد هاتين المعاهدتين ضَعفُ الصف العربي الواحد و تمّ الهجوم على هاتين الاتفاقيتين من قبل الدول التي تدّعي المقاومة والتصدي لإسرائيل, فيما بقيت حدود هذه الدول مع إسرائيل هادئة ساكنة لمدة أربعين عامًا دون أن تُطلق منه طلقة واحدة باتجاه إسرائيل و كأّنها هي الأخرى اتفاقية لكن بخطوط سريّة بين القيادة السورية أيام حافظ الأسد و بين إسرائيل. و كان أن توقّف حافظ الأسد عن متابعة الحرب عقب هزيمة العرب في حرب 1967 فبقيت مصر لوحدها في حرب الاستنزاف(يوليو "تموز" 1967 - 28 سبتمبر :أيلول" 1970). و كما نعلم و يعلم الجميع فإن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زار سلطنة عُمان، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والتقى بالسلطان قابوس بن سعيد. وأشار بيان صادر عن مكتب نتانياهو إلى أن رئيس الوزراء عاد اليوم إلى إسرائيل، وذلك دون تحديد موعد اللقاء الذي جرى مع السلطان قابوس. وتأتي هذه الزيارة النادرة من زعيم إسرائيلي لسلطنة عمان (26/10/ 2018) بعد أيام قليلة من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للسلطنة، والتي استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها السلطان كذلك " و هذا يُشير بشكل غير مباشر إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان على علم بهذه الزيارة و ربّما هو الذي يكون طلب من السلطان قابوس أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل تليين الموقف الإسرائيلي بخصوص المفاوضات مع الفلسطينيين, و هذه لم تكن الزيارة الأولى لرؤساء وزراء إسرائيليين قاموا بها لبعض دول الخليج ففي عام 1996، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، شمعون بيريز، كلا من قطر وعمان، حيث جرى التوقيع على اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجارية في الدولتين الخليجيتين. كما سبقه لزيارة عمان في عام 1994 رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين. وفي 29 تشرين الأول/اكتوبر 2018 زار مسؤولون إسرائيليون للمرة الأولى بشكل علني معالم سياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب تصريحات لهم وصور نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي. وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي للمرة الأولى في مناسبة علنية الأحد خلال بطولة عالمية للجودو تقام في أبو ظبي ويشارك فيها لاعبون إسرائيليون. ونشرت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف تسجيل فيديو على صفحتها على موقع "فيسبوك" الإثنين تظهر فيه وهي تقوم بجولة في مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي . وأما بخصوص علاقات البحرين مع إسرائيل فإن وفودًا رسمية إسرائيلية كثيرة وفي فترات مختلفة قامت بزيارات للبحرين نختصر منها التالي: يناير/كانون الثاني 2000: ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يلتقي مسؤولين إسرائيليين أبرزهم وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، وذلكعلى هامش منتدى دافوس الاقتصادي أكتوبر/تشرين الأول 2007: وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة يعقد اجتماعا مع اللجنة اليهودية الأميركية في نيويورك، أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 4 يوليو/تموز 2009: وفد بحريني رسمي يزور لأول مرة إسرائيل لاستلام خمسة بحرينيين احتجزوا على متن سفينة "روح الإنسانية" التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية وهي في طريقها إلى قطاع غزة. 17 يوليو/تموز 2009: ولي عهد مملكة البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يقول -في مقال له بصحيفة واشنطن بوست- إن العرب بحاجة إلى تفكير جديد إن أرادوا أن تحصل مبادرة السلام العربية على ما تستحقه من تأثير على الصراع العربي الإسرائيلي، ويقترح في هذا الإطار أن يكون التواصل مع الإسرائيليين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية المحلية منها والوطنية. طبعا هناك زيارات أخرى كثيرة حصلت لا داعي لذكرها كلها. لكنْ و مع كلّ ما جرى و يجري في مثل هذه الزيارات لدول الخليج ألا يمكن أن يتم طرح سؤال مهم للغاية وهو أين موقف السعودية من كلّ هذا و نحن نعلم أنّ كل دول الخليج العربي تأتمر بأوامر السعودية و لا تقوم بأي عمل مصيري له أهمية استراتيجية دون موافقة السعودية و علمها؟, فالسعودية هي التي تحرّك هذه العملية و هي التي ستعلن التطبيع مع إسرائيل بموجب قرار جامعة الدول العربية المنعقد آنذاك في لبنان (الأرض مقابل السلام) و ما سنشهده هو أنّ العلاقات العربية الإسرائيلية سيسير قطارها على السكة الإسرائيلية و ليس العربية, أي كما تريد إسرائيل, و حينها لن يبقى أمام بضعة دول عربية أن تعارض هذا التطبيع لأن دورها لن يكون فاعلًا, خاصة عندما تعترف السعودية كزعيمة للعالمين العربي و الإسلامي بدولة إسرائيل و تقيم معها العلاقات الديبلوماسية. ومن المعروف كذلك أن الكثير من اليهود العراقيين الذين اضطروا لمغادرة العراق في العهود السابقة عاد بعضهم إلى إقليم كردستان بقوة فاشتروا الأراضي وأقاموا المشاريع وهم يدعمون قيام الدولة الكردية ويقفون إلى جانب الكرد في شأن مسالتهم. ما كان حلمًا البارحة سيغدو حقيقة اليوم أو غدًا, و إسرائيل تستغل كل ما يمكن أن يفيد مشروعها فيما العرب يعتمدون أساليب الشجب و الهوبرة و الكلام الفارغ, الذي لا يقدّم و لا يؤخّر.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|