كلمة محبّة بقلم/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

كلمة محبّة

بقلم/ فؤاد زاديكى

في حقيقة الأمر لا أعرف كيف سأبدأ هذا البوست (المنشور) هنا, و هل متى نشرتُه ستكون بذلك فائدة؟ أم أنّ بعض أصحاب النفوس الضعيفة ستختلق له تفسيرًا على هواها و مزاجها؟ منذ فترة و بعض أصدقائي المسلمين (مع كل احترامي لهم و لغيرهم) على الفيس بوك يقومون من يومٍ لآخر بإرسال بعض الإشعارات الدينية لها علاقة بالإسلام و يريدون منّي نشرها و توزيعها, علمًا أنّي لم أُرسل لأي أحدٍ منهم أو لأيّ صديق و أخ مسلم أيّ إشعار ديني مسيحي أو صورة الخ.. أطلب منه تقبّله أو أدعوه لنشره, لأنّي مؤمن بالحرية الشخصية و كذلك بحريّة المعتقد لكلّ شخص شريطة ألّا يتعدّى على حقوق غيره أو ينتهك خصوصيته.

و الأكثر أسفًا من ذلك هو أنّ البعض من هؤلاء و على الرغم من رجائي لهم بعدم إرسال أي شيء ممّا أرسلوه فإنّهم يكرّرون الإرسال دون أيّ اعتبار و كأنّ الصداقة على الفيس بوك هي مجال حرية الشخص التامّة حتّى و إنْ تعدّى على حدود الغير, فهذا حقّه كما يتصوّر, و بالفعل لم أكترث كثيرًا بهذا الأمر في البداية لكن و حين تكرّر ذلك و بشكل غير مقبول شعرت و كأنّ هؤلاء الأشخاص يتقصّدون إرسال مثل تلك الإشعارات.

فمثلًا بماذا يمكن أن يُفسّر لي هذا الشخص المسلم الصديق حين يبعث إليّ و أنا كمسيحي بإشعارات و يطلب منّي فوق ذلك إرسالها للغير أيضًا؟ و من هذه الإشعارات على سبيل المثال:

- لا إله إلّا الله و أنّ محمدًا رسول الله

- صلّوا على النبي محمد

- الإسلام دين الحق

- إرسال آيات قرآنية

- و سأنقل هنا بالحرف مضمون رسالة وصلتني اليوم الخميس المصادف 8//11/2018 من أحدهم لن أذكر اسمه (حفاظًا على الخصوصية) جاء فيها: "ممكن طلب لا تردني ... اريد تخلي كل اللي عندك بمسنجر يصلون على النبي قدر مايستطيعون في هذا اليوم و ترجع لي ًاجعلوها تلف العالم اللهم صل وسلم وزد وبارك على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله الطيبين حتى لو مشغول(انظر هنا حتى و لو كنتُ مشغولًا لأنها هامة جدا و ضرورية بنظر المرسل) إرسلها اليوم سنجعل المسنجر يضج بالصلاة و الدعاء والصلاة على النبي ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ ﷺ { يارب من نشرها في هذي الساعة ترزقه رزقآ يسجد لك باكيا‏‎"و كان أن قمت بالرد عليه بكل أدب و احترام بقولي له:" أخي .... بصراحة أنا أحترمك كإنسان وكصديق و كأخ و لا أرسل إليك أية إشعارات دينية مسيحية لأنّ كل إنسان حرٌّ في معتقده ولا أرى من الضرورة أن ترسل لي عن دينك أية إشعارات لكن السؤال المطروح هنا ألا ترى أن القول: صلى الله على محمد كلامًا مضحكًا و سخيفًا للغاية؟ إذ كيف يصلي الله على محمد و لِمَنْ سيصلي الله؟ هل هناك الله آخر لكي يُصلّي الله له من أجل محمد؟ ألم تفكروا و لو للحظة واحدة بما تؤمنون به أو ما تنشرونه من فكر غير منطقي و غير معقول البتة؟ هناك أمور كثيرة في الإسلام حولها أسئلة كثيرة لا يمكن تبرير خطأها ولا يستطيع شيوخ المسلمين الردّ عليها أو تبرير وجودها, لهذا الرجاء ألّا ترسل إليّ مرة أخرى أية إشعارات دينية لو سمحت و شكرًا لتفهمك لطالما أنا أحترم خصوصيتك فاحترم أنت أيضًا خصوصيتي و شكرًا"

- صدّقوني بلغ السيل الزُّبى و أنا لستُ من الذين ينفعلون و يتفاعلون بسرعة, لكن بلوغ الأمر لحد التكرار مع التنبيه المتكرر لعدم التكرار هو الذي جعلني أنشر هذا المنشور اليوم هنا و الغاية منه أن يقرأ بعضهم المنشور ليفهموا بأنّ حدود حرّيتهم تنتهي عند حدود بدء حرّية الآخرين, و ليفكّروا و لو قليلًا قبل إرسال مثل هذه الإشعارات بأن هذا التصرف قد لا يُريح الغير. هناك من يُرسل لي أيام الجمعة عبارة (جمعة مباركة) أو بمناسبة أعياد الفطر و الأضحى تهاني العيد و كذلك أيام رمضان بعض ما يُشير إلى المناسبة و هذا عادي جدًا و مقبول (حتى أنّ البعض من إخوتنا المسلمين الأحبّة يُرسلون لي التهاني بأعياد المسيحيين و يرفقون معها إشعارات دينية مسيحية لهم كل الشكر و المحبة و نحن نقابلهم بالمثل في مناسبات أفراحهم و أعيادهم) فهي مشاركة أفراح الآخرين و مناسباتهم بل و أنّ من الواجب فعلُ ذلك و لهذا لا يمكن أخذه في غير سياقه كتبادل مشاعر إنسانية فنحن بالنهاية إخوة في هذه الإنسانية علينا أن نحترم أنفسنا و نحترم مشاعر الآخرين.

- أتمنى أن تكون وصلت الفكرة خاصّة للذين لا يزالون على نهج إرسال تلك الصور و الأدعية و الإشعارات الدينية الإسلاميّة.